اجتمعت هموم الرياضة العربية، وبالتحديد كرة القدم على طاولة ورشة العمل التي شهدها اليوم الختامي لمؤتمر سوكراكس، حيث طرحت التجارب المصرية والسعودية والإماراتية أفكارها لتطوير الرياضة ودخول عالم الاستثمارت، كل حسب خصوصيته ومميزاته· وفي بداية الورشة استعرض المهندس حسن صقر رئيس مجلس الرياضة القومي في مصر تجربة استراتيجية بلاده في الارتقاء بالرياضة واستغلال العوامل المتوفرة لتحقيق النتائج الإيجابية· حيث قال إن الهدف خلال المرحلة المقبلة هو تحويل المؤسسات الرياضية إلى مصادر دخل، وذلك لجذب القطاع الخاص والمستثمرين باعتبار أن الرياضة أصبحت عبارة عن سلعة مطلوبة· واعتبر أن هذه الأهداف تحتاج إلى عوامل متعددة لتحقيقها مثل تطوير الإدارة وحل المعوقات القانونية كإصدار تشريعات جديدة تتماشى والمرحلة المقبلة، موضحا أن الرياضة في منطقتنا بحاجة إلى أن تواكب التحولات التي تجري في العالم على مستوى القوانين، وأن تسهل من فرص الاستثمار سواء الداخلي أو الخارجي، وبالتالي إيجاد مصادر دخل ثابتة لا ترهق كاهل الدولة، وتوفر للأندية الدعم المطلوب· واعتبر أن تجارب الأندية الترفيهية الكبرى في مصر مثل الأهلي والزمالك سيتم تشجيعها على فتح فروع خارج القاهرة، لجلب مزيد من الدعم وتوفير الخدمات اللازمة· وكشف كذلك أن الدورة الحالية لمجلس الشعب ستشهد إصدار قانون جديد للرياضة المصرية، بما يواكب التشريعات المطلوبة حاليا· وختم حسن صقر كلامه بأن الارتقاء بالرياضة ودخول عالم الاستثمار مرتبط بالأساس بحل كل المعوقات التي تقوم أمام ذلك· وفي التجربة السعودية التي تحدث عنها الأمير تركي بن خالد عضو لجنة تطوير الرياضة وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السعودي، أكد على أهمية وجود مشروع وطني متكامل وواضح المعالم حتى نحقق الأهداف المرجوة، مشيرا إلى أن الحلول الحالية للارتقاء بالرياضة تعد حلولا وقتية، مثل زيادة الدعم المالي من الحكومة· واعتبر أن الرياضة السعودية قابلة للخصخصة؛ باعتبارها تملك شعبا طموحا واستعدادا من قبل المسؤولين· لكن أبرز معوقات الخصخصة هو غياب البنية التي تساعد الرياضة على جلب المستثمرين، مشيرا إلى أن التجربة السعودية الماضية بدأت الآن في إفراز سلبياتها بسبب عدم تماشي التجهيزات والمنشآت التي تم بناؤها مع المرحلة الحالية، معتبرا أن فكرة إنشاء المجمعات الرياضية تساعد على جلب المستثمرين وتفعيل دورهم في هذا المجال· وطالب الأمير تركي بن خالد بضرورة تقديم الرياضة السعودية عناصر لاستقطاب الاستثمار حتى تنجح في تطبيق الخصخصة واكتمال المشروع· وفي حديثه عن غياب المرأة من الساحة الرياضة السعودية، قال إن الرياضة السعودية محكومة بالدين الإسلامي وعادات وتقاليد المجتمع، الأمر الذي لا يسمح بمشاركة المرأة في التظاهرات العامة، وتقتصر ممارستها للرياضة في الأماكن الخاصة· وفي التجربة الإماراتية تحدث إبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة عن الاستراتيجية التي تحملها رياضتنا في الخمس سنوات المقبلة· حيث أشار إلى أن رياضة الإمارات تقتدي بأفكار وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي تدعو إلى أن يواكب هذا القطاع بقية مجالات الحياة من تطور وازدهار· وأضاف أن الرياضة بحاجة إلى دخول عالم الاستثمار وإيجاد موارد الدعم الثابتة حتى تدير أمورها دون التعويل على المساعدة الحكومية، باعتبار أنها ستكون لفترة محددة· وقال إن الرياضة أصبحت سلعة ومنتوجا يجب ترويجه بالشكل اللازم، وهو أبرز التحديات التي تواجهها أنديتنا ومؤسساتنا الرياضية من أجل ضمان تسويق هذا المنتوج وإظهاره بالشكل اللائق· وأضاف أن بعض الأندية سعت إلى القطاع الخاص، ومنها من توفق ومنها من فشل، وذكر أن تجربة نادي العين كانت موفقة بفضل وجود مؤسسة وشركة مساهمة وفرت الكثير من العوائد المالية، وساهمت في دعم النادي· كما اعتبر أن المجمعات الرياضية التي ظهرت مؤخرا مثل مدينة دبي الرياضية، والتي بنيت على تكلفة القطاع الخاص من شانها أن تدعم الرياضة دون أية أعباء على الدولة· وأضاف أيضا أن قطاع السياحة الرياضية والمعسكرات بدأت تتطور بشكل ملحوظ في الإمارات، وتعود بالعديد من الفوائد الرابحة على أنديتنا ورياضتنا· وبالتالي فإن خصخصة الرياضة ودعم الاستثمار فيها يساعدنا على تحقيق النتائج الإيجابية، ويوفر الموارد الثابتة، ويمكن أن يجعلها التجربة الرائدة على مستوى المنطقة·