حين تتسلط أنظار العالم اليوم نحو العاصمة أبوظبي، لمتابعة النهائي العالمي الذي يجمع ملوك الأرض ريال مدريد الإسباني، بزعيم الكرة الإماراتية نادي العين، فإن كثيراً من مكتسبات البطولة العالمية قد تحققت، فالنتائج الإيجابية المرجوة من استضافة الحدث العالمي الذي يحط رحاله في العاصمة الإماراتية للمرة الرابعة تتجاوز الفوز باللقب أو حتى المنافسة عليه.
وليس اكتشافاً حين القول إن مكانة دولة الإمارات، وقيمة الرياضة الإماراتية عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص، والدور الفاعل لقيادييها أصبحت متجذرة في ذهنية الاتحادات الدولية، ومكرسة في قناعات صناع الأحداث الرياضية، إذ أثبت الإماراتيون أن «دار زايد» باتت قبلة رياضية عالمية، ليس في مجرد الاستضافة، بل في نيل علامات النجاح الكاملة، مردوفة بمراتب الشرف الأولى، ومعززة بشهادات التفوق العليا.
إزاء ذلك، فلن يقدم وجود العين طرفاً في المباراة النهائية لكأس العالم للأندية، أي علامة نجاح جديدة على مستوى الاستضافة، فقد سبقته إلى ذلك ثلاثة أندية إماراتية لم تصل إلى هذا الدور، ورغم ذلك سجلت أبوظبي نجاحاً باهراً جعل «الفيفا» يتعاطى معها على أنها أرض النجاحات الكروية.
وصول العين للمباراة النهائية فتح نافذة جديدة على النجاح، بالتأكيد على قدرة الكرة الإماراتية، ليس على الاستضافة الناجحة لمثل هذه الأحداث العالمية وحسب، بل بالمنافسة فيها، وهي نافذة سيطل من خلالها نادي العين على العالم الذي كان يترقب نزالاً عالمياً يجمع ريال مدريد الإسباني بريفر بليت الأرجنتيني، وإذ به يرى نادياً عربياً وآسيوياً هو الطرف الآخر في المواجهة المرتقبة من سكان العالم من أقصاه إلى أقصاه.
من هنا تطل الأسئلة الأهم والأصعب برأسها، لتتساءل: هل بإمكان «الزعيم» الإماراتي أن يحدث المفاجأة؟، وهل المفاجأة - أصلاً - واردة في هكذا مواجهات؟، وهل الحلم الإماراتي والعربي بتحقيق كأس العالم قابل لأن يصبح حقيقة، خصوصاً إذا كان على الطرف الآخر خصم اسمه ريال مدريد؟!.
الإجابة على تلك الأسئلة الواقعية، لا يمكن أن تكون بمعزل عن استحضار رحلة «الزعيم» البطولية التي أطاح فيها بثلاثة أبطال لثلاث قارات، بدأها ببطل أقيانوسيا، ثم أفريقيا، قبل أن يفجر قنبلته المدوية بإسقاط بطل أميركا الجنوبية ريفر بليت الرائع، ليفرض نفسه في النهائي الحلم، وكل ذلك عبر سيناريوهات معقدة، ومستويات لافتة، وروح قتالية.
يقول باولو كويلو: «تذكر أحلامك وحارب من أجلها، هناك شيء واحد يجعل حلمك مستحيلاً، هو خوفك من الفشل»، وهو الأمر الذي يجب أن يدركه العيناويون بأن لا يتركوا موطئ قدم للخوف في نفوسهم إن أرادوا الفوز، وهم قادرون على تحقيقه. نعم قادرون؛ رغماً عن أنف «الميرنجي»، ومحاربيه راموس، وكارفاخال، ومارسيلو، وتوني كروس، ومودريتش، وبنزيما، وبيل، وكل الكتيبة الملكية، فالخوف من الفشل ليس عيناوياً.