تشهد المكسيك في الوقت الحالي نشاطاً غير مسبوق في صناعة الطيران يقدر بنحو مليارات الدولارات لم يكد يكن موجوداً قبل عقد من الزمان. وتملك شركة “بومباردير” الكندية لصناعة الطيران، أربعة مصانع تقع في ولاية المكسيك الوسطى. وتقدر استثمارات الشركة هناك بنحو 450 مليون دولار منذ العام 2005 تستغلها في إنتاج هياكل لطائرتها “جلوبال إكسبريس”، بالإضافة إلى مكونات وأجزاء لطرازها الآخر “ليرجيت 85”. وترمي فكرة الشركة التي تخطط لتنفيذها، إلى صناعة طائرة متكاملة في المكسيك. وحقق قطاع الطيران المكسيكي نمواً مثيراً للإعجاب، حيث بلغ إجمالي صادراته في العام الماضي نحو 4,3 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 26% عن السنة التي سبقتها، وذلك وفقاً للبيانات الواردة من “الاتحاد المكسيكي لقطاع الطيران”. ويقدر عدد شركات الطيران العاملة في البلاد في الوقت الراهن، بنحو 260 شركة محلية وعالمية باستثمارات تصل إلى 17 مليار دولار، مقارنة بصفر تقريباً قبل عقد فقط. ويقول كارلوس بيلو، مدير الاتحاد الذي لم يمض على تأسيسه سوى خمس سنوات :”أصبحت صناعة الطيران من القطاعات الحيوية والاستراتيجية في مجال الصناعة في المكسيك. ويتمثل هدف القطاع في زيادة الصادرات لبلوغ نحو 12 مليار دولار بحلول 2020 للتفوق على البرازيل لتصبح بذلك أكبر دولة مصدرة في هذا المجال في أميركا اللاتينية. وعلى غرار العديد من قطاعات التصنيع التي تهدف إلى التصدير في البلاد، يستفيد قطاع الطيران من حقيقة قربه لأميركا التي تملك أكبر اقتصاد في العالم، ومن اتفاقية التجارة الحرة التي تربط المكسيك بكندا وأميركا المسماة بـ “اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية”. ويضيف كارلوس بيلو، قائلاً :”تتميز هذه البلدان بنفس التوقيت، العامل الذي يخطئ تقديره العديد من الناس، لا سيما وأنه شديد الأهمية خاصة من الناحية اللوجستية التي تجعل الأمور أكثر سهولة”. ويعمل “الاتحاد المكسيكي لقطاع الطيران”، جنباً إلى جنب مع حكومات الولايات، لضمان الحصول على القوة العاملة المناسبة والمؤهلة. وقامت الحكومات المحلية في كويريتارو والولايات الواقعة على الحدود الشمالية مثل باجا كاليفورنيا وسونورا وشيهواهوا ونوفو ليون حيث تتركز معظم الشركات العاملة في صناعة الطيران، بإنشاء جسور تربط بين الشركات ومعاهد الطيران الأكاديمية من أجل توفير مراكز التعليم والتدريب المصممة خصيصاً لتفي باحتياجات القطاع. ونجحت هذه المراكز بالفعل في تخريج الآلاف من قوة القطاع العاملة البالغ قوامها نحو 32,000 موظف ليصبحوا مهندسين ومشغلين وفنيين ومهندسي طيران. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»