أكد نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه أن فرص بقاء السودان موحدا أكبر من فرص انفصال الجنوب عنه. وقال ـ في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقب لقائهما أمس بالقاهرة ـ إن حكومة السودان تعمل على أكثر من محور لإبقاء السودان موحدا، وذلك مع مختلف الأطراف، خاصة الدول العربية والإفريقية والمجتمع الدولي لتوحيد الجهود التي تؤمن بضرورة بقاء السودان موحدا. وأكد أن الاستفتاء على مصير الجنوب المقرر في يناير 2011 يمثل محطة مهمة في تاريخ السودان السياسي وأن حكومة السودان ملتزمة باختيار أبناء الجنوب، مؤكدا في الوقت نفسه انحياز السودان ليبقى السودان موحدا. وعبر عن أمله في أن يفضي استفتاء تقرير المصير لنتائج تطمئن مختلف الأطراف التي لديها قلق من أن يقدم أبناء الجنوب على الانفصال. وشدد علي عثمان طه خلال جلسة خاصة لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين أمس على أن تعزيز خيار الوحدة يتطلب جهودا أكبر ودعا الدول العربية إلى تكثيف حضورهم في جنوب السودان؛ لأن هناك من يروج بأن الجانب العربي لا يدعم الجنوب بشكل كاف ولابد من حماية وحدة السودان. وأوضح أن الفترة الماضية شهدت محاولات كثيرة لاستهداف السودان من دوائر أوروبية وأميركية، وتم استخدام كل الوسائل من ضغوط وعقوبات، ورغم ذلك تمكن شعب السودان بفضل تماسكه الداخلي والدعم العربي والإفريقي من تجاوز هذه الضغوط. وقال إن جهود الحكومة السودانية في دارفور تقوم على 3 محاور: الأمني والإنساني والسياسي، مؤكدا أن الأوضاع الأمنية في الإقليم تحسنت بشكل كبير، إلا من بعض الحوادث المتفرقة كما أن الوضع الإنساني تحسن بدرجة كبيرة، مشيرا في ذلك لتقرير منظمة الصحة العالمية. وأضاف: نريد عودة الحياة الطبيعية بشكل كامل لدارفور، وأن يعود النازحون إلى قراهم، وهذا يقتضي بعض العمل التنموي في الإقليم. وأوضح أن استقرار الأوضاع في دارفور سيقلل المساحة التي تتحرك فيها القوى المعادية للسلام في الإقليم. واستنكر قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بإضافة تهمة الإبادة الجماعية لقائمة التهم الموجهة ضد الرئيس عمر البشير. وتساءل كيف يتم الحديث عن محاكمات قبل تحقيق المصالحات وبعدها يتم القصاص ممن اتهم بارتكاب جرائم في دارفور. ورأى أن توقيت صدور القرار الجديد كان أضحوكة؛ لأنه جاء قبيل إجراء الانتخابات العامة في السودان في أبريل المقبل. وأكد أن إجراء الانتخابات العامة في السودان خطوة ضرورية لإجراء الاستفتاء على تقرير مصير أبناء الجنوب؛ لأن الحكومة التي سيتم تشكيلها وفقا لنتائج هذه الانتخابات هي التي ستتولى الإشراف على إجراء الاستفتاء عام 2011. وشدد علي عثمان طه على أن حكومة السودان عازمة على إجراء انتخابات نزيهة وسيكون نصيب المرأة فيها 2 في المئة من المقاعد. ودعا الجامعة العربية لمراقبة هذه الانتخابات، موضحا أن الاتحاد الأوروبي سيرسل أكبر وفد في تاريخه لمراقبة الانتخابات السودانية بسبب اعتقاد الأوروبيين بأن هذه الانتخابات ستؤدي لتغيير التركيبة السياسية في السودان. وعبر عن خشيته من أن السودان سيتعرض لحملة تشويش كبيرة جدا إذا لم تأت الانتخابات بنتائج يتوقعها الغرب. وأعلن عمرو موسى انه سيتوجه خلال الأسابيع المقبلة إلى مدينة جوبا بجنوب السودان لعقد مؤتمر للمستثمرين العرب لبدء وإطلاق عدد من المشروعات التنموية في الجنوب. وقال إنه سيتوجه إلى دارفور يوم السبت المقبل يرافقه مجلس الجامعة، حيث سيتم افتتاح 3 قرى ومشروعات خدمية تم تمويلها من ميزانية الجامعة ومن الدول العربية وسنزور الولايات الثلاث لدارفور. مشيرا إلى أن الجامعة انتقلت من مرحلة البيانات إلى العمل وتنفيذ المشروعات.