أطلقت «مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة» «إياست» برنامج الأنظمة الجوية المتقدمة»، الذي يهدف إلى تطوير القدرات الإماراتية في مجال تصميم وتصنيع وتشغيل الأنظمة الجوية المتقدمة، تجسيداً لمسيرة المؤسسة في تنمية قطاع العلوم والتقنية المتقدمة بما فيه من منفعة على الدولة. وكان أول مشاريع هذا البرنامج نظام «هابس» تم تطويره بالشراكة مع «إيرباص دي أس»، وبفضل اعتماده على الطاقة الشمسية، يستطيع النظام التحليق على ارتفاع عالٍ لتوفير تغطية مستمرة لمجموعة كبيرة من التطبيقات. ومن خلال تصاميم متقدمة وأجهزة وأنظمة متطورة، أثبت نظام «هابس» قدرته على التحليق لمدة تتجاوز الأسبوعين، أي عشر مرات أكثر من أي طائرة من دون طيار. يجمع نظام «هابس» بين خصائص الأقمار الصناعية من حيث الارتفاع والتطبيقات وخصائص الطائرات من ناحية إعادة الاستعمال والتغطية. ويستطيع النظام التحليق في طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي على ارتفاع 65,6 ألف قدم (20 كم)، ما يجعل منه نظاماً قادراً على تغطية عدة تطبيقات، وبسبب المرونة العالية، يسهل تغيّر الحمولة الرئيسة فيه أثناء الصيانة الأرضية ليتناسب مع المهام والتطبيقات المختلفة. ومن أهم التطبيقات التي سيقوم النظام بتغطيتها هي التصوير الحراري، تصوير الفيديو العالي الجودة، إنشاء شبكات اتصال مؤقتة وتقوية أنظمة الملاحة. ومن المتوقع إطلاق الجيل الأول من الطائرة بحلول نهاية العام 2016. يشار إلى أنه في مارس من هذا العام، تعاون مهندسون إماراتيون مع شركة «إيرباص دي أس» لتطوير نموذج تجريبي من نظام «هابس» استطاع التحليّق للمرة الأولى في دبي، وبحلول أغسطس تمّ تجميع النظام واختباره في دبي استعداداً لرحلة في سبتمبر. وبعد التجميع، والدمج والاختبار، بلغ وزن الطائرة 34 كلغ وزُوّدت بجناحين بطول 18 متراً وعلى متنها كاميرا فيديو عالية الدقة والوضوح. وتتميز كاميرا الفيديو التي تحملها الطائرة بدقة تصوير تصل إلى 10 سم تقريباً وذلك يعتمد على الارتفاع. كما تتمتع الكاميرا بقدرة تكبير للصورة تصل إلى 30 مرة أثناء التحليق. وتم إطلاق الطائرة بنجاح يوم الخميس 11 سبتمبر 2014 عند الساعة 6:31 صباحاً من منطقة مرغم في دبي واستمرت رحلتها لمدة 23 ساعة و47 دقيقة. وسجلت الطائرة رقماً قياسياً بارتفاعها إذ ارتفعت إلى 61500 قدم (18 كلم) قبل أن تعود وتهبط بنجاح في دبي يوم الجمعة في الساعة 6:18 صباحاً، ويُعتبر هذا الارتفاع أعلى ارتفاع تصله أي طائرة في المنطقة. أما المرحلة الثانية التي سيتم إكمالها عام 2016 ، فستتمحور حول مشاركة المهندسين الإماراتيين في تطوير الجيل الأول من نظام «هابس». وبمساعدة شركة «إيرباص دي أس»، ستقوم «إياست» بتصميم وتصنيع أجزاء من الجيل القادم في دبي وبالاعتماد على الكوادر الوطنية. وقال يوسف الشيباني، المدير العام لـ «مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة»: «يعد هذا المشروع إنجازاً جديداً يُضاف إلى مسيرة المؤسسة في نشر ثقافة البحوث التطبيقية والتطوير التطبيقي المدفوع بالتقنيات المتقدمة والابتكار». وأضاف :«من هذا المنطلق، إنّنا ندرك أهمية تطوير منصة عالمية المستوى في المجال التقني بما يتماشى مع تحقيق «رؤية الإمارات 2021 » الهادفة إلى بناء اقتصاد معرفي تنافسي. وتهدف البرامج التي تطلقها «إياست» إلى توفير الخبرات الهندسية في تصميم وتصنيع وتشغيل أنظمة جوية وفضائية مختلفة من شأنها أن تعود بالنفع على الدولة». وساهم في إنجاز المرحلة الأولى من المشروع عدد من الجهات المحلية التي تعاونت لتحقيق هذا الإنجاز ومن بينها «هيئة دبي للطيران المدني» التي نسقت مع الجهات المعنية بالمجال الجوي في الدولة لضمان جميع متطلبات المجال الجوي وللتأكد من أن التجربة لن تؤثر على حركة الطيران المدني. والجدير بالذكر أن هذه التجربة تمت بنجاح في المجال الجوي الأكثر ازدحاماً في العالم. فضلاً عن ذلك، حرص مكتب سمو ولي عهد دبي، على تقديم مختلف أوجه الدعم بما في توفير المرافق الأساسية للنظام وتجهيزها. كما وفرت «سكاي دايف دبي» الموقع والمدرج في حين تعاونت «دبي لخدمات الملاحة الجوية» مع المؤسسة من خلال تقديم خدمات الملاحة وتوقعات حالة الطقس بما ضمن التخطيط الآمن للرحلة. وتعد مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة «إياست» مؤسسة عامة تابعة لحكومة دبي تأسست في العام 2006 لتشجيع الابتكار العلمي والتقدم التقني في دبي والإمارات، فضلاً عن بناء قاعدة تنافسية لتعزيز الابتكار التقني وتطوير الموارد البشرية المواطنة والارتقاء بها إلى مستويات علمية رائدة. وتقوم «إياست» بتنفيذ أبحاث رئيسية في مجال الفضاء الخارجي وتصنيع الأقمار الاصطناعية وتطوير النظم ذات الصلة وتوفير خدمات التصوير الفضائي وخدمات المحطة الأرضية والدعم للأقمار الاصطناعية الأخرى. (دبي - الاتحاد)