أزهار البياتي (الشارقة)

خلال احتفاله بالذكرى العاشرة على انطلاقته، يواصل مهرجان أضواء الشارقة فعالياته الشائقة من العروض الضوئية الباهرة، والتي تستمر على مدار 11 يوماً وليلة، بدءاً من 5 وحتى 15 فبراير الجاري، مزخرفاً بأطياف النور والضياء، 19 موقعاً وصرحاً من أجمل معالم الإمارة الحضارية، التي ارتدت جميعاً شلالاً من القلائد الضوئية الملونة، التي امتزجت فيها مختلف ملامح الفن والإبداع المستوحاة من الموروثات الثقافية المميّزة، مشكّلة للجمهور مشاهد براقة وآسرة تخطف القلوب والأبصار.

لوحات بديعة
في هذه النسخة الجديدة من المهرجان، قدمت هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة برنامجاً حافلاً بالاستعراضات الفنيّة والأنشطة الترفيهية، مستثمرةً أهم مبانيها وصروحها العمرانية كمنصات عرض ومسارح، ترسم الضوء والنور، وعلى كامل جدرانها وتفاصيلها الهندسية لوحات بديعة ومعبّرة تتسم بالفرادة وروح الابتكار، من تلك التي تشي بمضمون معرفي هادف، وتروي حكايات مضيئة من ماضي الإمارات العريق، وحاضره المكلل بروائع الإنجازات، ليبرز من بينها أهم منارات الشارقة الأكاديمية والعلمية والمتمثلة بالمدينة الجامعية، وجامعة الشارقة، والجامعة الأميركية، إضافة إلى أكاديمية العلوم الشرطية.

«يوم في حياة طالب»
عبر هذه المحافل العلمية المتألقة، شاركت وللمرة الأولى نخبة واعدة من طلبة الإمارات الجامعيين، من الذي يتوسم فيهم ملامح التفوق والطموح، مسهمين بمواهبهم ولمساتهم الإبداعية تنفيذ تصاميم خلاقة لحزمة من العروض الضوئية، من بينها عرض فني ساحر، بعنوان: «يوم في حياة طالب في الشارقة»، حيث تحّول مبنى جامعة الشارقة إلى منصة خلابة، يتدفق على جدرانها يوميات روتينية من حياة الطلاب، إلى جانب عرض آخر لمنتسبي الجامعة الأميركية، بعنوان: «رحلة من الشارقة إلى أميركا»، والذي عكس العلاقات الحضارية المشتركة بين الإمارات والولايات المتحدة، وأهمية التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين.

مهارات علمية وفنيّة
تشير هنا عبدالعزيز العلي، طالبة الجامعة الأميركية ذات الـ21 ربيعاً، قائلةً: «طالما تبلورت فكرة مشاركات طلبة قسم الجرافيك، ضمن فعاليات مهرجان أضواء الشارقة، حيث تحمسنا جميعاً للمشروع، ليقدم كل منّا أفضل قدراته، وما اكتسبه من مهارات علمية وفنيّة في رسم تصورات مختلفة لكل تصميم، مبتكرين معاً عرضاً إبداعياً هادفاً، معتمدين على استثمار أرقى التقنيات العالمية الحديثة والمتعارف عليها في مجال الإضاءة، وتحت إشراف مباشر من الفنان الفرنسي ماثيو فيليكس، والذي ساعد بدوره في توجيهنا منذ بدء رسم التصّور الافتراضي للمشروع، وانتهاءً بتنفيذ اللوحات الضوئية المتحركة».

مشاهد ساحرة
وتتابع تفاصيل المشروع الضوئي، زميلتها الطالبة حصة الحمادي (20 عاماً)، موضحةً: «جاء التعاون بيننا كطلاب علم، وبين شركة الإضاءة العالمية المشرفة على التنفيذ، كعلاقة تبادل مثمرة جمعت مزيجاً من الخبرات التقنيّة للمشرفين بروح الابتكار والفكر الشبابي المعاصر، بحيث عملنا معاً وبروح الفريق على تنفيذ نماذج تجريبية استغرقت مراحل عدة، حتى وصلنا في نهاية المطاف إلى مشروعنا الإبداعي الباهر، والذي من خلاله تحولت عدة صروح ومعالم بارزة من المباني الجامعية إلى لوحات فنيّة مفعمة بالصور الملّونة والمشاهد الضوئية المتحّركة، عاكسة مشاهد ساحرة وآخاذة تشّع بأطياف النور والضياء.

صور حيّة
وأكدت طالبة الجامعة الأميركية لين خليل (سعودية)، والمتخصصة في قسم تصميم الوسائط المتعددة على اعتزازها العميق بالتجربة، منّوهة إلى دور الورش العملية، التي ساعدت في توجيههم وتدريبهم، وعن ذلك تقول: «منذ بداية طرح فكرة العرض التي تصّور رحلة خيالية ما بين الشارقة وبين إحدى الولايات الأميركية توسمنا بوادر النجاح، فاختار كل منّا ولاية مختلفة، ورسم تصاميمها حسب رؤيته الخاصة، ثم جمعنا هذه التصاميم والرسومات ضمن صياغات متحركة وسريعة، تظهرها كلقطات وصور حيّة، تتبارى عبرها آلاف النقاط الضوئية الممزوجة بالألوان، لتزخرف مبنى الجامعة، وتنسجم مع خطوطه الهندسية وتفاصيله العمرانية، مصحوبة بمقطوعات موسيقية وأنغام صادحة».