بالإصرار والعزيمة، يتحول الحلم إلى واقع ملموس، وبالصبر والمثابرة يحقق المرء أمانيه مهما طال الطريق، وفي مسيرة الأجيال نحو المجد تتكاثر الصعاب، فليس للإنجاز طعم إلا إذا ولد من رحم المعاناة، وفي السنوات السبع الأخيرة، قالت كرة القدم الإماراتية كلمتها على المستويين الخليجي والآسيوي، وأعادت تشكيل خريطة القوى الكروية في المنطقة بأسرها، وطرقت أبواب المجد بقوة فانفتحت أمامها لتبدأ مرحلة الحصاد والتألق، وتتوالى الألقاب والإنجازات على مستوى المنتخبات والأندية، في المراحل السنية كافة. وبالتأكيد لم تأت هذه الإنجازات مصادفة، لكنها توافرت لها الأسباب الواقعية والآليات العلمية التي نجحت في تحويل الآمال إلى إنجازات وريادة، ونحن في هذا الملف سوف نرصد الأسباب لنقدم تجربة النجاح في سطور ونوثقها للأجيال بعين، وعيننا الأخرى سوف تبقى شاخصة في اتجاه المستقبل، بهدف استثمار هذا النجاح في الحفاظ عليه وتعظيمه، وتوسيع نطاقه من الريادة الخليجية إلى عرش آسيا، وإلى طموح الوصول إلى المونديال في سياق التدرج المنطقي المعتمد بخطة النهوض باللعبة، واضعين في الاعتبار مقولة الشاعر: ولا تحسبن المجد ثمراً أنت آكله.. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر. أعد الملف: أمين الدوبلي لحظة تاريخية في السادس من ديسمبر عام 2010 أعلن محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة السابق أن 2010 هو عام المدرب المواطن، خلال افتتاحه لأعمال دورة مدربي النخبة التي نظمها اتحاد الكرة بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وقال حينها في المؤتمر الصحفي إن «الفيفا» أشاد بفكرة أن يكون عام 2010 هو عام المدرب المواطن، وأنه شخصياً لا يمانع في أن يتولى قيادة الجهاز الفني في «الأبيض» الإماراتي مدرب مواطن. المدرب المواطن في «قلب المشهد» الاحتفالي في «قلب المشهد» الاحتفالي، لأكثر من 90 %، من إنجازاتنا الرياضية، خلال السنوات السبع الأخيرة، يقف المدرب المواطن شامخاً، ليتلقى التهاني، فهو البطل الذي وضع الخطط والقرارات للأبطال على مستوى المنتخبات في مراحل الناشئين والشباب والأولمبي والأول، وقاد العمل باقتدار وتضحية، وكفاءة، ومسؤولية وطنية، ومن بداية الأعوام السبع الأخيرة كان «الأمل» مع منتخب «الأمل» الذي أصبح بعد ذلك منتخب «الأحلام»، حيث كان على رأس الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني للناشئين في كأس الخليج العربي بالدمام عام 2006، جمعة ربيع، وساعده في هذا الوقت مهدي علي، ونجح منتخب الناشئين في اصطياد كل الطيور، وحلق باللقب ليحتفل في السعودية بالإنجاز مع مدربه المواطن. وفي عام 2008، كان الجيل نفسه، بقيادة فنية على رأسها مهدي علي، ونجح المنتخب من الفوز بلقب البطولة الآسيوية للشباب، ليزداد موقف مدربينا المواطنين ثباتاً، وقوة، ويمضي مهدي مع هذا الفريق إلى الأمام، ويشارك في العام التالي في نهائيات كأس العالم بالقاهرة، ويقوده باقتدار إلى تقديم العروض القوية، حتى يودع البطولة من دور الثمانية بـ «شموخ وكبرياء» ويعود إلى أرض الوطن مرفوع الرأس. ولم يتوقف الأمر عند ربيع ومهدي فقط، حيث بدأ مسلسل