القاهرة (الاتحاد) في روايته الجديدة «بورفيريا الروح»، يقدم لنا خالد عميرة عملاً جديداً وربما متفرداً من حيث الشكل والمضمون، فالرواية الصادرة عن دار روزنامة للنشر، تتناول حالة شاب يصاب بمرض «بورفيريا» النادر، هذا المرض الذي يحمل تاريخاً طويلاً من الظلم والتشويه حتى تم ربطه تاريخياً وسينمائياً بأسطورة مصاصي الدماء. يقع البطل فريسة لسلسلة من المخاوف والاضطرابات الجسدية والنفسية التي تتداخل فيها الحقيقة مع الخيال، حتى لا يكاد القارئ يستطيع التمييز بينهما في أحيان كثيرة. وخلال رحلتنا عبر صفحات الرواية، نكتشف مع أبطال العمل جميعاً أن مصاصي الدماء يعيشون بيننا، يرتدون ملابسنا، ويحيون حياتنا، في وجوههم ربما بعض الجمال، لكن خلف كل ذلك الجمال الخادع يقوم كل منهم بمص دم ضحاياه، بل ويقوم آخرون بمص دمائهم في الوقت ذاته، عملية كاملة من مص الدم المتبادل. ويعتمد خالد عميرة في بنائه الروائي على تعدد أصوات الرواة، حيث تتكون الرواية من سبعة فصول، يقوم بالسرد خلالها سبعة أشخاص مختلفين، يتناول كل منهم الأحداث من وجهة نظره الخاصة وبلغته الخاصة أيضاً، كل ذلك في إطار خيط درامي واحد يجمع الشخوص جميعاً، لتتشكل اللوحة الكاملة من هذا الموزاييك الرائع.