"مسؤولية الجماهير".. دورة الخليج لها مجموعة من السمات التي تميزها عن غيرها من البطولات على رأسها أنها تتمتع بمذاق خاص على صفحات الصحف وفي وسائل الإعلام، أكثر مما هو موجود على ارض الملعب· وهي بالتأكيد البطولة الوحيدة في العالم التي تتفوق فيها نجومية المسؤولين على نجومية اللاعبين، ومن النادر أن تشاهد في بطولة أخرى كل هذا الكم الهائل من تصريحات المسؤولين، لدرجة تعتقد معها أن البطولة مفصلة على مقاسهم وليس على مقاس المنتخبات المشاركة فيها· منذ أيام تصريحات المرحوم فهد الاحمد وهناك شغف جماهيري واعلامي لا ينتهي حول هذه الدورة وكل ما يقال حولها·· لقد كانت التصريحات ملح الدورة وكانت وسائل الإعلام هي الملعب الذي احتضنها· بالطبع كل البطولات الكبيرة تحصل على تغطيات موسعة ومعلقات لا تنتهي من التصريحات والمتابعات والتحليلات، لكن معظم هذه التغطيات تأتي مكملة للحدث، بمعنى آخر ردة فعل على الأحداث، لكن في دورات الخليج الوضع مختلف بدون أي مبالغة، التصريحات هي التي تصنع الأحداث وتخلق الزخم وروح الأهمية التي تسيطر على أجواء البطولة· في البطولات الأخرى اللاعب النجم هو محور الاهتمام والمتابعة والرصد في وسائل الإعلام وفي متابعة الجماهير، وكلنا يتذكر الهالة الإعلامية الرهيبة التي رافقت ماردونا وهو يتابع مباريات مونديال ألمانيا الماضي على سبيل المثال، ولم نشاهد مثل هذه الهالة ترافق احد المسؤولين على الرغم من أن المونديال تابعته صفوة من القيادات في العالم· علاوة على ذلك وفي مناسبات كثيرة كنا نجد أن السخونة الموجودة على الورق تفوق بمراحل ما هو موجود على ارض الواقع أو في المباريات، في الملعب تجد المستوى متواضعا من الناحية الفنية للكثير من المباريات لكن الحديث الدائر حولها لا يمت بصلة للتواضع· إنها دورة تتفوق فيها التصريحات، السبب في جانب منه يعود إلى درجة الاهتمام الكبيرة التي تبديها وسائل الإعلام ورصد كل شاردة وواردة فيها، والى الطبيعة ''الحساسة'' في تقبل أفراد الشارع الرياضي لهذه التصريحات· ومثل هذا الاهتمام الكبير يدفعنا إلى القول إن نجاح ''خليجي ''18 من الناحية التنظيمية والإعلامية هي مسألة مفروغ منها ومضمونة، لكن النجاح التنظيمي والإعلامي وحدة لا يضمن النجاح الكامل لأية بطولة· معيار النجاح يحسم في المدرجات ويحدده حجم الحضور الجماهيري للمباريات، إذا شاهد العالم المدرجات مليئة بالجماهير في ''خليجي ''18 فإنه بالتأكيد سيخلص إلى أن البطولة ناجحة، لكن إذا شاهد الوجه الآخر والذي لانتمى حدوثه، فان أي تصريحات مهما كان حجمها لن تجدي نفعا لضمان النجاح· وهذه الخطوة ليست مسؤولية اللجنة المنظمة ولا الإعلام ولا اللجان الفرعية·· إنها مسؤولية الجماهير التي يقع على عاتقها عبء حقيقي في المساهمة في التواجد في كل المباريات وليس مباريات المنتخب فقط·