الإبداع تتوالى حلقاته، وفي العام نفسه، ينجح علي إبراهيم في قيادة منتخب الإمارات للناشئين إلى تجاوز كل الصعاب القارية، ويقود منتخب الناشئين للتأهل من تصفيات آسيا إلى نهائيات كأس العالم للناشئين، ثم المشاركة فيها، ويتجاوز الدور الأول في نيجيريا، ويخرج أمام تركيا من دور الـ 16 في عام 2009. وفي 2009 أيضاً كان الجميع يترقبون كأس الخليج للناشئين، وكان بدر صالح يتولى القيادة الفنية لهذا المنتخب الذي حلق باللقب، وعاد منتصراً. أما عام 2010 والذي أطلق عليه محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة لقب «عام المدرب المواطن» كي يهتم به أكثر، ويمنحه الفرص بشكل أكبر، فقد كان كذلك بالفعل، وكانت كرة الإمارات على الموعد مع التألق في كل المحافل، وفي هذا العام، فاز منتخبنا الأولمبي بلقب خليجي المنتخبات الأولمبية في نسختها الثانية تحت قيادة مهدي علي الذي أدار كل المباريات باقتدار وكفاءة، وفي العام نفسه، فاز منتخبنا للناشئين بكأس الخليج، تحت قيادة عيد باروت، وفي العام نفسه أيضاً تمكن منتخب مهدي علي أيضاً من أن يحرز الميدالية الفضية في فعاليات آسياد الصين للمرة الأولى في التاريخ، وعلى المستوى المحلي كان المدرب عيد باروت على الموعد مع إنجاز كبير عندما قاد «صقور الإمارات» إلى الفوز بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة على حساب كل المدربين الأجانب الموجودين في دورينا. قهر المستحيل وفي عام 2011، نجح منتخبنا الأولمبي، تحت قيادة مهدي علي في اجتياز كل العقبات الآسيوية، وتحويل المستحيل، بعد النتائج السلبية في المرحلة الأولى إلى واقع في المراحل النهائية، وضمن مهدي علي وأبناؤه التأهل للمرة الأولى في التاريخ إلى نهائيات أولمبياد لندن على حساب الكثير من القوى التقليدية، وكانت بداية 2013 بالفرحة الكبيرة، حيث نجح مهدي على الذي أصبح ظاهرة خليجية في قيادة «الأبيض» إلى تحقيق لقب «خليجي 21» للمرة الأولى للإمارات خارج الحدود، من دون خسارة، وفي العام نفسه يعود بدر صالح للتألق من جديد، فيحرز لقب كأس الخليج للناشئين للمرة الثانية له شخصياً، والرابعة في تاريخ منتخباتنا الوطنية، وعلى مستوى الأندية ينجح المدرب المواطن سالم العرفي في قيادة كتيبة بني ياس لتحقيق لقب أندية التعاون عن جدارة واقتدار. المجد بـ«صناعة محلية» وعلى ضوء هذه المعطيات، فإن مجد الكرة الإماراتية، وريادتها الخليجية صناعة محلية بحتة، بعقول مدربين مواطنين، وأقدام أبناء الإمارات الذين استثمروا الإمكانات والتخطيط السليم بأفضل صورة، وذهبوا في الاتجاه المرسوم لهم، بثقة واقتدار، وحطموا في الطريق معهم عقدة «الأجنبي». استثمار ناجح وحول سر تألق وإنجازات المدرب المواطن في السنوات السبع الأخيرة، يقول محمد ثاني الرميثي نائب رئيس اتحاد الكرة رئيس لجنة دوري المحترفين: إن التجربة أثبتت في السنوات الأخيرة أن المدرب كان «حجر الزاوية» في كل الإنجازات التي تحققت للكرة الإماراتية تقريباً، وأن الاستثمار فيه ناجح بكل المقاييس، مشيراً إلى أن الدعم الموجه لهم من قبل القائمين على اتخاذ القرار الاستراتيجي في كرة القدم الإماراتية، لابد أن يقابل