قتل 65 مدنياً سورياً بأعمال عنف متواصلة في أنحاء سوريا أمس، بينما قتل سبعة جنود من قوات النظام باشتباكات مع الجيش السوري الحر الذي أعلن إسقاط طائرة ميج تابعة للنظام في حي جوبر بدمشق الذي تعرض للقصف بقنابل فراغية ألقتها طائرات النظام. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية في بيان أن نحو 355 شخصاً “يعانون عوارض سمية تضرب الجهاز العصبي” توفوا في مستشفيات داخل سوريا يعمل فيها أطباء من هذه المنظمة، كما عولج 3600 آخرون من العوارض نفسها منذ الحادي والعشرين من أغسطس. وجاء في هذا البيان الذي يعتبر الأول الصادر عن مصدر مستقل بشأن احتمال استخدام أسلحة كيميائية قرب دمشق “إن العوارض التي كنا شهوداً عليها، والرسم البياني الوبائي لهذا الحدث الذي تجسد بتدفق كثيف لمرضى في وقت قصير جداً، وإصابة بعض المسعفين والعاملين الذين قدموا الإسعافات الأولية بالعدوى، كل ذلك يرجح بقوة حصول تعرض شامل لعنصر سمي يضرب الجهاز العصبي”. ولم تتمكن فرق منظمة أطباء بلا حدود من التوجه إلى المكان، إلا أنها على اتصال مباشر بالطاقم الطبي في المستشفيات الثلاثة وتقدم له الأدوية والمعدات الطبية والدعم التقني. واعتبرت المنظمة أن هذا الأمر “يشكل خرقاً للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر تماماً استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية” من دون أن تتهم أي طرف باستخدامه. وأضاف البيان “لقد عولج المرضى بدواء الاتروبين الذي تقدمه منظمة أطباء بلا حدود، ويستخدم لمعالجة العوارض السمية التي تضرب الجهاز العصبي. والمنظمة تقوم بكل ما في وسعها حالياً لتعويض المخزون الذي استهلك من هذا الدواء في المستشفيات”. من جهته، قال المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود، كريستوفر ستوكس، إن المنظمة “تأمل في أن يسمح على الفور بوصول محققين مستقلين إلى المكان لكشف حقيقة على ما حدث”. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه أحصى سقوط 322 قتيلاً، بينهم 54 طفلاً قرب دمشق الأربعاء الماضي بـ”غازات سامة”، استناداً إلى “تقارير طبية وشهادات من أطباء”. وقال المرصد “إن عدد الشهداء الذين تمكن المرصد من توثيقهم حتى اللحظة في المجزرة التي ارتكبها النظام السوري في بلدات الغوطة الشرقية والغربية بريف دمشق بلغ 322، بينهم 54 طفلاً و82 امرأة وعشرات المقاتلين من الكتائب المقاتلة، بالإضافة إلى 16 شهيداً مجهولي الهوية”. وأوضح المرصد أن “هذا التوثيق الجديد للشهداء يأتي بعد أن تمكن نشطاء من المرصد السوري في البلدات التي تعرضت للقصف، من الالتقاء بأطباء وسكان كانوا موجودين، أثناء المجزرة”. وأكد أن المرصد حصل “على تقارير طبية وشهادات من أطباء تؤكد أن معظم الشهداء سقطوا نتيجة تعرضهم لغازات سامة”. وأحصت لجان التنسيق المحلية مقتل 60 مدنياً، بينهم سبعه أطفال وأربع سيدات وقتيل تحت التعذيب، حيث قتل 20 شخصاً في حلب، و13 في دمشق وريفها، و12 في إدلب، و6 في حماة، و4 في درعا، و3 في دير الزور، وقتيل في كل من بانياس وحمص. وقال المرصد السوري إن قوات المعارضة السورية سجلت مكاسب مهمة في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وفي مدينة درعا جنوباً. وأوضح المرصد أن قوات المعارضة السورية سيطرت “بشكل شبه كامل” على مدينة “أريحا” ومحيطها في ريف محافظة إدلب بعد أسبوع من بدء معركة أطلقت عليها المعارضة اسم “كسر القيود”، مع استمرار ملاحقتها لعناصر ميليشيا “جيش الدفاع الوطني” التابعة لقوات النظام السوري. وأضاف المرصد أن الأنباء تشير إلى سيطرة قوات المعارضة على أجزاء واسعة من حارة “البدو” في منطقة “درعا البلد” بمدينة درعا. وتابع المرصد أن اشتباكات بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري دارت في أحياء “بستان القصر” و”الشيخ سعيد” و”الشيخ مقصود” ومنطقة “أغيور” في مدينة حلب، بينما استهدفت قوات المعارضة عدداً من جنود النظام في حي “صلاح الدين” عبر تفجير لغمين. وأشار المرصد إلى أن الاشتباكات بين الجانبين اندلعت أيضاً في المناطق الجنوبية من مدينة “معرة النعمان” في ريف إدلب وفي أحياء حمص المحاصرة. وفي سياق متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام السوري قامت بقصف أحياء “الصناعة” و”المطار القديم” في دير الزور وعدة أحياء في مدينة حلب، وبلدة “الأبزمو” في ريف حلب، وبلدة “أريحا” و “معرة النعمان” في ريف إدلب. ولفت المرصد إلى أن قوات النظام السوري نفذت “حملة دهم واعتقال عشوائي في حي ركن الدين بدمشق طالت عدداً من الأشخاص”. إلى ذلك وقع انفجار بسيارة مفخخة امس في منطقة برج الروس بحي القصاع بالعاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في الحي ذي الأغلبية المسيحية. وأفاد شهود عيان بأن سيارة مفخخة انفجرت في منطقة برج الروس بالقصاع، تلا ذلك توافد سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المكان، وأضافوا أن عدد القتلى بحسب معلومات أولية بلغ 5 أشخاص ونحو 15 جريحا. يأتي هذا فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الحكومية “سانا” أنه وفقا لمعلومات أولية، وقع “تفجير إرهابي في القصاع ناجم عن سيارة مفخخة والمعلومات تشير إلى وقوع ضحايا وجرحى”.