? الألمان قالوا لي: قيادتكم تعطي مواطنيها أكثر مما يقدم الأب لأبنائه ? الثقافة عامل مهم للغاية في التقريب بين الشعوب فاطمة العامري.. اسم ترك بصمة في الحياة العملية، وأكد مكانة المرأة وقدرتها على العطاء، فهي تتزين بعباءة الدكتوراه، وتجيد العزف على أوتار الثقافة، وترتدي قفاز الإجادة، فتصعد بجدارة على منصة التقدير، حيث كرمتها الجامعة العربية كأفضل ملحق ثقافي، لتمنحها فرصة تذوق ثمرة عمل متواصل 8 سنوات في الجوانب العلمية والثقافية والاجتماعية خلال مهمتها مستشارة ثقافية بالملحقية الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة في القاهرة، لتعد عنواناً لتمكين المرأة بفضل رعاية واهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. وتقول فاطمة العامري إنها تعتمد في عملها على خلق بيئة تعليمية للطلبة، من خلال تقديم الخدمات السريعة لهم، وبناء شبكة علاقات قوية بين الملحقية والجامعات في مصر، مع نقل الملحقية لعصر التكنولوجيا بإنشاء الموقع الإلكتروني الذي يحتوي على جميع المعلومات التي تفيد الطالب في الداخل والخارج، والتواصل مع الطالب بالبريد الإلكتروني الشخصي، وتنمية السلوك السوي، من خلال تعزيز السلوك الإيجابي عند الطلبة، وتعزيز الانتماء والشعور بالفخر بدولتهم. وأكدت فاطمة العامري لـ«الاتحاد»، أن ثقافة الإمارات لها خصوصية مرتبطة بالعادات والتقاليد والموروث الاجتماعي، وهذا كله شكل عبئاً كبيراً من حيث كيفية صياغة هذا المكون حتى يتم إبرازه للعالم، مشيرة إلى أن طلبة دولة الإمارات كانوا دائماً يحصلون على المراكز الأولى في معظم المهرجانات الثقافية على مستوى الجامعات المصرية. مشوار حافل وعودة إلى بداية مشوارها والمناصب التي تولتها، تشير إلى أنها حصلت على بكالوريوس تربية وعلم نفس من جامعة الإمارات، ثم درجة الماجستير من جامعة عين شمس بالقاهرة قسم الصحة النفسية عام 1993 وكانت رسالتها بعنوان « تحقيق الذات لدى طالبات الجامعات في دولة الإمارات»، ثم حصلت على درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1998 بعنوان «تنمية المسؤولية الاجتماعية لطالبات المرحلة الثانوية»، ثم عادت إلى جامعة الإمارات مساعد عميد لشؤون الطلبة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لمدة عامين، وسافرت بعدها إلى أميركا لمدة سنة تفرغت خلالها للدراسة والبحث. وعادت إلى الإمارات، وارتبطت بزوجها الدكتور محمد يوسف نائب رئيس جامعة الإمارات للشؤون العلمية، وقبل حضورها إلى عينت بمنصب مساعد ملحق في الملحقية الثقافية لدولة الإمارات بالقاهرة 6 أشهر، ثم ملحقاً ثقافياً بدرجة مستشار ثقافي، وبدأ عملها في أغسطس عام 2005 حتى سبتمبر 2013. الثقافة والشعوب من واقع تجربتها ومعايشتها لدور الثقافة في توطيد العلاقات بين الدول والشعوب، تقول: الثقافة كمصطلح مكون أساسي في حياة الشعوب، لو طبقنا هذا المصطلح في العمل الدبلوماسي، فهو يكمل الأركان التي تقوم عليها دبلوماسية أي بلد في الخارج، فالثقافة تشتمل على أشياء كثيرة ليس التعليم، أو متابعة شؤون الطلاب فقط، بل تشمل الفنون والتراث والمشاركات في المهرجانات، وهي همزة الوصل بين البلدان، والمرآة التي تعكس حضارة الشعوب، وأنا كملحق ثقافي كان علي دور كبير، لأن ثقافة الإمارات لها خصوصية معينة مرتبطة