عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء) - قتل ضابط وستة جنود يمنيين باشتباكات فجر أمس الثلاثاء مع مسلحي تنظيم القاعدة في محافظة أبين (جنوب) غداة مقتل ستة مسلحين متشددين في غارة جوية استهدفت مواقع للتنظيم المتشدد شرقي مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين ومصرع سابع في تفجير انتحاري.وفي الأثناء عاد رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور أمس إلى صنعاء ليكون بذلك أول مسؤول كبير يعود من المملكة العربية السعودية، بعد إصابته في محاولة اغتيال الرئيس علي عبد الله صالح في الثالث من يونيو الماضي. وقالت مصادر عسكرية وطبية يمنية لـ”الاتحاد” إن ضابطا وستة جنود قتلوا وأصيب نحو ثلاثين آخرين باشتباكات مع مقاتلي تنظيم القاعدة في منطقة واقعة بين وادي دوفس والكود، على مشارف مدينة زنجبار، عاصمة أبين، التي يسيطر عليها المتشددون منذ أواخر مايو الماضي. وذكر مصدر عسكري أن القتلى ينتمون إلى اللواء 25 ميكانيكي، المرابط بالقرب من مدينة زنجبار، والذي يخوض معارك دامية مع المتشددين منذ أكثر من شهرين. وقد نقل القتلى والجرحى إلى عدة مستشفيات بمدينة عدن الساحلية الجنوبية, القريبة من مدينة زنجبار. وقال مصدر طبي بمستشفى باصهيب العسكري، إن المستشفى استقبل صباح أمس قتيلين وعدداً من الجرحى من الجنود. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر يمني محلي أن “الطيران الحربي شن عدة غارات استهدفت مواقع تمركز الجماعات الإرهابية في منطقة العرقوب التي سيطرت القاعدة عليها الأحد ما أدى إلى مصرع جميع المسلحين البالغ عددهم ستة”. وذكر شاهد عيان انه “رأى ست جثث مرمية على قارعة الطريق أثناء مروره في المكان بعد نصف ساعة من سماع الغارات”، وكانت القبائل اليمنية المساندة لقوات الجيش في قتال تنظيم القاعدة انسحبت الليلة قبل الماضية من كافة نقاطها العسكرية في مناطق العرقوب وامصرة ودهامير ولبو والوضيع، وذكرت مصادر صحفية يمنية أن الانسحاب جاء بعد أن عمدت عناصر تنظيم القاعدة “إلى استخدام السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة” في شن هجمات ضد رجال القبائل المناهضين لها، وذكر الزعيم القبلي المحلي محمد الجعدني، أن انسحاب القبائل من نقاطها العسكرية “لا يعني تخليها عن قتال القاعدة والإرهاب، وإنما خطوة لإعادة ترتيب أوضاع القبائل للحد من الخسائر”، وقال إن لدى القبائل “إرادة قوية لتطهير أراضيها من القاعدة، وهي الآن بصدد تشكيل تحالف قبلي يؤمن لها القتال ضد الإرهاب بصورة أكثر تنظيما”. وفي مدينة لودر شمال أبين، انفجرت دراجة نارية كان يقودها انتحاري ينتمي إلى القاعدة، حسب مصدر قبلي، وقال إن “دراجة نارية ملغمة انفجرت في قرية حدأ ويرجح أن الدراجة كانت في طريقها لتنفيذ عملية انتحارية تستهدف تجمع القبائل المنتشرة في المدينة لمقاتلة القاعدة”، موضحا أن “المعلومات الواردة من موقع الانفجار تفيد بأن جسد سائق الدراجة تحول إلى أشلاء”،. من جهة أخرى، قال المصدر القبلي إن خبيرا عسكريا في اللواء 111 المرابط في المدينة تمكن من إبطال قنبلة موقوتة زرعت في منزل القيادي في اللجان الشعبية في المدينة توفيق حوس من قبل عناصر القاعدة. إلى ذلك، قال مسؤول يمني حكومي لـ”الاتحاد” إن رئيس الوزراء علي محمد مجور عاد إلى العاصمة صنعاء أمس الثلاثاء ليكون بذلك أول مسؤول كبير يعود من المملكة العربية السعودية، بعد إصابته في محاولة اغتيال الرئيس علي عبد الله صالح في الثالث من يونيو الماضي، وقال المسؤول إن مجور “حظي باستقبال رسمي