محمد حامد (دبي) يواجه أنطونيو كونتي المدير الفني لفريق تشيلسي، خطر الإقالة من منصبه بعد أن تراجعت نتائج الفريق بصورة لافتة، وكان آخرها السقوط برباعية لهدف أمام واتفورد في فيكارج رود بالمرحلة الـ26 للبريميرليج، بعد أيام من الهزيمة بثلاثية بيضاء أمام بورنموث في قلب ستامفورد بريدج وأمام جماهير الفريق اللندني، مما أدى إلى تراجع الفريق للمركز الرابع خلف ليفربول، وهو الآن يواجه خطر عدم التأهل لدوري الأبطال، في ظل تمسك توتنهام وأرسنال بإنهاء الموسم في المركز الرابع. المفارقة أن جماهير تشيلسي التي تعلن عداءها المطلق مع برشلونة وجماهيره، على خلفية أحداث ساخنة في مباريات سابقة بين الفريقين، هتفوا في بداية مباراة فريقهم أمام بورنموث «قادمون يا بارسا» فانتهت المباراة بهزيمة تشيلسي بثلاثية، وتكرر الهتاف قبل موقعة الفريق في مواجهة واتفورد فسقط البلوز برباعية. المواجهات القادمة لتشيلسي سواء في البريميرليج أو دوري الأبطال، تجعل الموقف شائكاً أمام مالك النادي رومان أبراموفيتش الذي يشتهر بإصدار قرارات الإقالة في أي وقت، ولكنه قد ينتظر هذه المرة نظراً لاقتراب وتوالي الارتباطات المهمة للفريق في المرحلة المقبلة، حيث يواجه برشلونة 20 فبراير في ذهاب دور الـ16 لدوري الأبطال، وهي مواجهة قد تعني التعافي في حال حقق الفريق نتيجة إيجابية، أو الاحتراق كلياً إذا استسلم للهزيمة على يد الفريق الكتالوني. وفي بطولة الدوري يواجه كونتي معارك معقدة، حيث يواجه مورينيو ومان يونايتد 25 فبراير، ويصطدم مع مان سيتي 4 مارس، وبالنظر إلى المواجهات الثلاث أمام البارسا ويونايتد ومان سيتي، فلا يمكن القول إن مستقبل كونتي في ستامفورد بريدج أصبح مضموناً، بل إن الملياردير الروسي أبراموفيتش قد يطيح به قبل هذه المباريات، وربما خلالها. كونتي بدا شجاعاً على مستوى الكلمات التي صرح بها عقب الخسارة المذلة من واتفورد، إلا أن لغة الجسد تقول إنها «الشجاعة الزائفة»، فقد بدا متوتراً متوقعاً لقرار الإقالة، حيث قال عقب الهزيمة: لا أخشى الإقالة، أعمل بكل طاقتي وبنسبة 120% في كل يوم، فإذا لم يكن هذا كافياً فإنه يتعين على إدارة النادي أن تتخذ ما تشاء من قرارات، في كل مؤتمر أتلقى هذا السؤال.. هل تخشى الإقالة؟ والآن أكرر الإجابة لا أشعر بالخوف، غداً يوم جديد، وقد أكون هنا على رأس عملي، وربما لا أكون، الحياة سوف تستمر، يكفي أنني أخلد للنوم دون الشعور بوجود مشكلة. التاريخ يؤكد أن كلمات كونتي تكررت من قبل، والمفارقة أنها حدثت بالطريقة ذاتها وفي ظروف مشابهة، ولكن على لسان أسماء تدريبية أخرى، بل إن المدهش في الأمر أن المدرب الذي يحصل على بطولة تتم إقالته في الموسم التالي، فقد حصد أنشيلوتي لقب الدوري مع تشيلسي عام 2010، وفي الموسم التالي تمت الإطاحة به. وفي عام 2012 حصل روبرتو دي ماتيو على دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخ النادي اللندني، وعلى الرغم من ذلك فقد أطاح به أبراموفيتش، بعد أن حقق له حلمه الكبير بالحصول على البطولة القارية، وفي 2015 وقف تشيلسي على منصة التتويج بلقب البريميرليج مع مورينيو، وفي الموسم التالي تمت إقالة المدرب البرتغالي، والآن يواجه كونتي مصيراً مشابهاً، فقد حصل على