بالاهتمام والاجتهاد، وأن الإنجازات التي تحققت على المستويات الخليجية والقارية كافة، أكدت أننا نملك مواهب في المدربين، جنباً إلى جنب، كما أننا نملك أجيالاً موهوبة من اللاعبين. مهنة شاقة وقال: الإنجاز نتاج عمل جماعي، يشترك فيه من وضع التخطيط الاستراتيجي ووفر الدعم لتنفيذه، ومن رسم الخطة الفنية، ونجح في توصيل أهدافه وتصوراته لكل اللاعبين، من أجل استثمار كل طاقاتهم، في تحقيق تكامل الأدوار، ومن قام بالتنفيذ بالملعب، وهم اللاعبون أنفسهم، وأنا أقول إن التدريب مهمة شاقة، وإن العمل به مرتبط بالكثير من التضحيات، وإن الاهتمام بقطاعات الناشئين ومدارس الكرة في أكاديميات الأندية منذ التحول للاحتراف، أسهم في إفساح المجال، وتوفير الفرص لأجيال مختلفة من المدربين في تلك المراحل السنية، وأسهم أيضاً في توسيع قاعدة العمل للراغبين في العمل بمجال التدريب، وعلى الأندية أن تمنحهم الفرص وتضع فيهم الثقة، لأنه إذا كان اللاعب الصاعد يمثل استثماراً للنادي، فإن المدرب الصاعد يجسد الشيء نفسه أيضاً، ويمكن أن تعم فوائده أكثر من اللاعب، حينما تتاح له الفرصة، ويقود فريق ناديه إلى تحقيق إنجاز. فكر احترافي وأضاف الرميثي: في الفكر الاحترافي لابد أن يكون الاهتمام بالمدرب على رأس الأولويات، لأن المدرب هو الذي يكتشف اللاعب، وهو الذي يعلمه، ويؤسس شخصيته، ونحن نثق بشكل كبير في مدربينا المواطنين، ونشعر بسعادة بالغة أن يكون على رأس القيادة الفنية لفريقين من أنديتنا المحلية مدربان مواطنان من بداية الموسم، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى منذ التحول من الهواية إلى الاحتراف. شهادة نجاح وفي السياق نفسه، يقول ناصر اليماحي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة إن بروز المدرب المواطن في قيادة منتخباتنا، وتحقيقه للإنجازات غير المسبوقة، شهادة نجاح لأبناء الإمارات جميعاً في كل المجالات، بوصفهم قادرين على الإبداع في مختلف الميادين، مشيراً إلى أن المدرب المواطن تعرض للظلم طوال الفترات السابقة، فلم يجد الدعم لفترات طويلة من الاتحادات أو الأندية، وكان اللجوء إليه اضطرارياً في المواقف الصعبة، حتى بدأ التفكير بمنهج علمي في تطوير الكرة الإماراتية خلال السنوات العشر الأخيرة، وكان المدرب المواطن أحد أضلاع النهوض باللعبة، وبالفعل اجتهد البعض مع أنفسهم لفترة في السنوات الخمس الأولى، من العقد الأخير، حيث خضعوا للدورات التدريبية، وسافر معظمهم للخارج للحصول على الشهادات الدولية، حتى حانت فترة الحصاد اعتبارا من عام 2006، وحتى الآن، وبرغم كل الإنجازات التي تحققت على أيدي مدربينا المواطنين، وكل الدعم الذي يقدم لهم حالياً، إلا أنني على ثقة بأنه مازال يحتاج لما هو أكثر حتى تتعاظم مكاسبنا. التفرغ أولاً وقال اليماحي: المدرب المواطن يحتاج إلى الإنصاف أولاً فلابد أن يزاد له الراتب حتى لا يشعر بالظلم، عندما يقارن نفسه بالمدرب الأجنبي الذي يقوم بالدور نفسه في المسابقة ذاتها، ولابد أن يتفرغ لعمله، وأن يدعمه الاتحاد بشكل متواصل في تطوير نفسه علمياً وأكاديمياً بشكل مستمر، ويجب أن تكون لدينا توصيات وقرارات من الاتحاد تلزم