صدر مؤخراً للشاعر والناقد العراقي علي جعفر العلاق ديوان جديد بعنوان “ذاهب لاصطياد الندى” وجاء في مائة وثماني صفحات من القطع المتوسط. وفي ديوان “ذاهب لاصطياد الندى” الصادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان، يواصل الشاعر علي العلاّق كتابة قصيدته في سياق مشروعه الشعري الخاص به والذي كرسه واحداً من أكثر شعراء الحداثة تميزاً في اللحظة الشعرية العربية الراهنة، بموهبة ملحوظة على الاستفادة من الإرث الشعري، وخصوصاً الشعر ذا النزعة التأملية منه ومقدرته على تحويل مشاعره وأفكاره الفردية إلى صور شعرية متوهجة. يقول العلاّق: “ربما فاتني أن أهاجر، أو فاتني أن أقيم ربما فاتني أن يكون الندى حصّتي لا الهشيم.. غير أنّي ما كنت يوماً سواي أبواي القديمان كالغيم، كم باركا شفتيّ، وكم سدّدا للمراثي خطاي”. وتظل قصيدته منشغلة بذاتها حدّ أنها لا تدل إلا عليه ولا تذكّر إلاّ به. بوصف ذلك تجلياً للحداثة التي يتسع أفقها، إذ يرتبط الواقع بالأسطورة في القصيدة كما يتصل الماضي باللحظة الراهنة: “كان شيخ المعرة يهبط من سلم الطائرة، فرأى الآخرة: دجلة ينهش الذئب أثداءها، لا أسىً يتلألأ، لا دمعة في ثنايا الحجر حدّق الشيخ في صاحبيه الذبيحين: يا أطيب الماء، يا أيهذا الشريف الشجر، كيف طاوع قابيل خنجره؟ كيف أوغل في الذبح حد الضجر؟” كما يواصل العلاّق، في ديوانه الجديد، تجاربه في استخدام البحور المركبة، واستثمار طاقة المجاز، واعتماد التراث الديني والأسطوري والشعري من أجل قصيدة صافية وبالغة الكثافة.