أبوظبي (الاتحاد) ـ يلق على مرض الإفراط في الأكل “البوليميا b limia “، أو “الأكل العصبيِ”، وهو اضطراب في نظام التغذيةَ. ويتميز هذا المرض بسلسلة من فترات الأكل المفرطِ يتبعها طريقة غير سوية في المحافظة على الوزن عن طريق التقيؤ الذاتي، إما باستخدام المسهلاتِ ومدرّاتِ البول، أَو التمرينات المبالغ فيها. وكما هو الحال في مرض فقدانِ الشّهية العصبي، فإن مرض الإفراط في الأكل يعتبر أيضاً اضطراباً نفسياً. إنه حالة أخرى من حالات إتباع نظام أكل يخرج عن السيطرة. إن دورة الإفراط في الأكل والتخلص من هذا الأكل يمكن أن يصبح شيئاً يستحوذ على المرء مثل الإدمان على المخدرات والمواد الأخرى. يحدث هذا الاضطراب عموماً بعد عدد من المحاولاتِ الفاشلةِ في إتباع نظام أكل معين من أجل إنقاص الوزن. التشخيص يقول الدكتور بشير الشاوش: “إن ما بين 3 % من النِساء في الولايات المتّحدةِ يعانين من هذا المرض في وقتٍ ما من أعمارهن. أيضاً حوالي 6 % مِنْ ِالبناتِ المراهقات و5 % من الإناث في عمر الدراسة الجامعية يعانين من هذا المرض. هذه الأعدادِ أقل جداً مِنْ التقديرات السابقةِ حول انتشار مرض الإفراط في الأكل بسبب المعاييرِ الدقيقةِ التي تم وضعها الآن لتشخيصِ المرض. حوالي 10% مِنْ المرضى هم من الرجال. الذين يعانون من مرض الإفراط في الأكل، معرضون أيضاً لمشاكل أخرىِ، مثل الاضطرابات العاطفية، أَو الإدمان. على عكس الذين يعانون من مرض فقدان الشهية، فإن الذين يعانون من مرض الإفراط في الأكل يتعرضون لتذبذب في الوزن ولكن فقدان الوزن عندهم عادة ليس كبيراً كما هو الحال عند الأشخاص الذين يعانون من مرض فقدان الشهية العصبي. إن التكهن بفرص تحسن المرضى على المدى الطويل أفضل من مرضى فقدان الشهية، كما أن معدلات الشفاء أعلى ولكن الأشخاص الذين يعانون من مرض الإفراط في الأكل تستمر لديهم بعض العادات السيئة في الأكل وفي إتباع أنظمة غذاء صحيحة حتى بعد شفائهم”. عامل السرية ويضيف الشاوش: “إن السرية المصاحبة لمرض الإفراط في الأكل تنجم عن العار الذي يربطه الأشخاص بهذا المرض. إن الإفراط في الأكل لا يسببه الجوع الحاد. إنه يحدث استجابة أو كرد فعل للاكتئاب، والضغط النفسي أو مشاعر أخرى ترتبط بوزن الجسم، هيئته أو إلى الأكل. الإفراط في الأكل عادة يحدث شعوراً بالهدوء أو السعادة ولكن البغض الذاتيَ بسبب التخمة، ففي أغلب الأحيان، يشعر الفرد بضعفَ أَو فقدان السيطرةِ أثناء الأكل المفرط والتخلص من هذا الأكل يُصبحانِ طريقة لاستعادة السيطرةِ. لَيسَ كُلّ الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض يقومون بالتقيؤ الذاتي، أو سوء استعمال المسهلاتِ، أو مدرّات البول، أَو الحقن الشرجية أثناء فترة معينة من المرض. بعض المرضى ربما يصومون لعدة أيام بعد مرور فترة من الإفراط في الأكل. ربما يلجأ البعض إلى الإفراط في التمرّن كطريقة لإعادة السيطرة وتخليص أجسامهم من الوزن الزائد المحتمل نتيجة فترة الإفراط في الأكل. التمرينات المفرطة هي التي تتعارض مع أو تعيق الأنشطة اليومية العادية أو عندما تحدث في أوقات أو أماكن غير مناسبة أو عندما تستمر رغم المرض.