افتتحت “ندوة الثقافة والعلوم” موسمها الثقافي لهذا العام بمحاضرة علمية تحت عنوان “دخول الإمارات عصر الفضاء - ماذا يحمل من دلالات وأثره على فهم الصحراء”، قدمها عالم الفضاء البرفيسور الدكتور فاروق الباز مساء أمس الأول بمقر الندوة في الممزر بدبي، بحضور معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، والدكتورة حصة لوتاه رئيس اللجنة الثقافية بالندوة، والدكتور عبد الخالق عبدالله ولفيف من المهتمين، وقدم الأمسية الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، رئيس النادي العلمي الإماراتي. واستهل الباز محاضرته بالإشارة إلى أن الدول العربية من عادتها أن تعلن أنها ستقوم بكذا وكذا، وتبقى الأمور في النوايا، أما الإمارات متمثلة بقيادتها النابهة، فحددت سقفاً زمنياً لإنجاز المهمة، وهكذا تفعل الدول المتقدمة، ملاحظاً أن ورشة العمل انطلقت لاختيار الكوادر من الشباب الإماراتيين، وإعدادهم علمياً وتقنياً، معتبراً أن أهم ما في الخطوة هو دعم وتحفيز الشباب على صناعة المستقبل، وأنه يمكن أن نكون من ضمن الدول الكبرى، التي تقوم بخطوات تخدم مستقبل الإنسانية. وقال د. الباز: يتشكل المريخ من كثبان رملية حمراء، وأن تحتها طبقات ثلجية ضخمة بسبب انخفاض درجة الحرارة هناك، والثلج يعني ماء، والماء يعني حياة، ويشبه المريخ الصحارى على كوكب الأرض، وبالأخص منها الصحراء العربية، حيث إن تضاريس الكوكب الأحمر، وتشكيل كثبانه الرملية، تشبه إلى حد كبير صحراء الربع الخالي، ما يعني أن فهم تشكيل أو تكوين المريخ سيقدم مساعدة كبيرة لفهم الصحراء العربية. وقال الباز رداً على سؤال حول الجدوى الاقتصادية من مشروع اكتشاف المريخ: إنه في بداية عمله مع “ناسا” وكالة الفضاء الأميركية في الستينيات والسبعينيات الماضية، ظهرت بعض الأصوات الأميركية التي تشكك بجدوى “إنفاق أموال دافعي الضرائب على استكشاف الفضاء”، فقامت الوكالة بإعداد دراسة أكاديمية موثقة عن الجدوى الاقتصادية لأبحاث وعلوم والفضاء، وخلصت إلى نتيجة مفادها أن كل دولار يستثمر في الاكتشافات الفضائية يعود بمائة واثنين وأربعين دولاراً. وأوضح أن اللقاء الأول مع الشيخ زايد رحمه الله كان عام 1974، وأنه دهش من كثرة استفساراته عن الرحلات الفضائية، وسبل الحركة خارج الجاذبية وأغراض البحث الفضائي وغاياته، مضيفاً أنه عاد للقائه في المرة الثانية ومعه ثلاثة من الرواد الذين شاركوا برحلة “ابولو”، وتكررت أيضاً أسئلته واستفساراته حول الكثير من الأمور والتفاصيل التي لا يعرفها سوى المهتمين بشغف باستكشاف أسرار الفضاء وعلومه، ما أدهش أيضاً الرواد الأميركيين، بحيث بدا لهم، وكأنه رحمة الله عليه حريص على المعرفة والاستكشاف، والحلم بقيام مشروع كهذا في الإمارات، والآن بعد نحو 40 عاماً يجد حلمه الطريق إلى تحقيقه، بفضل الخلف النابه.