كبير”، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء عاد إلى صنعاء بعد ساعات من وصول جثمان رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، الذي توفي بالعاصمة السعودية الاثنين متأثرا بإصابته في الهجوم الغامض على المجمع الرئاسي، والذي خلف 13 قتيلا وأكثر من 180 جريحا، بينهم الرئيس صالح نفسه، ومن المقرر أن يوارى جثمان عبدالغني الثرى اليوم الأربعاء بالعاصمة صنعاء في مراسيم شعبية ورسمية كبيرة. ولا يزال صالح (69 عاما) يقضي فترة نقاهة في السعودية بعد خضوعه فيها للعلاج لأكثر من شهرين من إصابته في الهجوم على القصر الرئاسي، وأعلن صالح مرارا أنه سيعود إلى اليمن الذي يشهد منذ شهور احتجاجات شعبية ضد حكمه الممتد منذ 33 عاما، وتظاهر الآلاف من اليمنيين أمس في عدة مدن، للمطالبة بـ”الحسم الثوري” وإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، على غرار الثورتين التونسية والمصرية اللتين أطاحتا بنظامي الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك، مطلع العام الجاري، وهتف المحتجون المعتصمون في مخيم الاحتجاج الشبابي بصنعاء :” يا صالح يا بشار.. رأس القذافي طار”، مطالبين المجلس الوطني، الذي شكله ائتلاف المعارضة اليمنية وتكتلات سياسية وشبابية أخرى الأربعاء الماضي بتصعيد الاحتجاجات ضد الرئيس صالح، و”الحسم الثوري” قبيل عيد الفطر المبارك، الأسبوع المقبل. كما اعتصم مئات المحتجين اليمنيين في مدينة تعز (وسط) بالقرب من مبنى المحافظة الحكومي، مطالبين بـ”التصعيد” و”الحسم”، وذلك بعد توارد أنباء سيطرة الثوار الليبيين على العاصمة طرابلس وسط غموض يكتنف مصير الزعيم الليبي معمر القذافي، وكانت “اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية” في اليمن، التي تتزعم الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام الحاكم، دعت إلى تظاهرات حاشدة، الثلاثاء “تأييدا للشعب الليبي واحتفاء بنجاح ثورته”. بالمقابل، عززت السلطات الأمنية وجودها على كافة المداخل المؤدية إلى قصر الرئيس علي عبدالله صالح، الذي من المتوقع أن يعود إلى صنعاء قريبا، وشوهدت مدرعات عسكرية جديدة، مرابطة في شارعي حدة والستين الشمالي، اللذين يؤديان إلى دار الرئاسة، وقال الناطق الرسمي باسم ائتلاف المعارضة، محمد قحطان، في محاضرة ألقاها أمس الأول في مخيم الاحتجاج بصنعاء إن “بقايا” عائلة الرئيس صالح “قرروا الحسم العسكري” لإنهاء الاحتجاجات المناهضة للنظام الحاكم، وأضاف:”لم يستوعبوا الدروس.. ولم يفهموا معنى أن يكونوا في مواجهة الشعب”، حسب قوله. من ناحية أخرى، أصيب مدني برصاص القوات العسكرية المكلفة بحماية مخيم الاحتجاج الشبابي بالعاصمة صنعاء، حسبما أفاد موقع حزب “المؤتمر” الحاكم، وتتولى القوات التابعة للواء العسكري المنشق علي محسن الأحمر حماية آلاف المعتصمين قبالة جامعة صنعاء منذ 18 مارس الماضي. وأوضح المصدر ذاته أن “ضابطا في قوات الفرقة الأولى مدرع المنشقة” أطلق النار على الرجل أمام منزله، القريب من مخيم الاحتجاج، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة، لافتا إلى أن المصاب عضو في اللجنة التحضيرية لملتقى “سكان الجامعة المتضررين من الاعتصام” المناهض للنظام الحاكم. ويشتكي سكان في حي الجامعة والأحياء المجاورة لمخيم الاحتجاج من أضرار مادية ونفسية جراء استمرار اعتصام آلاف الشباب قبالة منازلهم وأحيائهم السكنية، ويوم الاثنين الماضي، أشهر عدد من سكان جامعة صنعاء ملتقى لهم تحت شعار “من أجل أحياء بلا اعتصامات”، مؤكدين استمرار سلمية فعالياتهم الاحتجاجية “حتى رفع الضرر عنهم”.