متابعة وتصوير - فاديا دلا: في إطار الندوات واللقاءات الفكرية المقامة على هامش العروض المسرحية لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل أقيمت الندوة الفكرية الثانية في هذا المهرجان تحت عنوان ''مسرح الطفل من المدرسة إلى المجتمع''، حاضر فيها الدكتور فاضل الجاف ويحيى الحاج ومحمد سيد أحمد وقدمها قاسم زيدان في قصر الثقافة بالشارقة · ولا شك أن العنوان يعتبر بوابة كبيرة لدخول المسرح إلى صلب الحياة وتفاعل الآخرين معه عبر بوابة المسرح المدرسي ، إذ إن إدخال المسرح في حياة الطفل وعالمه يعني أن هناك جيلا مسرحيا مثقفا بامتياز سيبدأ بالدخول في جوهر التغيير الاجتماعي عبر المسرح ومن خلاله، وان آلية التغيير والفاعلية الاجتماعية والفنية والفكرية ستكون برسم المستقبل حتما، مع الأخذ بعين الاعتبار أن جيلا بأكمله في الإمارات هو من نتاج المسرح المدرسي الذي أوصى به وبشدة المربي والرائد المسرحي الراحل زكي طليمات في دول الخليج العربي مطلع السبعينيات من القرن الماضي · لغة الطفل الناقد والباحث المسرحي يحيى الحاج ركز على الجانب الفكري في عروض مسرح الطفل مدرسيا وأكد أهمية ربط المسرح بالمجتمع لأن المسرح المدرسي هو المفتاح المستقبلي لازدهار مسرح حقيقي ينهض بالمجتمع ، ولكن يبدو أن هناك مشكلة حسب تعبير الحاج تعود إلى ضعف التعامل فنيا مع مفردات العرض المسرحي بحيث نجد طغيانا للخطابية على حساب اللغة الفنية الراقية وطريقة التعامل بجدية وبمفاهيم حديثة مع هذا الخطاب الأمر الذي يجعل من مسرحنا مسرحا له علاقة بالفكرة والكلمة والنشرات الخطابية · أما الدكتور فاضل الجاف فتعرض إلى ضرورة العمل على لغة الطفل وأدائه وإلقائه وحركاته الجسدية كي يشكل لديه وسائل مهمة في التواصل مع مجتمعه فعندما نربي الطفل تربية مسرحية لا يكون هدفنا تشكيل ممثل أو جعله ممثلا في المستقبل بل الهدف جعله إنسانا فاعلا، ان يقف الطفل على خشبة المسرح أو أن يتلقى مسرحا يعني أن يكون الطفل مرئيا ومسموعا وبالتالي شخصية ···وبحكم وجود الدكتور الجاف في السويد وإقامته هناك فقد تعرض لإيديولوجية المسرح المدرسي ومفاهيمه وقارن بين المفاهيم السائدة في المسرح الأوروبي والمسرح العربي بما فيه المسرح الإماراتي ضمنا، فالمسرح العربي يضمن أفكاره في مسرح الطفل كونها أفكارا نحملها نحن، من أفكار دينية ،عادات وتقاليد اجتماعية وهذه رسائل ايدولوجية لا تتناسب ومسرح الطفل ، وأكد أننا نحتاج في مسارحنا إلى مرب درامي وليس إلى مسرحي محترف يتعامل مع الأطفال · العوالم الخاصة الباحث محمد سيد احمد حكى عن العوالم الخاصة التي تختزنها مسارح الطفل وبالتالي له مستوياته الخاصة التي لا تحتمل تضمينه أفكارا كبيرة أو مقولات عظمى، ويميل الباحث إلى تقسيم مسرح الطفل إلى أقسام حسب الفئة والشريحة التي تتلقى هذا العمل أو ذاك مما يعني أن العروض المسرحية قد لا تراعي التوجه الفكري لشرائح الأطفال وأعمارهم المتباينة، وقال إن هناك ثلاث جهات لها علاقة بعمل مسرح الطفل وتقديمه طازجا وفاعلا للمجتمع وهذه الجهات هي المسرح المدرسي ومراكز الأطفال المنتشرة بكثرة في كل مناحي الدولة ، والفرق المحترفة التي تأخذ على عاتقها تقديم مسرحيات للطفل ، وإن كان يغلب على عروضها الربح المادي بالدرجة الأولى ولكن فيها ما يدعم عروض مسرح الطفل ويحقق التواصل بين الطفل والمسرح ، ولكن للمسرح المدرسي مشكلاته التي تكمن في ضعف الكوادر وعدم وجود أشخاص مختصين في الإشراف على العروض التي ستقدم وعدم تحديد ميزانيات معينه لان مشاريع كهذه تحتاج إلى الدعم المادي كي تصبح كبيرة للعيان · وطرح سيد أحمد أهمية مسرح المناهج المدرسية من خلال أفكار ترقى بالمسرح، وترسخ في عقل الطفل بهدف الإبداع مستقبلا، وقال بخصوص عروض هذه الدورة من مهرجان الطفل منتقدا أحاديتها إن هناك ثمانية عروض من تسعة تتحدث عن الحيوانات هذا العام في حين أن مسرح الطفل غير هذا، وأوسع من تلك المعالجات التقليدية بكثير فهناك مسرح العرائس وخيال الظل والمسرح العلمي وشخصيات عادية من حياتنا وهذه مشكلة تواجهها عموما العروض المسرحية الموجهة للأطفال في العالم العربي ·