لندن، باريس (ا ف ب) - أفادت برقية كشف عنها موقع ويكيليكس ونشر نصها أمس الأول، أن الفاتيكان ساعد في الإفراج عن 15 بحارا بريطانيا كانوا معتقلين في إيران في مارس 2007 . وفي يونيو 2009 ، كتبت المسؤولة الثانية في البعثة الدبلوماسية الأميركية في الفاتيكان جوليتا تويز إن “الفاتيكان ساعد في وضع اللمسات الأخيرة على الإفراج عن البحارة البريطانيين الذين اعتقلوا في المياه الإقليمية الإيرانية” في 2007 . ولم تقدم مزيداً من التفاصيل عن هذه المساعدة. وفي هذه البرقية التي أرسلت إلى واشنطن قبل زيارة للرئيس باراك اوباما إلى روما، بررت تويز أيضا صمت الفاتيكان حول إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل. وكتبت الدبلوماسية الأميركية في برقيتها “التزم الصمت العلني جزئيا حتى الآن حول الأزمة للحفاظ على قدرته على التحرك بصفته وسيطا إذا ما اندلعت أزمة دولية”. وقد اعتقل البحارة الخمسة عشر بينما كانوا يقومون بتفتيش سفينة تجارية على مدخل شط العرب في الخليج العربي. وكشفت برقيات دبلوماسية أميركية أخرى أن الأميركيين يصغون باهتمام كبير إلى صوت الفاتيكان وقنواته غير الرسمية كجماعة سانت إيجيديو، في قضايا تمتد من الشرق الأوسط إلى الكونجو الديموقراطية، مرورا بالصين وكوبا وإيران. وبحسب هذه البرقيات التابعة لوزارة الخارجية الأميركية والتي سربها موقع ويكيليكس واطلعت عليها صحيفة لوموند الفرنسية فإن تأثير “الدبلوماسية الفاتيكانية” مبالغ فيه أحيانا. وتؤكد هذه البرقيات أن سفارة الولايات المتحدة في الكرسي الرسولي مهتمة على ما يبدو بعلاقاتها مع الكنيستين السرية والرسمية في الصين حيث لديها “مصادر معلومات ممتازة حول المنشقين وحقوق الإنسان والحرية الدينية وسيطرة الحكومة على السكان”، وكذلك في كوريا الشمالية التي “تقصدها بانتظام منظمات خيرية كاثوليكية”. وتضيف هذه البرقيات أن الدبلوماسيين الأميركيين التقوا راهبة مقربة من فيدل كاسترو للإطلاع منها على الحال الصحية للزعيم الكوبي ، وأن هذه الراهبة “لديها على ما يبدو إمكانية جيدة للوصول إليه ، ولكن يبدو أيضا أنه لديه هو تأثير كبير عليها”. وبحسب البرقيات الدبلوماسية فإن الخارجية الأميركية أبدت قلقا بشأن موقف الفاتيكان من موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ، وهو مطلب تركي تسانده واشنطن. وبعدما بدا الكاردينال راتزينجر، الذي أصبح لاحقا البابا الحالي بنديكتوس السادس عشر، في 2004 متشككا حيال هذا الانضمام، أوضح الفاتيكان للمسؤولين الأميركيين أن الكاردينال كان يتحدث يومها “باسمه الشخصي” وأن موقفه ذاك لا يعكس موقف الكرسي الرسولي المؤيد لانضمام أنقرة الى الكتلة الأوروبية. وفي 2002، في خضم الانتفاضة الفلسطينية الثانية طلب الأميركيون من الفاتيكان مناشدة رئيس السلطة الفلسطينية في حينه ياسر عرفات “وقف العنف”، بحسب إحدى هذه البرقيات. وبحسب برقيات أخرى فقد كان الفاتيكان في 2003 معارضا بقوة لأي تدخل عسكري في العراق. وحفلت البرقيات الصادرة في أبريل 2007 بسرد لتحفظات الفاتيكان على الوضع في هذا البلد. وأعرب الأميركيون ، بحسب الوثائق، عن أسفهم لعدم استخدام الكرسي الرسولي بشكل أفضل “علاقاته الجيدة مع ايران” لما فيه مصلحة لبنان أو لحل أزمة الملف النووي الإيراني. وأظهرت وثائق ويكيليكس أيضا أن الفاتيكان حض الأميركيين على الإبقاء على علاقات جيدة مع سوريا وإيران. وفي 2008 أقنع السفير الأميركي في روما البابا بنديكتوس السادس عشر بعدم استقبال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي طلب موعدا للقاء الحبر الأعظم. وبحسب البرقيات الأميركية التي سربها ويكيليكس فإن الدبلوماسيين الأميركيين رحبوا بالعمل الذي تقوم به جماعة سانت ايجيديو المتخصصة في حل النزاعات والحوار بين الأديان ، معتبرين أن أفراد هذه الجماعة بامكانهم أيضا ان يكونوا “مصادر جيدة للمعلومات”.