واشنطن- وكالات الانباء: حث الرئيس الاميركي جورج بوش امس الكونجرس على إعطاء خطته لارسال 21500 جندي اضافي الى العراق فرصة للنجاح، وحذر من أن الفشل هناك سيكون خطيرا ومفجعا وسيغرق العراق في الفوضى· وقال في خطابه السنوي عن حالة الاتحاد امام الجلسة المشتركة لمجلسي النواب والشيوخ ''إن بقاء الحكومة العراقية الحالية في خطر·· في هذا اليوم في هذه الساعة ما زال بوسعنا تحديد نتيجة هذه المعركة·· دعونا نشحذ عزيمتنا ونحول دفة الاحداث نحو النصر''· مشددا في الوقت نفسه على أنه لن يتراجع على الرغم من سعي بعض المشرعين الى إصدار قرارات غير ملزمة تعبر عن الرفض لخطته، وقال ''بلدنا ينتهج استراتيجية جديدة وأسألكم اعطاءها فرصة للنجاح·· أسألكم مساندة قواتنا في الميدان وأولئك الذين هم في الطريق اليهم''·وحذر بوش من ان الحكومة العراقية سيطيح بها المتطرفون اذا تراجعت القوات الاميركية قبل ان تصبح بغداد آمنة، وقال ''الانسحاب المبكر سيشكل بالنسبة لاميركا سيناريو كابوس وبالنسبة للعدو الهدف الذي يسعى اليه·· يمكننا توقع ان تنشب معركة ملحمية بين متطرفي الشيعة المدعومين من ايران ومتطرفي السنة الذين تساندهم القاعدة وأنصار النظام القديم وقد تمتد عدوى العنف في انحاء البلاد وبمرور الوقت قد تنجر المنطقة كلها في أتون الصراع''· وأضاف ''اتضحت كثيرا صورة طبيعة العدو في السنوات التي مضت منذ هجمات القاعدة في 11 من سبتمبر على اميركا·· زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي لم يعثر عليه بعد وابو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق الذي قتلته القوات الأميركية واتباعهما من المتطرفين هم مجرد معسكر واحد في الحركة الراديكالية الاسلامية، ففي الآونة الاخيرة اتضح ايضا اننا نواجه خطرا متصاعدا من المتطرفين الشيعة الذين يشبهونهم في العداء لاميركا وعازمون ايضا على الهيمنة على الشرق الاوسط من خلال انظمة قمعية·· كثيرون معروف انهم يسترشدون بالنظام في ايران الذي يقوم بتمويل وتسليح الارهابيين من امثال جماعة حزب الله التي تأتي في المركز الثاني بعد القاعدة·· المتطرفون الشيعة والسنة وجهان مختلفان لخطر شمولي استبدادي واحد وأيا كانت الشعارات التي يتغنون بها عندما يقتلون الابرياء فإن لديهم نفس الاهداف الشريرة''· وجدد بوش اتهامه ايران بإذكاء عدم الاستقرار في العراق ودعم فرق الموت الشيعية التي تشن هجمات ضد الاقلية السنية، متوعدا بمنع أي نشاط كهذا، وقال ''الكثيرون في هذا المجلس يتفهمون أن أميركا لا يجب أن تفشل في العراق لانكم تتفهمون أن عواقب الفشل ستكون خطيرة وبعيدة الأثر''· ووصف الحرب على الارهاب بأنها صراع أجيال، واقترح في إشارة الى اعتزامه العمل مع الكونجرس الجديد الذي يسيطر عليه الديمقراطيون إنشاء مجلس استشاري خاص يضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للمساعدة على إرساء استراتيجيات لدحر الارهاب، وقال ''سنظهر لاعدائنا في الخارج أننا متحدون في هدف النصر''، معتبرا ان الحرب على الارهاب ليست مجرد قرقعة اسلحة بل معركة ايديولوجية حاسمة وامن الامة على المحك· وجدد بوش عزمه على مواصلة استراتيجيته لنشر الديموقراطية في الشرق الاوسط، معتبرا أنها عنصر أساسي في المعركة العقائدية ضد الارهابيين، وقال ''المسألة الكبرى في عصرنا هي معرفة ما إذا كانت اميركا ستساعد النساء والرجال في الشرق الاوسط على بناء مجتمعات حرة والاستفادة من الحقوق نفسها التي تتمتع بها بقية البشرية·· من اجل امننا اعتقد انه علينا ان نفعل ذلك''· مؤكدا ان نشر الديموقراطية هو افضل وسيلة للوقاية من التطرف، وقال ''ان اكثر ما يخشاه الارهابيون هو الحرية والمجتمعات التي يبادر فيها النساء والرجال الى اتخاذ قراراتهم ويصغون لضمائرهم ويعيشون من آمالهم وليس من احقادهم''· وتحدث بوش عن تقدم على طريق الديموقراطية في السنتين الاخيرتين، وخصوصا الانتخابات التي جرت في لبنان وافغانستان في 2005 وعمليات الاقتراع العديدة التي شهدها العراق، وقال ''لكن عدوا راقب كل ذلك وغير تكتيكه ورد في ،''2006 مشيرا الى اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل وتصاعد عمليات حركة ''طالبان'' وتنظيم ''القاعدة'' في افغانستان والاعتداء على مسجد سامراء في العراق· واكد رغبته في تغليب التعددية لكسب الحرب على الارهاب، وقال ''ان الاميركيين يمكنهم ان يثقوا في نتيجة هذه المعركة لاننا لسنا وحدنا فيها''· وذكر بالدعم الذي تلقاه الولايات المتحدة في الشرق الاوسط من الحلفاء العرب المعتدلين مثل الاردن ومصر والسعودية ودول الخليج الاخرى· كما أشار الى اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط التي يفترض ان تجتمع الاسبوع المقبل في واشنطن، لكن دون تحديد الاستراتيجية الاميركية حول الشرق الاوسط·