أكدت فعاليات دورة التوقعات المستقبلية للسكان “الاسقاطات السكانية” التي اختتمت أعمالها الخميس الماضي بأبوظبي أهمية إعداد “جداول الحياة” في عملية التخطيط للمستقبل، ودراسة مختلف الظواهر السكانية مثل الوفيات والإنجاب والهجرة والعمل والزواج والنمو. وجداول الحياة عبارة عن مجموعة عمليات إحصائية تعتمد على الأرقام الحالية للسكان والتوقعات المستقبلية بعد سنوات لدراسة حاجات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والتنموية. وقال المشاركون في ختام أعمال الدورة التي عقدت بمركز التدريب الاحصائي التابع للمركز الوطني للاحصاء خلال الفترة من 12 إلى 16 ديسمبر إن “الاسقاطات السكانية” تفيد في تقييم احتياجات الدولة المستقبلية من الوظائف الجديدة والمعلمين والمدارس والأطباء والممرضات، والمساكن في المناطق الحضرية أو الغذاء، حيث تعدنقطة انطلاق لمعظم التوقعات من الاحتياجات المستقبلية. وعقدت الدورة بمشاركة 20 متدرباً من مختلف المراكز الاحصائية بدول المجلس، تنفيذا لقرارات الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي بتفعيل المؤشرات الاحصائية والوقوف على التوقعات المستقبلية للسكان بدول المجلس، وتحويل الأرقام والبيانات إلى معلومات تسهم في عملية صنع القرار ورسم السياسات بدول المنطقة. وتهدف الدورة إلى تحقيق العديد من المفاهيم الخاصة بالتوقعات المستقبلية للسكان وباستخدام افضل التقنيات والمناهج العلمية وشرح وتقييم مدخلات وأسس إعداد الإسقاطات السكانية الدقيقة. كما تهدف الدورة إلى رفد المتدربين بمعلومات حول الإسقاطات السكانية وفق خصوصية دول المجلس، إضافة إلى تطوير قدراتهم المنهجية في مجال تحسين دقة “الإسقاطات السكانية”. كما عملت الدورة على تشجيع تبادل الخبرات الإيجابية والسلبية من قبل المتدربين فيما يتعلق بتجربتهم السابقة في مجال الإسقاطات السكانية وبناء القدرات الوطنية في مجال الإسقاطات السكانية وتزويد المتدربين بالمعرفة اللازمة على كيفية استخدام نتائج الإسقاطات السكانية في عملية التخطيط الاقتصادي والاجتماعي والسكاني. يشار إلى أن دول المجلس تتسم بالعديد من السمات والخصائص التي ترتبط بطبيعة اقتصاداته وتركيبة سكانها والحراك الذي يؤثر على مكوناتها بشكل عام، وتعتبر الصورة السكانية بواقعها وحراكها والتغيرات التي تطرأ عليها في الاوضاع الطبيعية وما قد ينشأ بفعل تغيرات مفاجئة من الاركان الاساسية لبناء السياسات السكانية المختلفة. واستعرضت فعاليات الدورة، التطورات التي شهدتها الأوضاع الصحية للسكان في غالبية الدول النامية خلال العقود الماضية ، نتيجة اهتمام تلك الدول بتنفيذ السياسات والبرامج التي تهدف إلى توفير الرعاية الصحية. وناقش المشاركون في الدورة مؤشرات مقاييس الوفيات، التي تعتمد على الظروف الصحية ومجموعة من العوامل الديموجرافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئة السائدة في المجتمع. وتناولت الدورة عدة تعاريف ومفاهيم إحصائية ومنها “الخصوبة” في مجال الدراسات السكانية السلوك الإنجابي للنساء في مجتمع ما، إضافة إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على الخصوبة مثل مستوى تعليم كل من الزوج والزوجة، نمط الإقامة بالحضر والريف، ومدى مساهمة النساء في قوة العمل وخاصة العمل بأجر نقدي خارج المنزل، ويطلق على هذه العوامل بصفة عامة “محددات الخصوبة”. وتستخدم مجموعة من المؤشرات كمقياس للخصوبة وهي تتدرج من البساطة والعمومية إلى المقاييس الأكثر تعقيداً وتحديداً ولكنها في نفس الوقت أكثر دقة في تحديد مستويات الخصوبة السائد.