هل أنا كنت طفلاً أم أن الذي كان طفلاً سواي هذه الصورة العائلية كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي رفسة من فرس تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس أتذكر سال دمي أتذكر مات أبي نازفاً أتذكر هذا الطريق إلى قبره أتذكر أختي الصغيرة ذات الربيعين لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها المنطمس أو كان الصبي الصغير أنا؟ أم ترى كان غيري؟ أحدق لكن تلك الملامح ذات العذوبة لا تنتمي الآن لي والعيون التي تترقرق بالطيبة الآن لا تنتمي لي صرتُ عني غريباً ولم يتبق من السنوات الغريبة الا صدى اسمي وأسماء من أتذكرهم - فجأة - بين أعمدة النعي أولئك الغامضون: رفاق صباي يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح لكي نأتنس وجه كان يسكن قلبي وأسكن غرفته نتقاسم نصف السرير ونصف الرغيف ونصف اللفافة والكتب المستعارة - أمل دنقل شيماء عبد العزيز - أبوظبي