دبي (الاتحاد) - لغة الأرقام لا يمكن لها أن تكذب، وتعد منتجات أكاديميات الكرة وقطاعات الناشئين بالدوري الألماني هي الأفضل والأقوى بين نظيراتها من الدوريات الأخرى ليس فقط في أوروبا ولكن تعدت لما هو خارجها. وتضم الأكاديميات في الـ 36 نادياً محترفاً ما يصل 5445، موزعون على المراحل السنية من عمر تحت 12 عاماً وعددهم 568 لاعباً مروراً بتحت 13 عاما (613 لاعباً) ثم تحت 14 (658 لاعباً) وتحت 15 (687 لاعباً) وتحت 16 (645 لاعباً) وتحت 17 (721 لاعباً) فيما يتم جمع مراحل تحت 18 و19 سنة سوياً ويضمان (843 لاعباً) وتكون فرق الرديف مفتوحة حتى تحت 23 عاماً وتضم صفوفها 710 لاعبين. كان لهذا التنوع والوفرة العددية الفضل في أن تمد تلك الأكاديميات وقطاعات الناشئين كافة الفرق الأولى بلاعبين مميزين في جميع المراكز، وساعد على ذلك اتفاق لجنة الأكاديميات التابعة لاتحاد الكرة الألماني والتي يرأسها أندرياس ريتيج، مع الأندية على ضرورة أن يتواجد بالفرق الأولى ما لا يقل عن 7 لاعبين من خريجي الأكاديميات وهو الضمانة الوحيدة لنجاح التجربة وفق رؤية النموذج الألماني. ولكن نجاح العمل بذلك المشروع جعل خريجي الأكاديميات 275 لاعباً بالدوري الألماني البوندسليجا من واقع 525 لاعباً تضمهم قوائم الأندية المحترفة بواقع 52.4 %، ما يعني أن هناك 15 من خريجي أكاديمية في التشكيلة الأساسية لكل ناد، بعد عشر سنوات فقط من بدء التطبيق الصارم لنظام الأكاديميات، ويتوقع أن يرتفع العدد مستقبلاً لما قد يصل لأكثر من 65%، وهو ما يعني هبوط أعمار أندية البوندسليجا لأقل من 24 عاماً، ومن ثم المنتخب الألماني بطبيعة الحال. ويعلق كريتسيان زايفرت “نائب رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي برابطة البوندسليجا على ذلك قائلاً “ما تحقق يعد معجزة بكل المقاييس، فقد فرض علينا قانون بوسمان الأوروبي أن يفتح الدوري الألماني أمام اللاعبين الأجانب القادمين من الدوريات الخارجية، ولكن بعد نجاح مشروع الأكاديميات أصبح النطاق ضيقاً على المحترفين الأجانب من خارج ألمانيا، وبالتالي حصل خريجو الأكاديميات على الفرصة”. ووجه زايفرت نصيحة للأندية سواء بالدوريات العربية أو بالدوري الإماراتي بضرورة أن تتاح الفرصة لخريجي قطاعات الناشئين باللعب للفرق الأولى في مرحلة تحت 23 عاماً، ويكون ذلك عبر تقليص عدد اللاعبين الأجانب مع الوقت فضلاً عن منح الفرصة لتلك المواهب والصبر عليها، حيث يرتفع مستواها بدنياً وفنياً وتكتيكياً لو كان هناك إلتزام كبير بتوفير خبراء متخصصون في مرحلة الأكاديميات كما فعلت ألمانيا”. ولفت زايفرت إلى أن معظم هؤلاء اللاعبين الصغار معروفين للجماهير ومشهورين وهم في سن صغيرة وهو ما يشكل دافعاً قوياً لهم من أجل التألق، وقال: “أعتقد أنكم قادرون على جني ثمار طيبة للغاية لو منحتم أنفسكم فرصة تكرار التجربة الألمانية والصبر عليها خلال 10 سنين”. وتابع: “التحدي الحقيقي هو كيفية جمع أكبر عدد من اللاعبين في الفترة الأولى ومن ثم انتقاء المواهب الجيدة التي من الممكن تشكيلها. وكشف سيفرت أن هؤلاء اللاعبين لا يحصلون على أجور كمحترفين لأن هذا الأمر ممنوع حتى لا يؤثر على اللاعبين بل هو نظام قائم على التعليم أولاً والتثقيف وإدخال اللاعبين الموهوبين لحياة الاحتراف مبكراً وهذا الأمر رائع بالنسبة لهؤلاء اللاعبين ولأسرهم أيضاً. وعن بداية الفكرة قال: “كانت لدينا فرق سيئة للغاية في السابق في المراحل السنية حيث كان التدريب مجرد حضور الناشئين للنادي لساعة أو اثنتين من أجل التدريب ومن ثم العودة للبيت وهنا طرأت فكرة ضم اللاعبين في معسكرات طوال العام تقريباً تضم مدارس إعدادية وثانوية وتؤهل للجامعات أيضاً بخلاف تكثيف الحصص التدريبية والمهارية وتعليم اللغات وغيرها من الأمور التي تقدم لاعب كرة نموذجي للمستقبل”. وأوضح أن الأندية استثمرت ما يزيد عن 600 مليون يورو في 10 سنوات أنفقت منها على مشاريع البنية التحتية في الأكاديميات حتى باتت كل أكاديمية عالم قائم بذاته من حيث الملاعب وغرف الاقامة وفصول التقوية والدراسة، بخلاف وفرة المدربين الأكفاء في جميع المراحل. وقال: “كان الاهتمام بالبنية التحتية بمثابة كلمة السر لنجاح المشروع، كونه سهل مهمة من عمل به طوال تلك السنوات. ولفت زايفرت إلى أن كافة المنتخبات بالمراحل السنية حتى المنتخب الأول حققوا الاستفادة من نظام الأكاديميات حيث يضم المانشافت 19 لاعباً من خريجي مشروع الاكاديميات من أصل 22، بينما يعتبر منتخب الشباب الألماني تحت 21 عاماً بالكامل من أكاديميات الأندية وقطاعات الناشئين، بينما يضم منتخب تحت 19 سنة 26 لاعباً من أصل 27 من خريجي الأكاديميات، ومنتخب تحت 18 سنة 20 لاعباً من أصل 21 ومنتخب تحت 17 سنة يضم 17 لاعباً من أصل 18 جاؤوا جميعاً من الأكاديميات ويعيشون فيها، ومنتخب 16 سنة يضم 19 لاعباً من أصل 22، ومنتخب 15 سنة يضم 21 لاعباً من خريجي الأكاديميات بالأندية من أصل 24 لاعباً بصفوفه.