عواصم (وكالات) شهدت المناطق التي تشملها الهدنة في سوريا أمس، يوماً هو الأكثر هدوءاً منذ وقف الأعمال القتالية قبل 9 أيام، فيما تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن إحصاء 15 خرقاً في أرياف دمشق وحلب وحماة ودرعا وإدلب. وأفادت وكالات أنباء روسية أمس، أن وزير الخارجية سيرجي لافروف بحث هاتفياً مع نظيره الأميركي جون كيري الأزمة السورية وسبل استئناف مباحثات السلام، وأبديا تفاؤلهما بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد المضطربة. وتابع بيان لوزارة الخارجية، أن «هناك تقييماً إيجابياً للوضع بشكل عام، فيما يتعلق بضمان عملية الهدنة على الأراضي السورية، حيث أدى التزامها إلى خفض مستوى العنف بشكل ملحوظ». وأكد الوزيران ضرورة عدم تفويت الفرصة، والإسراع بعملية المحادثات السورية-السورية برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا. وذكر بيان الخارجية الروسية، أن لافروف بحث مع كيري أيضاً ضرورة ضمان مشاركة قطاع واسع من الجماعات المعارضة في المحادثات المرتقبة في جنيف، على أن يشمل ذلك أكراد سوريا. وأضاف أن الوزيرين أكدا أيضاً وجود تقدم في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا. وفيما أعلنت السلطات التركية أمس، إغلاق معبر جلفا غوزو الحدودي في منطقة الريحانية في ولاية هطاي الجنوبية للقادمين من الجانب السوري لدواعٍ أمنية، وحتى إشعار آخر، قالت إن القرار استثنى عبور الجرحى والعاملين في الإغاثة والمساعدات الإنسانية، إضافة إلى الأشخاص العاملين في مجال التجارة والأطباء. من جهته، قال مركز التنسيق الروسي في قاعدة حميميم في اللاذقية، إن إرهابيي «داعش» المختبئين في تركيا يستعدون لشن هجوم على مدينة القامشلي السورية ذات الأغلبية الكردية، مضيفاً أنهم يتمركزون حالياً قرب بلدة نصيبين التي تبعد 1,5 كم عن الحدود السورية. ومساء أمس، قال التلفزيون السوري الحكومي، إن 14 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بقصف «إرهابيين» بالمورتر والصواريخ انطلاقاً من مناطق تسيطر عليها المعارضة، مستهدفة سوقاً مزدحمة في منطقة الشيخ مقصود في مدينة حلب. بالتوازي، أفادت وكالات أنباء إيرانية بمقتل ضابط من الحرس الثوري وتشييع 6 من ميليشيات لواء «زينبيون» الباكستاني، قتلوا أثناء المعارك ضد المعارضة في ريف حلب الشمالي الأسبوع الماضي. وأكد مدير المرصد السوري الحقوقي رامي عبد الرحمن أن يوم أمس، هو الأكثر هدوءاً في المناطق التي يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية منذ دخوله حيز التنفيذ ليل 27 فبراير المنصرم. وتستثني الهدنة، بموجب الاتفاق الأميركي الروسي، تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» ومجموعات «إرهابية» أخرى، لتقتصر المناطق المعنية على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوباً، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي. وأشار عبد الرحمن إلى وقوع اشتباكات محدودة في ريف اللاذقية الشمالي، حيث توجد «النصرة» مع فصائل إسلامية ومقاتلة أخرى. ووفقاً للمرصد، فإن وقف النار انعكس على حصيلة القتلى، مبيناً أن الأحد لم يشهد سقوط خسائر بشرية في مناطق الهدنة، مقارنة مع حوالى 12 قتلوا أمس الأول. وأشار عبد الرحمن إلى انخفاض الخسائر البشرية من مدنيين بنسبة 90%، ومن مسلحين، سواء عناصر من قوات النظام أو الفصائل المقاتلة، بحوالى 80% مقارنة مع ما كانت تشهده سوريا قبل الهدنة. «داعش» يرضع أشباله الكراهية، ويفطمهم على سفك الدماء لندن (وكالات) يسعى تنظيم «داعش» الإرهابي لبناء جيل جديد من الأطفال المجندين من خلال تلقينهم مفاهيم دينية تحث على الكراهية وسفك الدماء. ونشر مركز أبحاث «ريسيرتشرز فور كويليام» لمكافحة التطرف في لندن، تحقيقاً عن أطفال «داعش» يتناول الطريقة التي يتبعها التنظيم الإرهابي في تجنيد الأطفال وتدريبهم على القتال. وذكر تقرير للمركز أن «داعش» يقوم بتدريب الأطفال على التجسس وتأهليهم ليكونوا جنوداً في معركة، أو رجال دين لنشر الأفكار، أو جلادين وانتحاريين. وقال معدو التحقيق إن «التنظيم يضع الكثير من الجهد، في سبيل تلقين الأطفال منهجاً تعليمياً قائماً على العنف والكراهية، وتعزيز فكرة أن يكونوا إرهابيين في المستقبل، ويرى الجيل الحالي من المقاتلين أن هؤلاء الأطفال أكثر عنفاً وفتكاً من أنفسهم». ويضيف التحقيق :«يهدف التنظيم إلى تجهيز جيل جديد أقوى من المقاتلين، نشأوا وتطبعوا على العنف من خلال مشاهدة عمليات الإعدام العلنية، ومشاهدة أشرطة فيديو في مراكز الإعلام، وإعطائهم أسلحة للعب بها». وكشف لقاء مع مجندين سابقين لم يتجاوزوا الـ 10 سنوات مدى وحشية العمل الذي يجبرون على القيام به. وأبلغ أحد الأطفال المجندين صحيفة «lejdd» الفرنسية بقوله «يجب علينا انتزاعه من الرقبة بقوة وحزم، ثم وضع الرأس فوق الظهر..يجب أن تتم العملية بهذا الشكل». هكذا يصف سالم ابن الـ 10 سنوات كيفية تنفيذه الإعدام بسرعة مذهلة دون تردد، وفي عينيه البنيتين بريق لامع يفصح عن توقعات بأن يكون عمله موضع ترحيب وشكر». وتقول الصحيفة إن 4 أشهر مرت على سالم منذ تركه معسكر «داعش» الإرهابي في صحبة شقيقه الأصغر هاليت ذي الـ 8 سنوات ليعودا إلى تركيا بعد أن عاشا أياماً قاسية في كل من سوريا والعراق. وفي حديث لسالم وشقيقه نقلته الصحيفة، كشفا جدول حياتهما اليومي في مخيمات «داعش» في صحبة 150 آخرين من القاصرين الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و15 عاماً. وقالا إن أطفالاً عزلوا تماماً عن المجتمع لمدة 10 أسابيع، استفاقوا خلالها يومياً على الساعة الثامنة صباحاً ليفطروا ثم يقوموا بتدريبات شاقة من أجل اللياقة البدنية والركض المكثف، تليها تدريبات على استخدام الأسلحة والتصويب بالمسدسات والبنادق. وبعد الغداء، يحين درس «الحزام الناسف» أهم دروس التنظيم، وكيفية إعدام الأشخاص بالسكين ليتأصل القتل في عروقهم، ويصبح أمراً بديهياً لا يثير فيهم أي مشاعر، غير الكراهية الدينية. ويرى محللون أن تركيز التنظيم على تلقين الأطفال منهج تعليم قائم على التطرف يعود لرغبته الشديدة في إرضاع هؤلاء الكراهية وفطمهم على دماء القتل والغدر في هذه السن المبكرة.