يواصل الفنان محمد كاظم حاليا العمل ضمن منحة «إقامة فنان» التي حصل عليها من مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، لدراسة الماجستير في الفنون الجميلة (التشكيلية أساسا) بجامعة الفنون في فيلادلفيا، حيث قام خلال الفترة المنقضية من المنحة بمجموعة من الأنشطة الفنية، النظرية والعملية والميدانية، من خلال المعارض والمحاضرات وورش العمل والتجوال على المتاحف وسواها من متطلبات، ليس من أجل الشهادة والدرجة الجامعية فقط، بل في سياق الاهتمام الشخصي للفنان الذي ينشط منذ ما يزيد على عقدين من الزمن للإسهام في رفد بحيرة الحركة التشكيلية الإماراتية من جهة، وتحريك مياه هذه البحيرة بشكل دائم من جهة ثانية. هي تجربة غنية كما يقول محمد كاظم في حديثه لـ«الاتحاد» خلال زيارته التي يقوم بها، وهو يتحدث عن هذه التجربة باستفاضة وبقدر من التفصيل، بدءاً من العمل للحصول على هذه المنحة، من خلال تقدمه لجامعة فيلادلفيا بالمشروع الفني الذي حظي بالموافقة للحصول على منحة «إقامة فنان»، مرورا بما أنجزه من أعمال فنية، وصولا إلى ما ينتظره من عمل في ما تبقى له من وقت في هذه التجربة. البداية ويقول كاظم «المنحة كانت نتيجة لموافقة الجامعة على مشروع لدراسة الفن التشكيلي في الإمارات من خلال نموذج معين، بناء على الاطلاع على تجربتي الفنية واختبار محدد تفرضه مناهجها، ودعم مؤسسة الإمارات لهذا القبول وتقديم المنحة، وهي الجهة الوحيدة في الدولة التي تقدم مثل هذه المنح (هناك منح مختلفة يقدمها بينالي الشارقة)، حيث تقوم المؤسسة بكل الإجراءات الضرورية لقبول طالب المنحة، ضمن قوانينها وأهدافها، مع ترك قدر من الحرية للفنان لاختيار المساق وتفاصيل التجربة. وليت مؤسسات أخرى تقوم بالجهد نفسه بما يخدم الحركة الفنية. برنامج الدراسة النظام الدراسي غير التقليدي، والسريع والمكثف والدقيق في الأداء، هو أهم ما يميز هذه التجربة، كما يقول كاظم، ويوضح «هناك برامج وأنشطة يقوم بها الطالب أثناء دراسته، وعليه أن يتابع الكثير من المساقات النظرية للتعرف على تجارب فنية مختلفة، كما أن عليه القيام بزيارات للمتاحف، خصوصا أن الجامعة هي رديف لمتحف فيلادلفيا التاريخي للفنون، عدا متابعة المعارض والعمل كـ «مقيم» لبعض المعارض، والمعارض المشتركة بين الفنانين العرب (الإماراتيين خصوصا) والأميركيين أو الأجانب، كما حصل حين قمت بالتحضير والتنسيق للمعرض السنوي لجمعية التشكيليين ولمجموعة متاحف الشارقة، حين تمت استضافة أعمال الفنانين الأميركيين الذي أقيم بمشاركة أربعة وثلاثين فناناً من جنسيات مختلفة، من ضمنهم اثنا عشر فناناً من جامعة «فيلادلفيا» بالولايات المتحدة الأميركية، وكذلك الأمر في ما يتعلق بمعرض لعدد من الفنانين الإماراتيين أقيم في أميركا. تقديم أعمال فنية وعلى صاحب المنحة، كما يقول محمد كاظم، أن يقدم خلال دراسته أعمالاً فنية متنوعة ما بين أعمال الفيديو والأعمال التركيبة وأعمال الكولاج واللوحات المنفذة بالرسم والطباعة، من خلال برنامج حر يتجول فيه ليقدم نتاج إقامته ولقاءاته وحواراته مع الفنانين ومحاضراته، نتاجه من الأعمال الفنية، ومشاركاته في المعارض، وهو ما تقوم الجامعة بدراسته ومدى نجاحه في الأنشطة الأكاديمية والحرة، وتقديم تقرير به للمؤسسة المانحة. وفي هذا الإطار يوضح الفنان أنه قام بالكثير من الأنشطة المذكورة، وهو لا يزال مستمراً في ذلك، ويضيف «أعمل حاليا بالتحضير والتنسيق لمعرض من خلال برنامج إقامة لعدد من الفنانين، تحت يافطة العمل على الحالة الاجتماعية ورصد البيئة المحلية من زوايا مختلفة، حيث يمكن لكل فنان أن يقدم صورة دبي من الزاوية التي يراها، وهو عمل قد يرى النور في شهر مارس المقبل، بمشاركة فنانين عرب وأجانب. كتاب حسن شريف وحاليا يقوم مع فريق عمل بالانتهاء من التحضير لصدور النسخة العربية من الكتاب المخصص لتجربة الفنان حسن شريف، والذي صدر باللغة الإنجليزية، مع المعرض الذي أقيم ضمن فعالية الاحتفال بحسن شريف «المونوغرافي» من قبل هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، هذا الكتاب الذي يشكل تجربة جديدة وفريدة في الاحتفاء بمسيرة فنان إماراتي، من قبل مؤسسة إماراتية، ويقول «النسخة العربية في المراحل النهائية من التحضير للطباعة، وستكون جاهزة في أكتوبر القادم وقبل نهاية العام على أكثر حد. وبهذه المناسبة قال محمد كاظم «أتمنى على هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث أن تكرر هذه التجربة، من خلال تناول تجارب أخرى تستحق أن يجري تكريمها بمثل هذه التجربة، لأن النجاح الذي لقيته في بينالي بازل السويسري كان نجاحا كبيرا، وقد كان في الإمكان مشاهدته بين كتب مهمة في هذا الإطار. كما لقي الكتاب والمعرض الخاصان بحسن شريف اهتماما من قبل جهات عدة في المؤسسات الغربية المهتمة بالفن التشكيلي، وكان له حضوره بين التجارب العالمية. وكان هناك اقتناع بمستوى «التقييم» الذي قمنا به للمعرض، حيث لم تكن لدى الغرب فكرة عن إمكاناتنا وتجاربنا، ما يجعلنا نطالب بالالتفات لهذه الإمكانات وتوظيفها عندما نريد إقامة المعارض، فلدينا من الفنانين من يستطيعون القيام بذلك، ولكن بعض المؤسسات تفضل الاستعانة بالخبرات الأجنبية، ونحن لا نرفض هذا التعاون، لكننا نحتاج إلى الانتباه إلى الفنان المحلي. ويبقى أن الكثير مما تحدث به كاظم تركز على وضع الحركة التشكيلية في الإمارات، ومدى الاهتمام الذي تحظى به هذه الحركة، فيرى أن ما تقوم به المؤسسات لخدمة الفن والفنانين، خصوصا على صعيد التعريف بالفنان المحلي وعرض تجربته وتنظيم مشاركته في المعارض الخارجية، فبعض التجارب الفنية التشكيلية الخليجية يجري تقديمها في بلدانها ومساعدتها على الظهور أكثر مما يجري لدينا، ويقول «لنلاحظ أن تجربة التشكيليين السعوديين حصلوا على فرص العرض والظهور أكثر بكثير مما يحظى به الفنان الإماراتي».