مقدمة ثابتة أثمر غرس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تحويل رياضة سباقات الهجن إلى لعبة شعبية أقبل عليها الملاك والمضمرون، وانتظمت السباقات في كل مضمامير الدولة لترسم لوحة زاهية بنكهة إماراتية تعزز المحافظة على إرث الآباء والأجداد. وعلى درب فقيد الوطن سارت قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتسير على نفس الدرب، الأمر الذي أسهم في زيادة إقبال الملاك للرياضة، وتوسعت الدائرة وحدثت نقلة جوهرية في السباقات تمثلت في ابتكار الركبي الآلي والشريحة الإلكترونية، والانطلاقة الحديثة وغيرها من العوامل التي حولت السباقات إلى منافسات تراثية برؤية عملية تستشرق المستقبل من أجل غد أفضل. مع بداية موسم الهجن والسباقات كانت التسعيرة حاضرة بقوة، مما ساعد الملاك في الاستعداد مبكراً قبل الانطلاقة الحقيقية لمهرجان سويجان، الذي شهد مشاركة كبيرة من أبناء الدولة وإخوانهم من دول مجلس التعاون الخليجي، واشتمل المهرجان الذي استمر لثلاثة أيام على سباقات للشرايا والإنتاج، وكان التنافس قوياً ومثيراً. في اليوم الأول اقيمت منافسات سن «الحقايق» صعوب وركضت خلالها المطايا على مدى 20 شوطاً، 12 أبكار و8 جعدان، منها 10 أشواط للإنتاج ومثلها للشرايا، وفي اليوم الثاني تواصلت منافسات «الحقايق» لعشرين شوطاً، منها 12 للأبكار و8 للجعدان قسمت للشرايا والإنتاج. واختتم مهرجان سويحان منافساته بسباقات «اللقايا» وركضت خلالها المطايا على مدى 20 شوطا، 12 للأبكار و8 للجعدان، وقسمت أشواط السباق للشرايا والإنتاج، وخصصت اللجنة المنظمة 12 رمزاً ويحصل الفائزين فيها على مجسم هجن الرئاسة. وفي ختام الأسبوع الماضي، انطلقت بطولة الوثبة الأولى 2014-2015 وجاءت بصورة مغايرة للموسم الماضي من حيث الأرقام القياسية التي تحققت، وكان الفارق أكثر من خمس ثواني في بعض الأشواط، ما يعني «كسر التيم» كما يحلو لأهل الهجن. وبلاشك فان هذا الفارق في التوقيت الزمني يدل على الجاهزية الكاملة للملاك واهتمامهم بالسباقات التي تُقام تحت مظلة هجن الرئاسة، كما برز الإقبال الكبير للمشاركات وصلت الأعداد إلى الضعف من خلال المطايا والملاك، وكان اجتهاد ملاك من خلال المشاركة بأقوى الحلال للوصول إلى الناموس والتسعيرة، بداية الموسم تبشر بالكثير من المفاجآت على مستوى جميع الأشواط والإستعدادات القوية واضحة والجاهزية المسبقة كانت حاضرة خصوصاً لأصحاب الرموز. وعلى الجانب الآخر، تطورت سباقات الهجن كثيراً، وظهرت فكرة الركبي الآلي بعد حرمان الركبي البشري من المشاركة في سباقات الهجن، وتمثل الهاجس الأكبر في استحداث وسيلة جديدة لتعزيز مكانة رياضة الآباء والأجداد، لكي تواصل دورها الرائد، وبتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة تم استحداث الآلة الجديدة التي أحدثت نقلة جوهرية في السباقات. وفي هذا يقول سالم غانم يداه المنصوري، أحد ملاك الهجن: «بعد تزايد الضغوطات على مشاركة الركبي عرضنا فكرة التطوير على سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وبدأنا فوراً في التنفيذ، ووضعنا توجيهات سموه وملاحظاته نصب أعيننا، والتي ثمثلت في شكل الآلي وطول العصا، وكذلك في الوزن». وأضاف: «واجهنا بعض المشاكل في الشكل إلى أن خرجنا بهذا التصور الجديد