بعد انتهاء الجولة الثانية من الدور الأول لمنافسات دورة كأس الخليج التي تدور رحاها في مدينة عدن اليمنية، كتبت في هذه الزاوية توقعاتي بشأن المنتخبات المتأهلة للدور نصف النهائي، واعترفت آنذاك أن ما أقوم به فيه الكثير من المقامرة، ذلك أن كرة القدم المجنونة قد تفاجئنا بغير المتوقع في أي لحظة! لكنني عندما أشاهد المنتخبات المتبارية اليوم في الدور نصف النهائي، يتأكد لي أن تنبؤاتي كانت صحيحة بنسبة كبيرة، رغم أنني لم أكن بصدد منافسة “طيب الذكر” الإخطبوط بول الذي فارق الحياة وهو في قمة النجومية، بعدما أذهل العالم بتنبؤاته الصحيحة في مباريات المونديال الإفريقي الأخير! وأذكر أنني تنبأت بصعود العراق والكويت والسعودية، وقلت إن البطاقة الرابعة ستشهد منافسة بين البحرين وعمان والإمارات، وبالفعل حدث ما حدث، ونجح الأبيض الإماراتي في الصعود إلى نصف النهائي بعد فوزه على الأحمر البحريني بثلاثة أهداف جميلة، كل واحد منها يستحق أن “يدرس” في الأكاديميات الكروية. وفي الحقيقة فإن صحة تنبؤاتي لم تكن ناتجة عن قدرتي “الخارقة”، وإنما كانت نتيجة حسابات منطقية أثبتتها الجولتان الأولى والثانية، وتأكدت بشكل لا يقبل الجدال في الجولة الثالثة، فالمنطق الكروي فرض نفسه في نهاية المطاف، ومن تأهل من المنتخبات الثمانية لا شك أنه الأجدر والأكثر استحقاقاً للصعود، أما المنتخبات التي ودعت المنافسة وعادت إلى ديارها فعليها الآن أن تعيد الحسابات لتعرف جيداًَ أسباب الإخفاق الذي تعرضت له في عدن. وعودة إلى مباريات اليوم، والتي ستجمع العراق مع الكويت والإمارات مع السعودية، فإنها من المؤكد ستكون صعبة على جميع المنتخبات، نظراً لتقارب المستويات فيما بينها، فالمباراة الأولى “قمة تقليدية” يفوح منها عبق التاريخ، فيما ستشتعل “حماسة الشباب” في المباراة الثانية لإثبات الجدارة، وهو ما يبشرنا كمتفرجين بموقعتين كرويتين تستحقان المتابعة لحظة بلحظة. أما بالنسبة لتوقعاتي بشأن المنتخبين المتأهلين من هاتين الموقعتين، فأنا أرى أن الحظوظ متساوية بين المنتخبات الأربعة، ذلك أن التشابه والتقارب بينهما يجعل من إمكانية التكهن بالفائز ضرباً من الخيال... لذلك، سأكتفي بتوقع أن يلعب المدربون والنجوم الدور الأكبر في ترجيح كفة منتخباتهم، فالقراءة الصحيحة لواقع المواجهة إضافة إلى تألق النجوم البارزين سيكونان عنصرين مهمين لتحديد طرفي الدور النهائي، وعدا ذلك لا يمكنني المغامرة مرة أخرى بتوقع المنتخبات الفائزة، وسوف أنتظر انتهاء المباريات كغيري من المشاهدين المتحمسين إلى معرفة طرفا نهائي النسخة العشرين من هذه الدورة. a7med.karim@gmail.com