عماد النمر (الشارقة) تعتمد الأندية على أبنائها غالباً، لتكوين الفريق الأول؛ لأنهم يعتبرون الذخيرة والسند لتحقيق الطموحات، وتشكل المراحل السنية القاعدة الأساسية والرافد الحيوي الذي يمد الفريق الأول باللاعبين، ورغم اهتمام اتحاد الكرة بقطاع المراحل السنية وإنشاء مراكز تدريب خاصة لاستقطاب المواهب من اللاعبين الصغار، إلا أن أغلب أندية الدرجة الأولى تعاني مشاكل كثيرة في هذا القطاع المهم، والكثير من الأندية لا تملك الإمكانات المالية الكافية للصرف على الصغار بشكل يمكنهم من النهوض بمستواهم بطريقة احترافية، كما تعاني الأندية ندرة المواهب في هذه المرحلة العمرية التي تشهد تشكل هوية اللاعب ومستقبله، كما تشكو الأندية من هجرة العناصر الجيدة إلى الفرق الغنية بمواردها المالية. وسعت «الاتحاد»، من خلال طرح هذه القضية، إلى تسليط الضوء عليها، بما يسمح بتحقيق النتائج المطلوبة، بسبب أهميتها لفرق الدرجة الأولى، من خلال الحصول على آراء المسؤولين. وأكد خليفة القايدي مشرف المراحل السنية بنادي الذيد أن إدارة النادي بدأت خطة خمسية من بداية هذا الموسم، لتأهيل أكبر عدد من اللاعبين ليكونوا نواة الفريق الأول خلال السنوات المقبلة، وقال: بدأنا تسجيل عدد 100 لاعب بداية من سن 9 سنوات وحتى 12 سنة، وتم تقسيمهم على ثلاث مجموعات، ووفرنا لهم المتطلبات كافة، من أجل إعدادهم خلال الفترة المقبلة، وأقمنا لهم بطولة الشهيد سلطان بن هودين بمشاركة مواليد 2002 وما فوقها، واشتركت معنا فرق من أندية عجمان والفجيرة ومدارس الذيد والمنطقة الوسطى، وهؤلاء اللاعبون الصغار هم الأمل الذي نرعاه للمستقبل. وأوضح أن الذيد يعاني فجوة كبيرة بين الفريق الأول وقطاع المراحل السنية، حيث لا يوجد فريق 19 سنة حالياً، بعدما التحق كل اللاعبين بالخدمة الوطنية هذا الموسم، لذلك سوف نعاني خلال الموسمين المقبلين، عدم وجود لاعبين لتصعيدهم إلى الفريق الأول، ونعمل حالياً على قدم وساق، من أجل توفير كل الدعم للفرق الحالية للوصول إلى طموحاتنا في تصعيد أبناء النادي للفريق الأول، لكن الأمر يحتاج إلى وقت، ونأمل أن ننجح في الخطة التي بدأنا منذ بداية الموسم الحالي، وأشار إلى أن الذيد لديه فريق واحد فقط مشارك في دوري تحت 15 سنة هذا الموسم، ولدينا خطة للمشاركة في دوري تحت 12 سنة بداية من الموسم المقبل. من جانبه، أبدى عبدالوهاب عبد القادر مدرب الفريق الأول بنادي عجمان، عدم رضاه من مردود المراحل السنية في النادي، فيما يخص الفريق الأول، مؤكداً أنه منذ موسم 2008 لم يتم تصعيد أي لاعب للفريق من أبناء النادي، رغم أن هناك أعداداً كبيرة في القطاع، ولدينا فرق مشاركة في دوري تحت 19،17،15، وغيرها من المسابقات التي ينظمها اتحاد الكرة، وهذا الأمر جيد في حد ذاته، ووجود قاعدة كبيرة في النادي يساعد على التقدم، لكن هناك مشكلة كبيرة في عجمان تتمثل في عدم تصعيد أي لاعب خلال السنوات الخمس الماضية للفريق الأول، رغم حاجة الفريق الشديدة لأبنائه من اللاعبين، وقال: بوصفي مدرباً للفريق الأول، أبحث عن الموهوب الذي يفيد الفريق، وأشاهد العديد من مباريات المراحل السنية، من أجل الوقوف على مستوى اللاعبين، ولكن لم يظهر حتى الآن من يستحق الوجود في الفريق الأول، ونأمل أن نجد ما نبحث عنه خلال الفترة المقبلة. وأوضح عبدالوهاب أن عجمان لديه المواهب، لكن المشكلة أن اللاعب الموهوب تختطفه أندية المحترفين، ولدينا مثلاً وليد أحمد انتقل إلى الشارقة وأحمد الياسي التحق بالنصر، وخلفان مبارك في الجزيرة، والجمحي بنادي الشعب، وما زال معنا بالفريق الأول محمد يعقوب وعلي خميس ومبارك سعيد، وهم من أبناء المراحل السنية بنادي عجمان. وطالب عبدالوهاب عبد القادر إدارات الأندية بضرورة زيادة الاهتمام بقطاع المراحل السنية، وتوفير المتطلبات كافة للاعبين الصغار والاستثمار فيهم؛ لأنهم الأمل لكل الأندية، وهم عماد الفريق الأول، لذلك يجب أن تحظى هذه الفئة باهتمام كبير. وأكد خالد الكعبي مدير فريق دبي أن الفرق السنية مهمة للغاية في النادي، بفضل الدور الذي يمكن أن تمثله في دعم الفريق الأول بالعناصر المطلوبة، لتفادي الحصول على خدمات اللاعبين من خارج النادي، مشيراً إلى أن دبي لديه مجموعة من الفرق السنية القوية التي تنافس في النتائج الإيجابية في المسابقات المختلفة، ويعزز الاهتمام بتوفير الظروف الملائمة أمام اللاعبين، ودعم طموحاتهم لتحقيق التطور المطلوب. واعتبر محمد الشحي إداري رأس الخيمة فرق المراحل السنية من العناصر المهمة في النادي لتحقيق الغايات المرجوة منها، مشيراً إلى أن مدرب الخيماوي حسن إبراهيم يشدد على الاهتمام بلاعبي المراحل السنية، بسبب دورهم المهم في دعم صفوف الفريق الأول، وهناك خمسة لاعبين سيتم تصعيدهم بالموسم المقبل، لتأكيد أهمية الدور الذي تلعبه المراحل السنية.