أحمد شعبان (القاهرة) أقر البرلمان العربي أمس، خطة لجنة فلسطين للتصدي لترشيح إسرائيل لمقعد في مجلس الأمن الدولي لعامي 2019-2020، والتي تشمل التنسيق مع الاتحاد البرلماني العربي والمجالس والبرلمانات العربية لإدراج بند طارئ بشأن عدم المساس بالوضعية التاريخية والقانونية لمدينة القدس على جدول أعمال الاتحاد البرلماني الدولي في دورته المقبلة الـ 138 المقرر عقدها في جنيف من 24-28 مارس المقبل. وأكد البرلمان العربي ضرورة مواجهة القرار الأميركي بشأن القدس والحفاظ على الوضعية القانونية لمدينة القدس والتصدي لأية محاولات لانتقاص السيادة الفلسطينية عليها. وشدد على أهمية عقد قمة عربية طارئة لتجنيد كافة الطاقات من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس والعمل على تجاوز الخلافات العربية بالحوار وحل المشاكل العربية بالوسائل السلمية. وطالب البرلمان بتواصل رئيس البرلمان العربي مع الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لمطالبتهما بالتدخل العاجل لإيقاف استمرار بناء المستوطنات وإيقاف الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني، كما طالب بمخاطبة برلمانات الدول التي صوتت ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 ديسمبر بشأن القدس، أو التي امتنعت عن التصويت، لمراجعة موقفها والالتزام بالقانون والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية والوقوف بجانب الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. واكد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني. وكان رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي أكد في افتتاح جلسة البرلمان الثانية تحت شعار «القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين»، موقفه الثابت تجاه القضية المركزية الأولى فلسطين، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس، استناداً إلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية. وقال السلمي: إذا كان التحدي الأكبر على الأمن القومي العربي هو الكيان الذي زرع داخل الجسد العربي واحتل فلسطين، فإن هناك تحدياً لا يقل خطورةً عنه، ألا وهو ما يقوم به النظام في إيران تجاه الدول العربية، من تدخلٍ في الشؤون الداخلية لها، وهو ما اضطر عدداً من الدول العربية إلى قطع أو تخفيض العلاقات الدبلوماسية معها، وذلك بسبب تأجيج وإدامة وتغذية النزاعات الطائفية والمذهبية في المنطقة، وتمويل الميليشيات والجماعات الإرهابية داخل الدول العربية بالمال والسلاح، وما تقوم به من دعم ميليشيات الحوثي في اليمن، وتزويدها بالأسلحة والصواريخ البالستية لاستهداف أمن واستقرار دول جوار اليمن، كما يتجلى الدور السلبي لإيران عن طريق دعم المُخربين في البحرين، والتصريحات اللامسؤولة الصادرة عن كبار مسؤوليها ضد الجامعة العربية، واحتلالها للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، وأشار السلمي إلى أن التحدي الثالث للأمن القومي العربي يتمثل في ظاهرة الإرهاب المقيت وما يحاول فعله لضرب استقرار وأمن الدول والمجتمعات العربية. وشارك وفد الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي في الجلسة، وضم الوفد في عضويته كل من جاسم عبد الله النقبي عضو لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان وخالد بن زايد الفلاسي رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية وعائشة بن سمنوه عضو لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والمرأة ومحمد احمد اليماحي عضو لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي. وقال النقبي إن البرلمان اعتمد التقارير المرفوعة من اللجان الأربع الدائمة المنبثقة عنه أهمها اعتماد القدس عاصمة فلسطين وعدم الاعتداد بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحادي الذي رفضته معظم الدول كونه مخالف للشرعية الدولية. كما بحثت الجلسة موضوع رفع السودان من قائمة الإرهاب وقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران، فضلا عن التقرير الذي أعدته لجنة الشؤون السياسية عن الحالة السياسية بالوطن العربي ومحاربة الإرهاب. من جانبه، ذكر الفلاسي رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية أن البرلمان اعتمد تقرير اللجنة الاقتصادية والذي تناول مشروع خطة عملها فضلا عن الاتفاق على عقد مؤتمر عربي موسع لدعم التكامل الاقتصادي بالمنطقة والذي تستضيفه المملكة المغربية شهر أبريل المقبل، وقال إن البحث تركز أيضا على كيفية مواجهة التهديدات الخارجية وخاصة من بعض الدول مثل إيران وسياساتها المخربة في العديد من البلدان ودعمها للحوثيين فضلا عن توجيه صواريخ صوب الرياض واحتلالها للجزر الإماراتية الثلاث «طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى» ورفضها لكافة الحلول وخاصة القانونية . من جهتها، أكدت عائشة بن سمنوه أن الجلسة ركزت على القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية والمحورية التي يجب أن ندعمها منوهة أن البرلمان استعرض في جلسته تقرير لجنة فلسطين، وأقر خطة عمل للتصدي لترشح إسرائيل لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن، فيما قال اليماحي إن البرلمان بحث التقرير الذي أعدته اللجنة حول الحالة السياسية في العالم العربي الذي يعد الأول من نوعه خاصة وان المنطقة تمر بأصعب الفترات والتحديات، وشدد على أن الإرهاب يعد من أبرز التحديات التي تواجه دول المنطقة في المرحلة الراهنة.