في النهاية، وكانت الانطلاقة مع الظهور التجريبي بتاريخ 18 يوليو 2005، وبدأ الملاك متخوفين في البداية، ولكن بمرور الوقت رحب الجميع بالفكرة، التي أصبحت تأخذ أشكالاً متعددة ومعايير مختلفة، فالوزن يتراوح بين الكيلو ونصف الكيلو إلى ثلاثة كجم، ويتراوح سعره بين الثلاثة والخمسة آلاف درهم، ويبقى السعر الأغلى في جهاز الإرسال، الذي يقوم بتوجيه المطية أو بالضرب، ويصل إلى ما يقارب خمسة عشر ألف درهم». وأوضح المنصوري أنه في الخمس سنوات الماضية شهد الآلي عدة تغيرات، أهمها التحول إلى الألمنيوم مما ساعد على إنقاص وزنه بشكل كبير، ووجه المنصوري في ختام حديثة الشكر إلى القيادة الرشيدة على الدعم الذي لقيه أثناء العمل على إخراج هذا الاختراع إلى العالم بأيدٍ إماراتية، وثمن متابعة معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس اتحاد سباقات الهجن لجميع مراحل إنجاح الركبي الآلي. أصحاب الحلال ابن نصرة: «السبوق» تحتاج للصبر (أبوظبي- الاتحاد) يعتبر مبارك محمد بن نصرة العامري أحد ملاك الهجن الذين برز أسمهم في السنوات الأخيرة، وقاد مطاياه لتحقيق العديد من الإنجازات في المواسم الماضية، وبصفة عامة يعد الرمز والناموس في السباق أهم اللحظات لمالك الهجن، وفي عالم السباقات تجد القلة من الملاك الذين يقومون بالتضمير والمتابعة للحلال بشكل دائم، وهنا قد نجد الفرق، ويوجد العامري لمدة اثنتي عشرة ساعة يومياً في عزبته بمنطقة الساد في مدينة العين للإشراف على مطاياه. «الاتحاد» زارت مبارك بن نصرة لتكشف سر الإنجازات المتعددة التي حققها، وأبرزها كأس «الحقايق» و«شداد الجعدان» في ختامي الوثبة 2013، بالإضافة إلى عدد من الرموز في داخل الدولة وخارجها. ويتذكر مبارك بن نصرة البدايات، ويؤكد أن الفضل في دخوله عالم السباقات يعود إلى عمه سالم بن نصرة العامري، وقال: «تحقيق أي إنجاز يتطلب الكثير من (الشرايا)، والتي تعتبر السند الذي يعتمد عليه المالك ليصل إلى مبتغاه، والإنتاج له الأهمية نفسها»، وتابع: «تصنيف الحلال لإخراج (السبوق) يتطلب الكثير من الصبر». وأوضح مبارك أن بداياتهم في الشراء كانت عام 1984 عندما قام شقيقة صالح بشراء «مصيحة» بقيمة 300 ألف درهم ولم تحقق أي إنجاز، ولكنها أنتجت «العابر» الذي حاز ناموس جائزة زايد الكبرى في 2007، وهذا ما يعني أن الإنتاج قد حقق إنجاز من «الشرية»، وعن المهرجانات والبطولات ومدى مساهمتها في دعم هذه الرياضة، أكد العامري أن بطولة الوثبة الأخيرة وتسعيرة هجن الرئاسة تمثل امتداداً للدعم الكبير الذي يلقاه الملاك بصفة عامة، مؤكداً أنها بطولة مستحدثة، ولكن الوصول إليها يأتي بعد منافسات في عدة دول خليجية، بالإضافة إلى الإمارات ومن هنا فالتحديات تكون مثيرة وقوية. وقال «ننتظر مهرجان تكريم (سمحة) بعد أن قدمت الكثير في عالم السباقات وسجلت اسمها بأحرف من ذهب أسعدت به شعب الدولة، وهذا التكريم يعتبر بادرة طيبة، وسيشهد الحدث مشاركة قياسية على المستويات كافة»، وفي الختام، أكد مبارك بأنه ينتظر جاهزية «جلادة» التي تعتبر أغلى الحلال بالنسبة إليه لتحقق رمزاً جديداً يضاف إلى بقية الرموز. ترويسة يشهد الموسم الجديد العديد من المواعيد المهمة، وعلى رأسها مهرجان المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.