الدوري الموسم الماضي، وهو الآن يترقب قرار الإقالة. ويتزامن تراجع نتائج تشيلسي في الفترات الأخيرة، مع الحرب الكلامية بين جوزيه مورينيو المدير الفني السابق للفريق والحالي ليونايتد، وكونتي، التي بدأت بوصف البرتغالي للإيطالي بالمهرج، وتصاعدت حدتها، إلى أن فجر مورينيو قنبلته في وجه كونتي، حينما قال: لست في حاجة ليقول لي كونتي ماذا فعلت في الماضي، وما الأخطاء التي ارتكبتها، يكفي أنني لم ولن أتعرض أبداً للإيقاف بسبب بيع المباريات. وجاء رد كونتي الذي قال: إنه شخص تافه، لا أهتم بالرد عليه، هذه هي طريقته، إنه لا يسبب لي قلقاً، ومنذ هذا الوقت خاض تشيلسي 10 مباريات، فاز في مباراتين فقط، وتلقى 3 هزائم، وتعادل في 5، وودع كأس الرابطة، وتراجع للمركز الرابع في جدول ترتيب الدوري، وهو ما يمكن وصفه بنتائج الحرب الكلامية مع مورينيو التي تسببت في اهتزاز ثقة ومكانة كونتي أمام الجماهير والإعلام وأمام اللاعبين. أما عن أهم أسباب تراجع البلوز، فإنه يكمن في «سوق الانتقالات» فقد أبدع يونايتد وسيتي وليفربول في هذا السوق، فيما أخفق النادي اللندني بالتعاقد مع باكايوكو، وموراتا، ودرينكووتر صيفاً، وفي الشتاء جلب باركلي، وبالميري، وجيرو، وهذا الأخير يطارده شبح الهزائم في كل مكان، فقد خسر أرسنال بالثلاثة أمام سوانزي في المباراة الأخيرة لجيرو بقميص الجانرز، ثم انتقل لتشيلسي ليخسر بثلاثية من بورنموث، ورباعية أمام واتفورد. وعلق كونتي على سوق الانتقالات السيئة لتشيلسي، وهو ما يعد انتقاداً مباشراً لسياسة النادي، فأشار إلى أن شراء 8 أو 9 لاعبين ليس هو الحل، فمن الأفضل جلب 3 أسماء من العيار الثقيل، وفي الوقت الذي تعاقد تشيلسي مع لاعبين يملكون قدرات متوسطة، رحل عن صفوفه دييجو كوستا، ولاعب الوسط نيمانيا ماتيتش، كما أن رحيل قائده جون تيري قد يكون له تأثير معنوي على الفريق وتماسكه. «الآزوري» بالانتظار يبدو الإيطالي أنطونيو كونتي مرشحاً للانضمام إلى سلسلة طويلة من المدربين، الذين فقدوا منصبهم في تشيلسي منذ انتقال ملكية النادي اللندني إلى الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش عام 2003، حيث يعد إقالة المدربين من أبرز سمات عهد أبراموفيتش، كلما ساءت النتائج، بصرف النظر عن الألقاب التي سبق لهم تحقيقها مع النادي. ولم تسلم من «المقصلة» أسماء مثل الإيطاليين كارلو أنشيلوتي وكلاوديو رانييري، والبرتغالي جوزيه مورينيو، والبرازيلي لويس فيليبي سكولاري. وفي حال وجد كونتي نفسه عاطلاً عن العمل، يتوقع أن يكون المنتخب الإيطالي المستفيد الأكبر، إذ إنه لا يزال في طور البحث عن مدرب دائم بعد إقالة جانبييرو فنتورا، اثر الفشل في التأهل إلى كأس العالم 2018 في روسيا، وذلك للمرة الأولى منذ 60 عاما. وعين لويجي دي بياجيو رسمياً الاثنين مدرباً مؤقتاً للمنتخب، بانتظار إيجاد خلف لفنتورا. وطرح اسم كونتي، اللاعب والمدرب السابق لنادي يوفنتوس، للعودة إلى شغل منصبه على رأس الجهاز الفني للمنتخب، والذي تركه بعد نهائيات كأس أوروبا 2016 للإشراف على تشيلسي. والمدرب البالغ 46 عاماً، تواق للعودة إلى هذا المنصب، بحسب ما كشف روبرتو فابريتشيني، المفوض الجديد للإشراف على اتحاد القدم في ظل الأزمة التي تعصف به.