استبقت جامعة الدول العربية مؤتمر المانحين الخاص بإعادة إعمار غزة والمقرر في القاهرة اليوم ، مطالبةً بضمانات لعدم تكرار «العدوان» الإسرائيلي على القطاع غزة بعد الإنطلاق بعملية محو آثار الحرب التي استغرقت أكثر من خمسين يوما. وأكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح امس، أهمية هذا المؤتمر «الذي يأتي استكمالا للجهد المصري الكبير الذي بذل لوقف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي خلف دمارا هائل اودمر البنية التحتية وشرد وقتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ». وشدد على ضرورة ألا تضع إسرائيل العراقيل أمام دخول المواد الخاصة بإعادة الإعمار كما فعلت في السابق بعد مؤتمر شرم الشيخ، مؤكدا على الدور المهم الذي يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي والأمم المتحدة في هذا الصدد. وندد صبيح بالعدوان غير المسبوق الذي ضربت به إسرائيل عرض الحائط مدمرةً بآلتها العسكرية كل ما على الأرض الفلسطينية، موضحا أن القاهرة نجحت بدعم عربي كامل في وقف إطلاق النار بين الجانبين. وقال: «ولا بد أن يستمر هذا الأمر بشكل كامل وبعيدا عن الاستفزازات الإسرائيلية من أجل التوصل إلى وقف للعدوان يكون شاملا لكل الأراضي الفلسطينية من أجل تحقيق عملية سلام شاملة»، مشددا على أن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا بحل الدولتين وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وجدد صبيح تمسك الجامعة العربية بمبادرة السلام العربية التي تعتبرها استراتيجيتها من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط، معربا عن الأسف لما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو « من أنه يعتبر مبادرة السلام العربية خلف ظهره». وأكد أن المبادرة أصبحت أمام العالم وإذا أراد المجتمع الدولي تحقيق السلام في المنطقة، فهي ستبلور الموقف العربي. وأشار صبيح إلى أن حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، تمثل العنوان الفلسطيني والعربي ومعها الشعب الفلسطيني بجميع فصائله لتلقي المساعدات والتمويل الخاص بإعادة الإعمار وذلك بمشاركة الأمم المتحدة وبنوك ومؤسسات دولية، داعيا الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى إلزام إسرائيل عدم وضع العراقيل أمام عملية إعادة إعمار غزة «وإلزامها عدم تكرار عدوانها والدخول مجددا في دائرة مفرغة قبيحة»، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة محاسبة مرتكبي «الجرائم» الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني أمام المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من المحاكم، مؤكدا أن «هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم ولابد من محاسبة مرتكبيها». من جهة أخرى، حذرت جامعة الدول العربية من تحويل إسرائيل الصراع من قطاع غزة إلى القدس والضفة الغربية في ظل مواصلتها العدوان اليومي والمستمر الذي تجاوز كل الحدود. وقال صبيح إن إرهاب المتطرفين والمتعصبين في إسرائيل يسير بحماية من حكومة إسرائيل، مؤكدا انه لا يمكن أن يستمر السلام إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وحذر صبيح من المساس بمدينة القدس ومن تحويل إسرائيل الصراع السياسي الى صراع ديني، مؤكدا أن قيام إسرائيل بذلك سيؤدي إلى نقل هذا الصراع إلى كل أطراف وأنحاء العالم وهو ما ترفضه الجامعة العربية والعرب، مشددا على ضرورة العمل لإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية. وقدر رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إجمالي تكلفة اعادة البناء بنحو أربعة مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات في غزة حيث دمر ما يقدر بثمانية عشر ألف منزل كما لحقت أضرار جسيمة بالبنية الأساسية خلال الحرب التي استمرت سبعة أسابيع. ومن المقرر أن يلقي عباس كلمة أمام المؤتمر يتناول فيها رؤيته حول التطورات الأخيرة بالنسبة للقضية الفلسطينية. وكان وفد فلسطيني كبير وصل في الساعات الماضية الى القاهرة برئاسة الحمد الله للمشاركة في فعاليات المؤتمر الذي يهدف إلى تعزيز أسس وقف إطلاق النار وتحسين آفاق الحل السياسي للصراع عن طريق تعزيز قدرة الحكومة الفلسطينية في تحمل مسؤوليتها حيال إعادة تأهيل غزة. (القاهرة - وكالات)