دينا جوني (دبي) اعتبر سيف المزروعي، مستشار وزير الدولة لشؤون التعليم العالي، أن نظام تأشيرات التعليم الذي أقرّه مجلس الوزراء ضمن منظومة متكاملة تشمل أيضاً الصحة والسياحة ورواد الأعمال والمبتكرين، يساهم في عملية تنظيم وصول الطلاب والباحثين والكادر التعليمي المتميز إلى دولة الإمارات. وشرح لـ «الاتحاد» أنه كان لوزارة الداخلية بعض الملاحظات المتعلقة بمنح التأشيرات على كفالة المؤسسات التعليمية، وأداء الطلبة أو الكادر التدريسي. وقد حرصت الوزارة من خلال المنظومة الجديدة على إجراء تعديلات تجعل من شروط الحصول على التأشيرات واضحاً لمختلف الأطراف. وأكد على التعاون الدائم والمستمر بين المؤسسات الأكاديمية المرخّصة من قبل الوزارة في عملية إصدار التأشيرات أو إلغائها. وأشار إلى أن التوسّع الكبير الحاصل في قطاع التعليم العالي بشكل خاص، يفرض مواكبته بأنظمة وقوانين تحدّ من المخالفات من جهة، وتفتح المجال أمام استقطاب النخب الأكاديمية من الخارج. وقال: «إنه من خلال المنظومة الجديدة ستتم مراجعة الحاصلين على التأشيرات التعليمية على مراحل، للتأكد من عدم مخالفة الشروط المحددة»، لافتاً إلى أن هذه المنظومة تصبّ في مصلحة الدولة والمؤسسات التعليمية والطالب. وأشار إلى أن على المؤسسات التعليمية أن تشرح بشكل واضح على موقعها شروط التقدّم بطلب للحصول على تأشيرة التعليم سواء بالنسبة للطالب أو المعلم. ولفت إلى ضرورة التمييز بين التأشيرة والهجرة بالنسبة للطلبة، أي أنه في حال انقطاع الطالب عن الدراسة، أو تغيبه لفترة طويلة من دون أسباب موجبة، فإنه لا يحق له الاستمرار في الإقامة في الدولة، الأمر الذي يفرض على المؤسسات التعليمية إلغاء الإقامة. كما أنه لا يجوز للطالب الالتزام بالدراسة فقط وعدم السعي للحصول على عمل جانبي. وأشار إلى أن الأمر نفسه ينطبق على الكادر التعليمي، لافتاً إلى أن أي عمل جانبي بالنسبة للأستاذ يجب أن يكون فقط ضمن القوانين المرعية، والاتفاقيات التي تعقدها المؤسسات التعليمية. واعتبر أن هذا النظام الموحّد على مستوى الدولة، يضمن تطبيقه والالتزام به من قبل مختلف الجامعات والمعاهد ومراكز الأبحاث في مختلف المناطق في الدولة. بدوره، أشار الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد للتعلّم الذكي أن المنظومة الجديدة لمنح التأشيرات في قطاعات الصحة والتعليم والسياحة تساهم في استقطاب الكفاءات العالمية لأرض الإمارات. وأشار إلى أن التقارير الأخيرة تثبت أن الإمارات هي قبلة الشباب العربي في المنطقة، لافتاً إلى أن نظام التأشيرات سيحوّلها إلى أرض أحلام النخبة من الشباب، الذين يعدون عنصراً مهماً في عملية التنمية الشاملة التي تطمح لها الحكومة. واعتبر أن أهم ما في المنظومة مساهمتها في إيقاف نزف العقول العربية من المنطقة إلى الدول الأجنبية، وتحويلها إلى الإمارات لتساهم في استئناف حضارة المنطقة. وأشار إلى أن منظومة التأشيرات ستعزز ما يسمى بالسياحة التعليمية، والتي تساهم في ريادة الدولة في مجال التنافسية العالمية، مشيرا إلى أن الدول المتقدمة لم تطور اقتصادها من خلال الكفاءات الموجودة في الداخل فقط، وإنما من الكفاءات الخارجية التي أتت لكي تتعلم ولكي تفيد البلد الذي منحها ذلك، مؤكداً أن تأثير تلك المنظومة سيظهر بشكل جلي خلال السنوات الخمس المقبلة، في المجالات المشمولة فيها. وقالت موزة السويدي رئيس المشاركة المجتمعية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي: «إن إقرار مجلس الوزراء لمنظومة وزارة الداخلية المطورة لتأشيرات الدخول التعليمية والخاصة بالمبدعين التي أطلقها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تعزز مكانة الإمارات كوجهة دولية جاذبة للتعليم العالي»، مشيرة إلى أن دبي على سبيل المثال شهدت نمواً متزايداً في عدد فروع الجامعات الدولية في المناطق الحرة خلال السنوات الأخيرة بواقع 28 فرعاً لجامعة دولية تستقطب أكثر من 26 ألفا و212 طالبا وطالبة ضمن حزمة متنوعة البرامج الأكاديمية».