أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية أمس حرص دولة الإمارات على إيجاد سوق مفتوحة وتعزيز التنوع الاقتصادي الذي يشكل أساساً صلباً للنمو المستدام وتبني سياسات مشجعة للأعمال وإزالة العقبات أمام التجارة، مما أدى إلى تحويل دولة الإمارات إلى مركز تجاري دولي· وأضافت معاليها خلال ترؤسها طاولة المباحثات التي عقدت بين الوفد التجاري والاقتصادي الإماراتي والفعاليات الاقتصادية الروسية أن استكشاف قطاعات مهمة غير النفطية في الاقتصاد الوطني ساهم في وصول مساهمة هذه القطاعات إلى حوالي ثلثي الناتج المحلي للدولة· وتركزت المباحثات خلال اللقاء الذي يأتي على هامش زيارة معالي الشيخة لبنى القاسمي لروسيا حالياً حول الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين والمحفزات الاستثمارية في البلدين ووسائل إزالة المعوقات التي تواجهها في مختلف الجوانب· وأكدت معاليها توفر الإرادة والرغبة لدى قيادتي البلدين لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي، بالإضافة إلى حرص الفعاليات الاقتصادية ورجال الأعمال في البلدين على رفع مستوى التعاون والبحث عن الفرص الاستثمارية· واستعرضت معالي الوزيرة مقومات الاقتصاد الإماراتي والتطورات الأخيرة، مشيرة الى أن سياسة تنويع مصادر الدخل كشفت عن الكثير من الفرص الاستمرارية في مختلف القطاعات ومنها القطاع الصناعي والسياحي وقطاع الطاقة المتجددة· وأكد اهتمام دولة الإمارات بقطاع الطاقة المتجددة، لافتة إلى مشروع ''مدينة مصدر'' الفريد في فكرته وميزاته ليس على مستوى المنطقة فحسب وإنما على المستوى العالمي· وأشارت معاليها إلى ارتفاع الناتج المحلي لدولة الإمارات خلال عام 2008 في الوقت الذي شهدت فيه الميزانية الاتحادية للعام 2009 ارتفاعاً بنسبة 24 بالمائة مقارنة بميزانية عام ،2008 متوقعة استمرار النمو هذا العام بما يكفي لدعم أهداف التنمية· من جانبه أكد سعيد الجروان النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة الشارقة في مداخلته ضرورة العمل على توسيع وتعزيز أطر التعاون الاقتصادي بين البلدين وخصوصاً في مجالات التقنية العالية والطاقة والنفط وخدمات القطاع المصرفي· وشدد على أهمية العمل لإزالة المعوقات التي تواجه رجال الأعمال، لافتاً إلى ضرورة توسيع التبادل التجاري للسلع الاستهلاكية المنتجة في البلدين وخاصة السلع والمنتجات التي تتمتع بميزات تفضيلية من ناحية الأسعار والجودة، ومن هذه السلع الأثاث المنزلي والمكتبي والمنتجات البلاستيكية والملابس الجاهزة والأصباغ وبعض مواد البناء وبعض المواد الغذائية· وأكد أهمية التوفير المنتظم والدائم للمعلومات عن احتياجات الأسواق المحلية من السلع والخدمات وخاصة تلك التي تتوفر لها ميزات نسبية في كلتا الدولتين، والاستفادة من غرف التجارة لتعميم هذه المعلومات على رجال الأعمال والشركات· ولفت إلى أهمية الاستفادة من الخبرة والتجربة الروسية الخاصة بإقامة مراكز للتدريب المهني ومراكز للتعليم الفني في الإمارات بهدف دعم الصناعات الصغير والمتوسطة· وتحدث ناظم فواز القدسي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للاستثمار عن الفرص المتاحة في كلا البلدين للاستثمار في مجال البنية التحتية، مؤكداً أن العائد الاستثماري في البنى التحتية كبير ومجز أكثر من القطاعات الأخرى· من جانبه لفت عتيبة العتيبة عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي الى أن الزيارة الحالية للوفد التجاري والاقتصادي الى موسكو والالتقاء مع رجال الأعمال الروس وتبادل الآراء والأفكار حول الفرص الاستثمارية المتاحة سيدفع بالعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين الى الأمام، مؤكداً أهمية تكثيف عقد اللقاءات المشتركة بين رجال الأعمال في البلدين· كما أكد عيسى السركال رئيس مجموعة السركال أن روسيا بلد كبير يملك ثروة بشرية وطبيعية هائلة، وهذا يتيح العديد من الفرص الاستثمارية لرأس المال الأجنبي·· لافتاً الى اهتمام المستثمرين بالبيئة الاستثمارية الآمنة والمناخ الاستثماري المشجع والمحفز بعيداً عن الإجراءات الروتينية البيروقراطية التي تقف عائقاً امام رجال الأعمال والمال وتحبط عزيمتهم في الكثير من الأحيان· من جانبهم تطرق رجال الأعمال الروس الذين حضروا مائدة المباحثات الى أن بلادهم تحفل بالعديد من الفرص الاستثمارية في شتى القطاعات ومنها قطاع الصناعة والزراعة والمنتجعات الصحية والبنى التحتية، مشددين على أن الحكومة الروسية عازمة على تحسين المناخ الاستثماري ومكافحة البيروقراطية والفساد· وأشاروا الى أن روسيا جذبت استثمارات اجنبية تجاوزت قيمتها 60 مليار دولار العام الماضي، موضحين أن 50 في المائة من السيارات المصنعة في روسيا تعود لشركات اجنبية· إلى ذلك بحثت وزيرة التجارة الخارجية مع اركادي دوفوركيتش مستشار الرئيس الروسي للشؤون الاقتصادية سبل تعزيز التعاون الثنائي بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية خاصة في المجال الاقتصادي والتجاري· وأكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي أن الاقتصاد الإماراتي يمتاز بالتنوع والحيوية ويزخر بالفرص الاستثمارية، مشيرة إلى أن استمرار نمو الاقتصاد الإماراتي ساهم في تعزيز جاذبية الاقتصاد الإماراتي وزاد من ثقة المستثمرين الأجانب به· وأكدت معاليها أن المحفزات الاستثمارية في الإمارات غير محدودة، في مقدمتها وجود بنية تحتية متماسكة ومتطورة وتشريعات عصرية تشجع على جذب الرساميل الأجنبية وتصميم حكومي على إزالة أي معوقات تعترض طريق الاستثمارات الأجنبية او تحد منها