الأندية بفتح المجال ومنح الفرص للمدربين في قطاعات الناشئين. تطوير القدرات أما عن أسباب تفوق المدرب المواطن، فقد أكد اليماحي أن السبب الأول يكمن في اجتهاد المدرب نفسه، وفي حرصه على تطوير قدراته بشكل دائم، وكذلك في قدرته على التضحية بالكثير من وقته والكثير من جهده لاكتساب الخبرات اللازمة، وبينما يعود السبب الثاني إلى وجود الدعم المقدم من القيادات والشيوخ للمدرب المواطن، فضلاً عن التوجه الرئيسي من اتحاد اللعبة اعتباراً من عام 2008 مع محمد خلفان الرميثي، والذي استمر مع يوسف يعقوب السركال حتى أصبح كل مدربي منتخباتنا من مواطنين للمرة الأولى في التاريخ، ونحن نفخر بذلك، أما السبب الثالث فهو يكمن في ارتباط أغلب الإنجازات بالمدربين المواطنين، نتيجة قرب المدرب من ثقافة اللاعب، وقدرته على توصيل المعلومة، واستشعاره للمسؤولية الملقاة على عاتقه أكثر من المدرب الأجنبي، وفهمه الكبير لـ«سيكولوجية» وطريقة تفكير اللاعب. رهان رابح ويرى الحارس المونديالي والمحلل الفني محسن مصبح أن الرهان على المدرب المواطن كان رابحاً في الفترة الأخيرة، وأنه بقدر الاعتراف بتعرضهم للظلم في الفترات السابقة، بقدر ما يجب أن نشد على أيدي من منحوهم الفرص في تلك المرحلة، حتى أصبح القرار الفني في كل منتخباتنا وطنياً خالصاً، وأقول إن المدرب أو اللاعب إذا فكر في أنه حقق ما يريده في كرة القدم، فقد بدأت مرحلة التراجع عنده، ومن هنا يجب أن يواصل المدرب عمله مع تغيير أهدافه من فترة لأخرى، وأن يؤهل نفسه بكل جديد لأن التدريب أصبح علماً صعباً، مع تغير وسائل التعاطي معه بشكل مستمر. الرومانسية الحالمة وأضاف: لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تكون كل هذه الإنجازات التي تحققت في السنوات السبع الأخيرة على أيدي مدربينا المواطنين، ولو أن شخصاً منا جلس مع نفسه في عام 2005، وبدأ يفكر في أن الإمارات سوف تحقق 13 لقباً خليجياً وآسيوياً علي أيدي مدربين مواطنين في السنوات السبع المقبلة، لكان قد اتهم نفسه بالرومانسية الحالمة، وربما بـ «الهزيان»، لأن المدرب المواطن في تلك المرحلة كان «مدرب أزمات»، لكن الممارسة الفعلية على أرض الواقع مع كفاءات مثل جمعة ربيع، ومهدي علي، وعيد باروت، والدكتور عبدالله مسفر، وعلي إبراهيم، وغيرهم في الطريق أكدت، وما زالت تؤكد أن العنصر المواطن لديه الإبداع من نوع خاص، خاصة حينما يمنح الفرصة والدعم، ومن حسن الطالع أن القاعدة بدأت تتسع، والفرص بدأت تزيد في كل تخصصات التدريب بما في ذلك مدربي حراس المرمى حيث أصبحت لدينا كوادر رفيعة المستوى في الدولة، وأنا أقول إن كل الأجيال الصاعدة والقادمة من المدربين مدينون لمهدي علي ورفاقه، لأنهم قاتلوا واجتهدوا من أجل انتزاع الثقة، وأثبتوا أنهم جديرون بها، ولابد أن يستفيدوا من تجارب هذه النخبة المتميزة في مجال التدريب، وأن يعوا الدرس حتى يحافظ المدرب المواطن على مكتسباته. ثروة وطنية وأضاف: المدرب المواطن ثروة لابد من الحفاظ عليها، وأعتقد أنه أعلم باللاعب من أي مدرب من الخارج، وأنه الأقدر على تحديد مفاتيح شخصيته، والأكفأ في الوصول لمحفزات عطائه، ومحركات دوافعه، ووقود