هناء الحمادي (أبوظبي) - يواصل متطوعو مشروع«سقيا التطوعي»، استغلال آخر أيام شهر رمضان في أعمال تطوعية خيرية، تنوعت بين إعداد موائد الرحمن ومساعدة الأسر المتعففة في توفير مير رمضان مع تقديم وجبات أفطار صائم في الكثير من الخيم التي تعاني نقصا في بعض الأحيان من الوجبات الرمضانية نتيجة للأعداد الكبيرة التي تتوافد على خيم الخير، إلى جانب ذلك جند فريق المشروع بعض متطوعيه لتوفير وجبات إفطار لتوزيعها على الصائمين عند إشارات المرور. وعن برنامج سقيا التطوعي أوضح الشاب سلطان الوشاحي مؤسس الفريق أن الفكرة التي قام بها هي دعوة متطوعين من الجنسين «وصل عددهم إلى 30 متطوعاً»، للمساهمة في نشر الخير في توفير وجبات ومياه وعصائر للعمال قبل الشهر الفضيل، ولكن مع دخول شهر رمضان تنوعت المساهمة في توفير وجبات إفطار للصائم، مشيراً إلى أنه منذ انطلاق الفكرة، فقد لاقت قبولاً من خلال مساهمات أهل الخير. وقال الوشاحي إن الجميع يعمل بجد وانتظام، وكل عضو بالفريق يعرف دوره، حيث يختص البعض بتوفير وجبات الإفطار التي تشتمل على التمر والماء والعصير وحبة فاكهة إلى جانب توزيعها على خيمة الإفطار التي تم إعدادها للصائمين من قبل إحدى الجمعيات الخيرية وبرعاية المشروع منذ بداية الشهر الفضيل حتى نهايته، ويتوافد عليها أعداد كبيرة، لافتاً إلى أن الأمر لا يقتصر على ذلك، حيث يبادر الفريق عند معرفته بأي نقص لوجبات الإفطار في أي خيمة أو أي مسجد بالدولة، ويسارع الفريق إلى توفير تلك الوجبات،بالإضافة إلى توفير مير رمضان لكثير من الأسر المتعففة. وبين الوشاحي أنه تنتابه حالة من السرور والفرح عندما يستغل طاقته في عمل مفيد هو وبقية أفراد فريق سقيا التطوعي الذين اختاروا العمل التطوعي دون مقابل، بعد أن تركوا موائد الإفطار العائلية والتزموا بخدمة الصائمين وضمان راحتهم طيلة أيام الشهر الفضيل، وكل يوم يتسارعون شبابا ونسوة تركوا منازلهم من أجل إعداد وجبات الإفطار للصائمين في الخيم الرمضانية. وأكد الوشاحي أنه رغم قلة عدد المتطوعين «30متطوعاً مواطناً»، ويبلغ عمر أصغرهم 12 عاما وأكبرهم 24 عاماً، إلا أنهم أثبتوا أنهم قادرون على إحداث الكثير من التغيرات الإيجابية، وبرز ذلك بوضوح في الاستجابة من الأعمار كافة، للعمل التطوعي. وذكر الوشاحي أن هذا المشروع الذي انطلق منذ أشهر عدة، سيدخل حاليا في مرحلة جديدة تتضمن تعميق فكرة مشروع سقيا التطوعي بشكل يتعدى مجرد إعطاء ماء بارد، وإنما سيعمل على تحسين صورة الشباب بشأن الإحساس بالعاملين على بناء البلد والمشاركة الوجدانية للعمالة في الدولة. من جانب آخر أكد الوشاحي أن العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين أفراده، كما أنه وسيلة لشعور المتطوع بالراحة النفسية وباعتزازه وثقته بنفسه لشعوره بأهميته ودوره في نفع المجتمع الذي يعيش فيه، وأن في التطوع إشباعاً للرغبات وتحقيقاً للذات وشغل الفراغ برد الجميل للمجتمع حيث يشعر المتطوع بالسعادة لمشاركته من حوله وتخفيف معاناتهم في السراء والضراء، كما أنه ينمي القدرات الذهنية لدى المتطوع ويعمل على إرساء قاعدة متينة من السلوكيات الحميدة في المجتمع، ويعود على الثقة بالنفس وتحمّل المسؤوليات الاجتماعية ومواجهة المشكلات بشكل مباشر.