دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أمس العراقيين إلى طي صفحة الماضي وإجراء المصالحة الوطنية وجمع الطاقات والكلمات وتكوين جبهة متراصة لمنع الأعداء من التسلل إلى العراق· وأكد المالكي على ضرورة استكمال طريق المصالحة الوطنية بين كل القوى السياسية من أبناء الشعب العراقي قائلا في كلمة ألقاها أمام المؤتمر العام لعشائر بني وائل الذي عقد في بغداد أمس ''المصالحة يمكن أن تشمل اولئك الذين أجبروا على أن يكونوا في مرحلة من مراحل الزمن مع النظام السابق، شريطة أن يعودوا إلى العراق ويطووا صفحة الماضي''· وقال إنه ليس من الانصاف أن نشتم الطائفية ونعمل بها وإن كل الناس خطاؤون وخير الخطائين التوابون، لذا لابد من أن نفتح صفحة جديدة للتصالح والتسامح لسد الثغرات أمام أعداء العراق ويجب أن نصفع كل من اراد إضعاف العراق على وجهه ووجه من يقف خلفه· وتابع ''العراق قد يصبح أحيانا ضحية لخلافات سياسية ولكن يجب أن لا تجرنا هذه الخلافات إلى التضحية بالعراق''· وأشار المالكي إلى أن العراقيين قدموا أرواحا ودماء من أجل قبر الطائفية وأن الأخوة عادت بين أبناء العراق سنة وشيعة، وعادوا جميعا بكافة طوائفهم إلى مائدة الوطن ينهلون منها· وقال إن من يحب العراق لابد أن يحب كل من يقدم للعراق خدمة، والذين لا يحبونه فإنهم يضحون بمصالح البلد من أجل مصالحهم الشخصية· ودعا المالكي إلى الفصل بين خدمة الوطن والمواطن وبين الخلافات الهامشية، لأن مرحلة البناء عملية شاقة خاصة في بناء بلد محطم يحتاج لوحدة وطنية وليس إلى شعارات، ويحتاج إلى عدالة حقيقية بين الشعب بغض النظر عن الانتماءات، وإلى التزام بالقوانين واصفا العشيرة بأنها قيم ومبادئ وهي تمتلك الطاقات والرجال وليست رجعية كما يحسبها البعض · وأوضح بقوله ''لا نريد للقبيلة او العشيرة أن تكون بديلا عن الدولة ولكنها تستطيع أن تكون الشريك الأكبر والحامي الذي لابد منه في تعزيز سلطة الدولة والقانون··وجدير بالعراق الجديد أن تنهض القبائل فيه بمهمتها لتنتهي مرحلة التهميش والإقصاء، فالعراق اليوم لا يقصى فيه أحد بل الجميع يشارك في البناء''· وأشار المالكي إلى أن هناك تقدما في خطوات محاربة المفسدين والمتلاعبين بالمال العام بذات الهمة التي تعاونا عليها على الإرهابيين والمليشيات المسلحة ولكن ما زال هناك من يتلاعب في الزوايا هنا وهناك· ودعا إلى التعاون من أجل القضاء على حلقات الفساد باعتبارها لاتقل خطرا عن فعل القتلة والإرهابيين والميليشيات مشيرا إلى أن المفسدين يقطعون أرزاق العراقيين والإرهابيين والقتلة يقطعون رؤوسهم