إبداعاته، وأنه إذا كان هذا الجيل قد نجح، فإن ذلك لا يغنينا عن الاعتماد على المنهجية العلمية المدروسة في تأهيل مدربين جدد حتى نحافظ على المكتسبات ونتمكن من مضاعفتها في المستقبل. عيسى بن راشد: «التجربة الإماراتية» نموذج يُحتذى به عبر الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة نائب رئيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية السابق عن سعادته بتجربة المدرب المواطن الإماراتي، وبمهدي علي تحديداً، مشيراً إلى أن ما حققه مع منتخب الإمارات في مراحل الشباب، والأولمبي، والمنتخب الأول، شيء غير مسبوق على مستوى المنطقة الخليجية، وأن تجربته يمكن اعتبارها أسوة ونموذجا يحتذى به في المنطقة، خصوصاً أننا كنا نراهن على أن الجيل الذي قاده للمرة الأولى، في أول تجربة خليجية له على مستوى الفريق الأول، ولهم أيضاً كان بحاجة إلى الخبرة، إلا أنه فاجأ الجميع، وقدم «ملحمة رائعة». وقال: التقيت في أكثر من مناسبة عدداً من أقطاب الكرة في المنطقة الخليجية وتطرقنا كثيراً لتجربة مهدي علي، والمدرب المواطن مع منتخبات المراحل السنية، وكيف يصعد معهم، ويصل لهذا المستوى الرائع من التفاهم، والانسجام، وأعتقد أن الإخوة في الإمارات حالفهم التوفيق في منح الثقة للمدرب المواطن، ورغم أننا كنا في البداية نتوقع أن مهمة مهدي صعبة، إلا أننا كنا نعلم أنه قادر عليها لأن إنجازاته تتحدث عنه. وأضاف: من خلال خبراتي في عالم الكرة التي تجاوزت الـ 55 عاما، أقول إن المدرب الناجح يمكنه أن يصنع فريقاً يحقق به الإنجازات، أما الفريق الحافل بالنجوم فلا يمكن له أن يحقق أي إنجاز، إلا تحت قيادة مدرب ناجح، وأن مسألة المدرب المواطن في المنطقة الخليجية تستحق الدراسة، لأنها جديرة بالاهتمام به إذا كانت الرغبة أكيدة في تطوير اللعبة، وتحقيق الإنجازات. طلال الفهد: ولدنا أكثر إحساساً وتفاعلاً مع «نبض الشارع» أكد الشيخ طلال الفهد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، أن المدرب المواطن أثبت كفاءة كبيرة، ليس في الإمارات، فحسب، ولكن في المنطقة العربية بأسرها، بدليل أن معظم الإنجازات التي تحققت للمنتخبات العربية كان وراءها مدربون عرب، فلا يستطيع أحد أن ينسى إنجازات الجوهري وحسن شحاتة في مصر، وإنجازات شتالي مع منتخب تونس، ورابح سعدان مع الجزائر، وناصر الجوهر مع السعودية، وأيضاً عمو بابا مع العراق. وقال: ما حققته الكرة الإماراتية في المرحلة الأخيرة شيء يسعد كل أبناء المنطقة، ولولا الدعم الذي تقدمه القيادات في الامارات للمدرب المواطن لما كان قد وصل لتلك المكانة، وأنه شخصيا كان يراهن في معظم فترات عمله على المدربين المواطنين في الكويت وخصوصاً مع محمد إبراهيم، الذي حصل على الفرصة أكثر من مرة، وأثبت أنه جدير بها، وأنه قلباً وقالباً مع منح الفرص للمدربين المواطنين لأنهم الأكثر إحساساً وتفاعلاً مع نبض الجماهير والشارع الرياضي، وأن تجربة الإمارات مع المدرب المواطن لم تبدأ مع مهدي علي، لكنه كان الأجدر في التعبير عنها بشكل لافت للجميع، وأنه شخصياً سعيد بوجود منتخب وجهاز فني وطني على هذه الدرجة من الكفاءة والاحترافية في منطقة الخليج.