تعالَيْ نَنْثُرُ ما آتانا اللهُ منَ الفُلِّ على خَلْقِ اللهْ.. هِبَةَ اللهِ كأَنَّ سِتارَ الكونِ أُزيحَ عنِ الوَعْدِ فكُنْتِ.. وكُنتُ المَوْعودَ بِهذا النُّورِ المَخْبوءِ بِحَوْصَلةِ الغيبِ.. تعالَيْ نَجْري في الرّمْلِ حُفاةً.. نَتَلَمّسُ أصْلَ الخَلْقِ بِأرجُلِنا كَيْ يُدْرِكَ أنَّا لا نَنْسى الأصْلَ وإنْ صِرْنا لا نُشْبِهُهُ في شيءٍ.. هِبَةَ اللهِ أتَيْتِ منَ الغيبِ إلَيَّ بِأجمَلِ ما خَبّأَهُ الغيبُ وقُلتِ: أتيتُكَ منْ شَرْنَقَةِ الحُزْنِ فَكُنْ شَرْنَقَتي.. هِبَةَ اللهِ أنا الصّمْتُ الأزَلِيُّ المَشْحونُ بِآهاتِ الخَلْقِ فكوني لُغَتي.. يا هِبَةَ اللهِ أنا عبدُاللّهِ وأنتِ هَدِيّتُهُ.. كيفَ أضُمُّكِ؟ أينَ أخَبِّئ هذا النورَ الفائِضَ من قلبي؟ كيفَ أرَوِّضُ رِجْلَيَّ على دَربٍ لمْ أسْلُكْها من قبلُ؟ وهلْ تقوى الأرضُ على حَمْلي؟ هِبَةَ اللهِ أنا عبدُاللهِ وأنتِ أمانَتُهُ عندي.. آمَنْتُ بِهِ فأَمِنْتُ وأَمَّنْتُكِ نفسي..