ولينجتون (د ب أ) - واصل عمال الإنقاذ أمس سحب زيت الوقود من سفينة شحن عالقة في حيد بحري نيوزيلندي, في الوقت الذي أقر فيه وزير بالحكومة النيوزيلندية بأنه لا يرى أن هناك فرصا “عالية للغاية” لسحب كافة زيت الوقود الثقيل من السفينة، والذي يزن 1300 طن، قبل انشطار السفينة في ظل الأحوال الجوية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم. وقال وزير النقل النيوزيلندي ستيفن جويس إن طاقم الإنقاذ، الذي بدأ سباقا مع الزمن بالعمل خلال ليل أمس الأول، تمكن من نقل 74 طنا إلى ناقلة بترول بحلول ساعة متأخرة بعد ظهر أمس. وأضاف أن عمال الإنقاذ يعتزمون العمل خلال ساعات الليل مجددا، غير أنه من المتوقع أن تزداد الأحوال الجوية سوءا، مما يعرض السفينة - التي تعاني من شق كبير في منتصفها وتميل بمقدار 21 درجة - إلى خطر “الأمواج البحرية الشديدة”. كما وضعت مروحية تابعة للقوات البحرية على أهبة الاستعداد لإعادة العاملين إلى الشاطئ في حال أصبحت العملية خطيرة للغاية. وكان مات واطسون، المتحدث باسم شركة “سفتسر” للإنقاذ، حذر في وقت سابق من أن السفينة “رينا”، التي تزن 47 ألف طن، باتت ضعيفة للغاية ويمكن أن تتعرض للانشطار والغرق. وسربت السفينة بالفعل ما يزيد على 300 طن من الزيت في البحر، مما تسبب في تلوث 30 كيلومترا من شواطئ الرمال البيضاء ونفوق نحو 1300 طائر بحري. وكانت السفينة قد جنحت إلى الحيد البحري، على مسافة 22 كيلومترا قبالة ساحل ميناء تاورانجا شرقي نيوزيلندا، في الخامس من أكتوبر الجاري. وقال جويس إن “الثلثين الأخيرين من السفينة، اللذين يحتويان حاليا على كافة حمولة الزيت، باتا في وضع خطير على الحيد البحري”، مشيرا إلى أن “هناك نحو 60 مترا (من السفينة) تتدلى في المياه خلف الحيد البحري ونحو 90 مترا على الحيد”. وأوضح أن الهواء المحبوس في مؤخرة السفينة يبقيها طافية في الوقت الراهن، لكن إذا انقسمت السفينة إلى شطرين، “ستكون هناك صعوبة في أن تبقى طافية، وقد تغرق بكل بساطة”. ولدى سؤاله حول الفرص الحقيقية لسحب كافة زيت الوقود من السفينة، قال جويس: “لا أرى فرصة عالية. أعتقد أنها مسألة تتعلق بإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأظن أنه لا يزال هناك خطر كبير بشأن بقاء السفينة في مكانها. ومن ثم فإن المسألة تتعلق بحبس ما بداخلها، لا سيما إذا بدأت في الانشطار والغرق”.