لا تتضمن هوايات سول كيرزنر الجلوس مسترخيا على الشاطئ تحت أشعة الشمس الذهبية، وذلك رغم ان عمله وثروته وكل حياته قائمة على تقديم الترفيه والاستجمام في أبهى صوره وأكثرها جاذبية· ووضع كيرزنر اسمه بين مشاهير الأعمال والصناعة والثراء من خلال عمله في مجال تطوير منتجعات وفنادق وذلك منذ أكثر من 40 عاما· واليوم فان شركة ''كيرزنر انترناشونال'' إمبراطورية ضخمة تسيطر على فنادق ومنتجعات في شتى أنحاء العالم ومنها منتجع في دبي يجري تشييده حاليا· وكما يقول غالبية أباطرة التشييد والعمارة فان كيرزنر يرجع الفضل في نجاحه إلى قدرته على اختيار المكان الصحيح لمشاريعه· ولد كيرزنر في حي متواضع بمدنية جوهانسبرج في جنوب أفريقيا يوم 23 أغسطس 1935 لأسرة من المهاجرين اليهود الروس وهو الأصغر بين أربعة أشقاء· درس كيرزنر المحاسبة في الجامعة لكنه قرر بعد تخرجه أن يتحول إلى مهنة إدارة الفنادق والمنتجعات ليقود شركة عائلته في مدينة دربان إلى أن جعلها أكبر مجموعة فندقية في جنوب أفريقيا وهو حاليا رئيس مجلس إدارة مؤسسة ''كيرزنر انترناشونال'' ومقرها جزر البهاما· بدأ كيرزنر نشاطه عام 1960 بشراء فندق ''ذا بالاس'' في دربان، وبعد ذلك بفترة قصيرة قام ببناء فندق ''بيفرلي هيلز'' الذي أصبح أول فندق من فئة خمسة نجوم في جنوب أفريقيا· ولبناء هذا الفندق اضطر كيرزنر لاقتراض مبالغ كبيرة فيما استوحى التصميم الخارجي والداخلي من صور لفنادق في ميامي انتزعها من إحدى المجلات· وذاع صيت كيرزنر عام 1979 عندما قام ببناء أكبر منتجع سياحي في أفريقيا تحت اسم ''صن سيتي'' قرب جوهانسبرج والذي تضمن أربعة فنادق وبحيرة صناعية وملعبين للجولف ومركز ترفيهي وأكثر من مليون شجرة· ويجذب هذا المشروع أكثر من ثلاثة ملايين زائر سنويا، وهو بهذا ثاني اكبر وجهة سياحية في جنوب أفريقيا· ومنذ تلك اللحظة أصبح كيرزنر من أغنى رجال الأعمال في جنوب أفريقيا وأصبح يلقب بين رجال الإعلام باسم ''ملك الشمس''· ولم يقف كيرزنر عند هذا الحد فترك المشروع وتحول إلى الاميركيتين فأطلق عدة مشايع في جزر البهاما والمكسيك والولايات المتحدة· وتظهر الاحصائيات ان شركة كيرزنر سجلت دخلا صافيا عن أنشطة الربع الاول من هذا العام بقيمة 48,7 مليون دولار أي بزيادة 28 % عن الربع نفسه من العام الماضي، لتصبح بذلك كما تقول صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' من أكبر المؤسسات الخاصة بادارة المنتجعات في العالم بقيمة سوقية تقدر بنحو 2,9 مليار دولار· ورغم ان كيرزنر قرر قبل عدة شهور التخلي عن مسؤولية الاعمال اليومية للشركة الى ابنه بوتش (42 عاما) فانه لا يزال يشارك بتصوراته وأفكاره بما في ذلك اختيار أماكن المشاريع الجديدة والتشاور مع المهندسين والخبراء قبل ابرام صفقات الشركة· وقال كيرزنر خلال زيارة قام بها مؤخرا الى سنغافورة لمتابعة أحدث مشاريع شركته ''أحب هذه المهنة· لا أعرف ما الذي سأفعله غدا (بعدما تركت مسؤولية الأمور اليومية لابني) لكنني وبالقطع لن أجلس مسترخيا على الشاطئ''· لكن أحلام كيرزنر بنقل ثروته ومؤسسته إلى ابنه ذهبت أدراج الرياح بعدما لقي بوتش مصرعه يوم 11 اكتوبر الماضي في حادث مروري بجمهورية الدومينيكان· وكيرزنر متزوج ولديه أربعة أبناء بعد مقتل ابنه بوتش، وستة أحفاد وهو يقسم وقته بين منتجعات شركته ومنازله في جنوب أفريقيا وانجلترا وفرنسا·