بالعادات والتقاليد والموروث الاجتماعي، وهذا كله يشكل عبئاً كبيراً في كيفية صياغة هذا المكون، حتى يتم إبرازه للعالم، بحيث يجد كل إماراتي يزور مصر ثقافة بلده ويفخر بها، وبالتالي يعزز التبادل الثقافي بين البلدين. مواقف وتجارب وشددت على أن المواطن الإماراتي مميز بكل بلد يحل فيه لحرص الدولة على أن يلقى الرعاية والاهتمام، وقالت: أشعر بالسعادة تغمرني، عندما أذكر أنني من دولة الإمارات، فأرى في عيون الآخرين التقدير والاحترام لهذا البلد العظيم ولقيادته التي أوصلت الوطن والمواطن إلى هذه الدرجة الرفيعة التي يتمناها أي إنسان في العالم، ففي عام 2012 كنت في رحلة علاجية بألمانيا، وكنت مع زوجي في أحد المطاعم، بجوار عائلة ألمانية، ثم بدأ الحديث بيننا، وعندما علموا أنني من الإمارات قالت السيدة كلمة لن أنساها: أتمنى أن أكون إماراتية، فأحسست بالفخر وسألتها لماذا؟ فقالت: قيادتكم تقدم لكم أكثر مما يقدم الأب لأبنائه، فسألتها: هل زرت الإمارات؟ فأجابت نعم العام الماضي، وذهبت إلى الصحراء، وقمت بجولة في ربوع دولة الإمارات، بعدها أحببت أن أكون إماراتية وأعيش هناك، وفي مصر أرى الإمارات والمغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في قلوب وعيون كل مصري. وحول اختيارها من المجلس القومي المصري للشباب لترأس اجتماعات الملحقين الثقافيين، أوضحت أنها تلقت دعوة، هدفها تنشيط الروابط الثقافية والرياضية والاجتماعية بين الطلبة العرب، من خلال الأنشطة المتنوعة في مصر، ومشاركة كل دولة في طرح رؤى لهذا التوجه، وتقدمت باسم دولة الإمارات باستراتيجية مفصلة نالت إعجاب الحاضرين، وبعد أن نوقشت الخطة تم اختيارها لتترأس باسم دولة الإمارات هذه الاجتماعات. مهرجانات عن المهرجانات التي شاركت فيها خلال عملها بالملحقية الثقافية في القاهرة، أكدت أنها حاولت التركيز خلال عملها بالملحقية على جوانب تتعلق بالفن والثقافة الإماراتية، من خلال استضافة كبار الفنانين والرسامين والشعراء الإماراتيين في الأمسيات الشعرية والأدبية في نادي طلبة الإمارات بالقاهرة الذي أنشئ عام 1970، وتم تنشيط دور النادي حتى يتمكن الطلبة من إبراز عادات وتقاليد الإمارات في المحافل التي تجري على أرض مصر. ونظراً لتخصصها في تنمية الإنسان حاولت أن تجمع بين صفات الدبلوماسي الذي يمثل بلده وتنمية السلوك الراقي لأبناء دولة الإمارات حتى يكونوا مثالاً يحتذى به كما هو معهود بهم، وشاركت هي والطلبة بمهرجان الشعوب الذي يقام في جامعة عين شمس كل عام، وكذلك الملتقى الثقافي الاجتماعي بجامعة القاهرة، ويوم اليتيم، ومعرض الكتاب، بالإضافة إلى الندوات الشهرية المختلفة والاحتفال باليوم الوطني في دار الأوبرا، وحملة العطاء التي زارت مصر مؤخراً، بالإضافة إلى مشاركات أخرى عديدة طوال العام. كما شاركت ببحث علمي عن التدريب والتعليم ودوره في تنمية شخصية المتدرب والخدمات المقدمة في مصر، خلال مؤتمر علمي عن التعليم والتدريب، مع التركيز على الطلبة الذين استفادوا من هذا التدريب، والمفاجأة أن الملحقية الثقافية بالقاهرة حصلت على المركز الأول، واختير بحثها من ضمن 22 بحثا. كما شاركت في ملتقى علمي عقدته هيئة الثقافة في أبوظبي ببحث عن التراث والتعليم وكيفية الاستفادة من التراث في التعليم، ونال البحث المركز الثاني.