عواصم (وكالات) - هز انفجار سيارة مفخخة أمس الباب الرئيسي لمعبر باب الهوى الحدودي السوري مع تركيا في محافظة إدلب (شمال غرب سوريا) مما أسفر عن سقوط 7 قتلى و20 جريحاً، وذلك بعد يوم من إسقاط سلاح الجو التركي مروحية عسكرية سورية أكدت دمشق اختراقها المجال الجوي التركي “لكن عن طريق الخطأ”. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن السيارة كانت مركونة في المكان وتم تفجيرها عن بعد على الأرجح. وأبلغ نشطاء من المعارضة على الحدود “رويترز” في وقت سابق إن نحو 10 أشخاص على الأقل نقلوا إلى مستشفيات قريبة، وقالوا “إن الانفجار وقع عند نقطة تفتيش تحرسها ألوية متشددة عند مدخل المعبر”. بينما أظهرت صور التقطها نشطاء لموقع الانفجار عددا من السيارات المحترقة والمتضررة ومحركا طار من إحدى السيارات واستقر على جانب الطريق. وقال عمر عارف وهو أحد النشطاء “الهدف زعزعة الأمن عند المعبر..المصابون كلهم مدنيون، أناس كانوا يقفون في طابور عند المعبر”. إلى ذلك، تبنى مقاتلون سوريون معارضون قتل الطيار السوري الذي تم أسره الاثنين بعد سقوط طائرته الحربية بنيران تركية في منطقة حدودية. وبث المرصد السوري لحقوق الإنسان شريط فيديو على موقع “يوتيوب” الإلكتروني يظهر فيه مسلحون وهم يطلقون النار بغزارة على الطيار وهو يهبط بمظلته. ثم يصرخون عندما يسقط “الله أكبر” ويطلقون النار في الهواء. من جهته، قال الجيش السوري في بيان أمس إن تركيا تسرعت في إسقاط مروحية عسكرية دخلت مجالها الجوي عن طريق الخطأ. متهما حكومة رئيس الوزراء طيب أردوغان بمحاولة تصعيد التوتر على الحدود. وأضاف في بيان “أن رد الفعل من الجانب التركي متسرع، خاصة أن الطائرة كانت في طريق العودة ولم تكن مكلفة بأي مهام قتالية وإنما مراقبة تسلل الإرهابيين عبر الحدود في منطقة اليونسية قرب قرية بداما بريف إدلب، بما يشكل دليلا على النوايا الحقيقية لحكومة أردوغان تجاه سوريا بتوتير الأجواء وتصعيد الموقف على الحدود”. وفي المقابل، قالت هيئة أركان الجيش التركي “إن المروحية تم رصدها من جانب محطة المراقبة في ديار بكر (جنوب شرق) أمس الأول فيما كانت على بعد 26 ميلاً بحرياً من الحدود، ووجه إليها تحذير عندما وصلت إلى بعد خمسة أميال بحرية من خط التماس”، وأضافت “رغم كل ذلك واصلت المروحية اقترابها وانتهكت المجال الجوي التركي قرب نقطة غوفيتشي الحدودية في محافظة هاتاي، ولذلك تم إسقاطها عبر مقاتلتي اف 16 وضعتا في حال استنفار في المنطقة”. من جهة ثانية، قالت وزارة الخارجية التركية “إن النظام السوري ارتكب جريمة ضد الإنسانية يجب معاقبته عليها على ضوء تقرير المفتشين حول استخدام السلاح الكيماوي”. وأضافت في بيان “أن تقرير الأمم المتحدة أشار إلى عينات شكلت دليلاً واضحاً ومقنعاً على أن صواريخ أرض- أرض تحتوي على غاز السارين قد استخدمت في منطقة الغوطة في 21 أغسطس الماضي”. وأشارت إلى ضرورة تطبيق التزام جنيف بسرعة ووضع الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية، من أجل منع النظام السوري من إساءة استخدامها.