جميل رفيع: احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأعلى في معدلات النمو السكاني في العالم بنسبة بلغت 5,6% بسبب استمرار تدفق الهجرة الأجنبية الكبيرة، في الوقت الذي يستمر فيه الانخفاض الحاد والمستمر في معدل الخصوبة بين الإناث المواطنات بسبب ارتفاع سن الزواج، وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل وارتفاع المستوى التعليمي· جاء ذلك في تقرير الموارد البشرية ''''2005 الذي أصدرته هيئة تنمية مؤخرا، حيث أكد التقرير أن الدولة تسجل أعلى معدل للنمو السكاني على مستوى العالم بسبب استمرار تدفق الهجرة الأجنبية إلى البلاد والذي نتج عن تطور نظم الرعاية الصحية والبيئية والتعليم وزيادة متوسط دخل الفرد· كما أشار التقرير إلى أن عدد سكان الإمارات بلغ بحوالي 4,3 مليون نسمة في نهاية عام 2004 ويشكل الوافدون الغالبية منهم· وحسب التقرير، فإن التطور الأكثر وضوحا الذي طرأ على الخصائص الديموغرافية للسكان في دولة الإمارات هو الانخفاض الحاد والمستمر في معدل الخصوبة الكلي وخاصة بين الإناث المواطنات في فئات السن (15-24) سنة بسبب ارتفاع العمر عند الزواج وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل وارتفاع المستوى التعليمي· ولفت التقرير إلى أن هذا الانخفاض في معدلات الخصوبة بين المواطنين يمكن أن يستمر في المستقبل مما يشير إلى أن عوامل الزيادة الطبيعية بين السكان المواطنين لن تكون وحدها كفيلة بإحداث التوازن في التركيبة السكانية في المدى المنظور· كما لفت التقرير إلى ارتفاع نسبة صغار السن (دون 15 سنة) في المجتمع، حيث يشكلون أكثر من 45%، مما يعطي دلالات هامة على الأعداد الكبيرة التي ستدخل سوق العمل في المدى المتوسط مما يتطلب تضافر الجهود لتوفير فرص العمل الملائمة لهم· كما أشار التقرير إلى التطور الإيجابي الكبير في مساهمة المرأة المواطنة في النشاط الاقتصادي، حيث زادت مساهمتها من 5,4% عام 1995 إلى 16,1% عام ·2004 وقد ساهمت عوامل عديدة في هذا التطور الإيجابي منها الانخراط الكبير للمرأة في التعليم وبالذات التعليم العالي، وبدء انحسار القيود الاجتماعية على عمل المرأة، وتغير النظرة نحو العمل من اعتباره مصدراً للدخل فقط إلى ما يشبه الهوية الاجتماعية للفرد العامل· وأوضح التقرير أن هناك مشاركة متصاعدة للنساء المواطنات في قوة العمل والتي تفوق معدلات حصولهن على وظائف، مما يبرز أهمية الجهود الرامية لاستهداف وظائف بعينها للنساء المواطنات· وأشار التقرير إلى أن معدل البطالة بين المواطنات يصل إلى 19,7% (14000 باحثة عن عمل) مقابل معدل بطالة للذكور يبلغ حوالي 8,2% على الرغم من التفوق العددي الكبير للخريجات من مؤسسات التعليم العالي مقارنة بالذكور· وأوضح التقرير خصائص الباحثين عن عمل المسجلين لدى هيئة ''تنمية'' بوصفهم شريحة كبيرة ومعبرة عن إجمالي الباحثين عن عمل في الدولة حيث تشكل الإناث أكثر من ثلثي المتقدمين لتنمية للحصول على عمل في عام ،2004 كما أن حوالي 86% منهم قد حصلوا على الشهادة الثانوية أو أعلى منها· ويلاحظ التفوق التعليمي الكبير للإناث بين الباحثين عن عمل حيث تبلغ نسبة الإناث اللاتي حصلن على مؤهلات تفوق الثانوية العامة حوالي 79% من جملة الإناث· ولفت التقرير إلى أن الإحصاءات الخاصة بتوزيع الباحثين عن عمل حسب التخصصات العلمية تطعن في صحة الاعتقاد الشائع بأن معظم الذين لا يجدون فرص التوظف تتركز تخصصاتهم الدراسية في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية ذلك أن المتخصصين في مجالات الإدارة والأعمال والحاسب الآلي والعلوم يشكلون حوالي 58,1 % من جملة الباحثين عن عمل بينما لا يشكل المتخصصون في مجالات العلوم الإنسانية والسلوكية سوى 27,1 % من جملة الباحثين عن عمل·