أحمد النجار (دبي)

ندى العامري، تشكيلية إماراتية شابة، ومعالجة نفسية عن طريق الفن، يسكنها شغف الرسم منذ صغرها، قادها ذلك إلى تأسيس غاليري في أبوظبي، فهي فنية برتبة مهندسة بترول، وحصلت على درجة ماجستير في تاريخ فن المتاحف من جامعة السوربون 2013 بباريس، ومعالجة متطوعة عبر ورش متخصصة بعد حصولها على شهادات متخصصة عام 2013.

الصدمة العاطفية
وقالت ندى إن عالم الفن يمثل بلسماً علاجياً يغذي الحسّ، ويمنح بنقائه طمأنينة للروح، ويستطيع علاج الصدمات العاطفية والتعامل مع اضطرابات التوحد ومرضى الاكتئاب، مشيرة إلى أنها عملت في مستشفى خليفة 10 سنوات، كانت تشرف خلالها على الفحوص الطبية، وتحليل الأدوية للحالات النفسية.
ومرت ندى بتجربة شخصية جعلتها تبحث عن علاج بالرسم لتفريغ طاقة طفل أو تعديل سلوك لمن يعانون طيف التوحد، وبحثت كثيراً، ففي إحدى زياراتها لمركز طبي عام 2008، لم تجد سوى أساليب علاجية تقليدية تعتمدها تلك المراكز، مثل الرياضة والفروسية وتطوير الذات والسباحة.

تقدير الذات
وقررت ندى التخصص بالعلاج النفسي عن طريق الفن، وهو علم ظهر في بداية القرن التاسع عشر وأواخر القرن العشرين، وقد ركزت دراستها بهذا المجال، ونالت شهادة معترف بها من الجمعية الأميركية للعلاج بالفن، مشيرة إلى أن هذا العلاج يناسب الحالات التي تعاني اضطرابات نفسية أو صدمات عاطفية أو صعوبة في التواصل مع الآخرين، ويساهم في تحسين المزاج، وتعزيز الثقة، وتقدير الذات، وتبديد مشاعر العزلة.

فرحة
أسئلة كثيرة كانت تقفز إلى ذهن ندى، ودائماً تبحث لها عن أجوبة، فتسأل نفسها عن دورها في المجتمع كفنانة وموظفة، وكيفية سد الفجوة بين مهنتها ومبادراتها الإنسانية؟، وتفكر كيف تمنح عطاءها، وتساهم بفنها لرسم ابتسامة في عيون مريض، وإدخال فرحة إلى قلب مسنّ أو طفل من أصحاب الهمم، ودائماً تؤمن بأن العلاج بالفن فعال جداً، وتصفه بأنه مثل الماء الضروري لاستمرار الحياة.وقدمت ندى ورش عمل في مستشفيات ومراكز طبية مختلفة في أبوظبي، وطرحت حلولاً نفسية، وخططاً علاجية بالفن، وكان لها تجارب عديدة مع المكفوفين وأصحاب الهمم ومرضى عاديين يعانون فرط الحركة، إلى جانب حالات عدائية مضطربة نفسياً وسلوكياً، وأشخاص تعرضوا إلى أزمات ونوبات اكتئاب.

نتائج
وقالت إنها استثمرت العلاج بالفن لخدمة المجتمع، وعملت كمتطوعة أسبوعياً مع هيئة الصحة بأبوظبي، ومتعاونة مع جمعية مرضى الكلى، وتقيم جلسات تقييم مع أشخاص ومرضى أطفال وكبار السن، وتشعر بسعادة غامرة كلما حققت نتائج مبهرة ولمست ردود أفعال إيجابية، خاصة مع الأطفال الذين تكتشف مواهبهم، وتضعهم في المسار الصحيح.
وأَضافت: في كل أسبوع يفاجئني طفل بهدية ورسمة أو بكلمة، وهذا دليل على تأثيري الإيجابي في وجدانه، وأفتخر كثيراً لنجاحي بخدمة مجتمعي عبر الفن بمبادرات إنسانية نبيلة.