إن زيادة ملوحة وحرارة الماء بسبب تأثير محطات توليد الطاقة ومحطات تحلية المياه يضر بالبيئة البحرية دون شك، وليست هذه النتيجة اجتهاداً من عالم أو خبير يعمل بمعزل عن السرب، ولكنها نتائج لأبحاث عالمية. وقد ورد ذكر تلك التأثيرات على مدى السنوات الماضية في الدول الأوروبية، سواء من قبل الجامعات أو المنظمات العالمية المختصة بعلوم البحث في تأثيرات النشاطات البشرية على البيئة سواء البرية أو البحرية، وذلك جاء بعد ملاحظة اختفاء أو انقراض أو موت العديد من الكائنات قرب تلك النشاطات، وأي تغير في المكونات الطبيعية في البيئة يؤثر مباشرة على المكون العام للحياة النباتية والحيوانية في المنطقة المضارة، وهذا ما يحدث في المناطق التي تقع بالقرب منها محطات توليد الطاقة ومحطات تحلية المياه، وبالنسبة لمحطات تحلية المياه بطريقة التناضح العكسي تعتبر من أفضل الطرق لاستغلال مياه البحر للشرب، ولكنها تعمل على تصريف مياه مركزة بالأملاح لتلقي بها إلى البحر وهنا مكمن الخطر، لأنها تؤدي بالتالي إلى الإضرار بكل الكائنات الحية، وبالتالي بالثروة السمكية. وحسب الدراسات العالمية تعتمد محطات التحلية على مرحلة المعالجة الأولية ثم مرحلة الضغط ومرحلة الفصل بواسطة الأغشية ثم المعالجة النهائية، وتعتمد تلك الطريقة على عكس الخاصية الإسموزية، وتعمل أغشية على فصل ما يزيد على 75% من الأملاح الموجودة في الماء، وتصل درجة تركيز المواد الصلبة الصلبة الذائبة الكلية حتى نسبة 99%، بينما يتم التخلص من 18% من المواد الحيوية، وأول ما يرتد من هذه المحطات إلى مياه البحر أو الخليج حسب المصدر فهو ماء ذو تركيز عالٍ جداً من الأملاح، وفي حال كان في مساحة صغيرة من المسطح المائي، فإنه يؤثر مباشرة على البيئة الحيوانية والسمكية، وعلى الكائنات الموجودة في ذلك المحيط، ولذلك تعد أفضل الحلول أن نعمل على إعادة تدوير تلك المخلفات، وأن نتوجه للاستفادة من مخلفات العوادم، حيث يعد ذلك ابتكاراً عالمياً، وسيمكن في حال تم تطبيقه كما حدث في إمارة دبي، التخلص من الأضرار التي تنتج عن مخلفات محطات التحلية عندما تُعاد إلى البحر، وتتسبب في تلوث البيئة البحرية. نحن لا نريد أن نعيش على حساب بيئة حية متكاملة خاصة إننا نستفيد منها، ونحن لا نريد أن نصاب بالدهشة بعد عقد من الزمان عندما نجد التأثير السلبي على كل الكائنات الحية، خاصة المرجان لأنه من أهم ما يمكن أن يكون جاذباً للأسماك والأحياء الأخرى، وهو يعد موئلاً للأسماك من حيث التكاثر والحصول على الغذاء، وأيضاً لكائنات كثيرة تتغذى عليها الأسماك، التي هي وجبتنا الرئيسية، وأصبح معلوماً أن تأثر المرجان نتيجة الحرارة المرتفعة وارتفاع الملوحة، يؤدي إلى مرض ابيضاض المرجان، وبالتالي ربما يبدأ في الانقراض، وعندما لا تجد الأسماك البيئة المرجانية التي توفر لها الغذاء فهي تهاجر خارج المياه الإقليمية، لتبحث عن أماكن ربما لم تُقم بالقرب منها أية نشاطات بشرية، كما أن تلك المياه التي تسكب فيها مخلفات المحطات ستؤدي إلى أمراض كثيرة لدى الإنسان، عندما تتلوث الأسماك وتصاب بالأمراض نتيجة المحيط البيئي، الذي تعيش فيه. المحررة