هالة الخياط (أبوظبي) - أكدت مجموعة أبوظبي للاستدامة في الاجتماع ربع السنوي الثاني لبرنامج الشراء المستدام، أهمية تغيير السلوك المؤسسي، وتحويل مبادئ الاستدامة إلى ممارسات عملية تسهم وبشكل فعال في دعم جهود دولة الإمارات لتحويل اقتصادها ليكون أكثر استدامة. ونظمت مجموعة أبوظبي للاستدامة أمس، الاجتماع ربع السنوي الثاني لبرنامج الشراء المستدام، بحضور أكثر من 30 ممثلاً من أعضاء البرنامج من المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص ومؤسسات النفع العام في أبوظبي، وغيرهم من الشركات المعنية بهذا المجال. ويعتبر برنامج أبوظبي للشراء المستدام أحد مبادرات مجموعة أبوظبي للاستدامة التي سعت منذ إنشائها عام 2008 إلى إطلاق العديد من المبادرات وتطوير المهارات من خلال حلقات التدريب والجلسات المتخصصة مثل جلسات “حوار” لاعتماد مفاهيم الاستدامة، وتعزيز الجهود المبذولة لبناء مجتمع متماسك، واقتصاد منفتح ومنافس عالمياً، وتحقيق رؤية حكومة أبوظبي الرشيدة في أن نكون في مصاف الدول المتقدمة. ووصل عدد المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة ومؤسسات النفع العام المشاركة في برنامج الشراء المستدام إلى 30 مؤسسة ساهمت في وضع برنامج العمل في مجال الشراء المستدام للعامين القادمين، وقد تم انتخاب ممثلين من 9 مؤسسات معظمهم من مديري المشتريات لتشكيل لجنة إدارة البرنامج. وقالت رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة أبوظبي، أثناء افتتاح أعمال الاجتماع: “لقد تبنت حكومة أبوظبي التنمية المستدامة طريقاً لتحقيق أهدافها، كما عبرت عنها في أجندتها السياسية، حيث تركز على خلق توازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة بما يحقق الرخاء والازدهار للمجتمع في الوقت الحالي وفي المستقبل”. وفي إطار هذا التوجه الحكومي والرؤية المستقبلية نحو تحقيق الاستدامة لبناء مستقبل مستدام، قامت هيئة البيئة في أبوظبي بتأسيس مجموعة أبوظبي للاستدامة بدعم من المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي لدعم الجهود التي تبذلها الهيئة لتطوير وتنفيذ المعايير القياسية، واستغلال التقنيات المناسبة التي تمكن إمارة أبوظبي من تحقيقِ التحول المنشود، وتعزيز قدرتها على التنافس في الأسواقِ العالمية في ظل بيئة تتوافق فيها حركة التنمية في الإمارة مع متطلبات التنمية المستدامة، التي تعتبر المحور الأساسي لاستراتيجية شاملة من أجل التحول إلى مجتمع متقدم على أسس مستدامة، تتضمن تعزيز الشراكة بين مؤسسات الدولة والمجتمع، وتمكين مؤسسات القطاع الخاص والمنظمات الأهلية، وتشجيع إسهاماتِها في حماية البيئة وخدمة المجتمع. وأشارت المبارك إلى أن برنامج الشراء المستدام يعتبر من المبادرات الرائدة التي تسعى الهيئة من خلالها إلى تشجيع القطاعات المعنية للمشاركة في تبنى مفهوم الاقتصاد الأخضر، وتحقيق فوائده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وذلك من خلال استثمار القوة الشرائية في القطاعين الحكومي والخاص لخلق سوق للشراء المستدام وتوجيه كبريات المؤسسات لتبنى ممارسات الشراء الصديقة للبيئة من خلال التركيز على المشتريات المستدامة في مجالات النقل، وإدارة النفايات، والمباني والبنية التحتية وغيرها. المعايير البيئية وقالت هدى الحوقاني مديرة مجموعة أبوظبي للاستدامة، إنه ومن خلال هذا البرنامج تسعى المجموعة إلى نشر الوعي بين موظفي المشتريات والموردين والمنتجين بأهمية الشراء المستدام والذي يتجاوز مجرد مراعاة المعايير البيئية في الشراء إلى إدراج أعمدة التنمية المستدامة الثلاثة في مفهوم الشراء المؤسسي. كما سنسعى للحصول على المزيد من الدعم وزيادة أعداد الشركات المنضمة لمبادرة الشراء المستدام.ولعل مبادرة “يوم بلا ورق”التي أطلقتها هيئة البيئة - أبوظبي عام 2008 واحدة من هذه المبادرات البيئية التي تساهم في مواجهة الخلل في استهلاك المصادر الطبيعية الحالية وتأمين مستوى عالٍ ومستدام لحياة كريمة للجميع. وقالت زهى عبدالرحمن موسى رئيسة لجنة الشراء المستدام في المجموعة، إن برنامج الشراء المستدام يهدف إلى خلق سوق قوية للشراء المستدام وتوجيه كبرى المؤسسات على هذه الممارسات حفاظاً على البيئة من خلال نشر التوعية حول الشراء المستدام حتى تتمكن كل جهة من تنفيذه بناء على متطلباتها ومثال على ذلك الورق المستدام أو المعاد تدويره وتقليل استخدام الورق واستخدام التواصل الإلكتروني، إضافة إلى استخدام مواد صديقة للبيئة في البناء، ويمكن إعادة تدويرها، وأن تكون محلية الصنع. وتوقعت زهى أن تتحقق التوعية بين موظفي المشتريات والسوق والموردين والمنتجين والحصول على مزيد من الدعم من الحكومة ورفع نسب الشركات المنضمة لمبادرة الشراء المستدام. التجارب الدولية واستعرض الاجتماع أمس التجارب الدولية في تطبيق مبادرات الشراء المستدام والتي تضمنت عروضا للمنظمة الملكية للمشتريات والإمداد والمعهد الدولي للتنمية المستدامة وبرنامج نيوزيلندا للاستدامة. كما تضمن الاجتماع استعراض بعض التجارب المحلية في مجال الشراء الأخضر شملت تجرية شركة مصدر في الشراء الأخضر ومبادرة بناء القدرات قدمتها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية. واختتم الاجتماع بعقد جلسة تفاعلية حول برنامج الشراء المستدام شارك فيها الأعضاء المشاركين كافة، حيث قاموا بتحديد أولويات البرنامج واقترحوا الإجـراءات اللازمة لتنفيذه.