نلاحظ عزوف الأطفال عن تناول الأطعمة والأشربة الصحية وتفضيلهم الوجبات السريعة التي لا تسمن ولا تغني من جوع·· والسبب في هذا هو انتشار المطاعم بشكل واسع وتغير أساليب الحياة وساعات العمل، فبينما كان الناس يعودون إلى بيوتهم قبل العشاء وتجتمع الأسرة كلها على وجبة واحدة يسمرون بعدها قليلاً ثم يذهب كل منهم إلى فراشه، صار الناس يتأخرون كثيراً في النوم ويبدأون سهراتهم بعد صلاة العشاء، وانشغل الوالدان، وخرجت النساء للعمل، وضعفت العلاقات الأسرية، وأعطي الشباب، خاصة المراهقين، مزيداً من الحرية في التنقل والتجوال، وتوفرت القوة الشرائية لهم بشكل لم يسبق له مثيل، هذه الأمور كلها إضافة إلى الدعايات والحملات الترويجية في وسائل الإعلان المختلفة أدت إلى انتشار عادة الأكل في المطاعم وخاصة تلك التي تقدم الوجبات السريعة· وسميت بالسريعة لأنها تحتوي على مواد سريعة التحضير مثل شطائر الشاورما، والبرجر، والفلافل، والفطائر، والبيتزا، وقطع الدجاج المقلية، مع مشروب غازي أو كأس من العصير وشرائح البطاطس المقلية، وأهم ما يميزها أنها تؤكل على عجل· وتمثل تغييراً لرتابة الحياة والأطعمة الاعتيادية·· لكن للأسف رغم تزايد الإقبال على هذه الوجبات يجب ألا ننسى أنها ''غنية'' بالدهون والسكريات والبروتينات و''فقيرة'' في الألياف والفيتامينات والمعادن المفيدة، وذلك يؤدي إلى تراكم الدهون والسكريات في الجسم ومن ثم زيادة الوزن·· وما يحسب ضدها أيضاً أنها أفقدتنا متعة جلوس الأسرة سوياً على مائدة الطعام· لذا يتوجب علينا كأمهات وأولياء أمور أن نثقف أطفالنا ونبين لهم أنواع الأغذية وعدد الحصص التي ينبغي تناولها من كل نوع·· فصحتهم هي ما يهمنا ولا نريد أن نراهم في سرير المستشفى نتيجة تعرضهم لتسمم غذائي، لا قدّر الله· موزة عبيد مطر