قال فييرا: "عندما كنت أتابع مباراة اليابان وكوريا، شعرت بأنني على متن طائرة، كانت تتحرك على أرتفاع 18 ألف قدم، وعندما تحولت لمتابعة مباراة أستراليا مع أوزبكستان شعرت بأن الطائرة هبطت إلى ارتفاع 1200 قدم، وكدت أشعر بالاختناق من كثرة المطبات الجوية، لأن كل هدف من أهداف أستراليا كان بمثابة "مطب جوي" عنيف لي، حيث أن اللقاء كان مملاً، وفي اتجاه واحد تقريباً، وبدا الفريق الأوزبكي تائهاً فيه، كمن فوجئ بأنه يملك ثروة كبيرة، وفقد عقله من كثرة التفكير فيما سيفعل بها". وكما قلنا إن مباراة كوريا الجنوبية واليابان كانت واحدة من أبدع وأقوى القمم الكروية الآسيوية، يمكنني أن أقول وأنا مرتاح البال إن مباراة أستراليا وأوزبكستان "قمة الفوضى"، فلا يوجد فريق على حد علمي يخسر في نصف النهائي بهذه النتيجة، وأقول بالفم المليان لفريق أوزبكستان: "لقد خذلتني كثيرا".. وقدمت دليلاً إضافياً على أن البطولة في مجمولة ضعيفة فنياً باستثناء بعض المباريات المحدودة، ولو أنني قلت لصديقي البرازيلي إن مباراة نصف النهائي في البطولة الآسيوية انتهت بفوز أستراليا على أوزبكستان بنتيجة 6 - صفر لقال لي: ما هذه الفوضى هل هذه بطولة قارية؟ مع الكانجارو المقدمات لا تقدم إلى النتائج، بدليل أن مقدمات تلك المباراة كانت في صالح الفريق الأوزبكي الذي اندفع نحو الهجوم، وكان المبادر في الفرص، وسيطر بشكل مؤقت على وسط الملعب، إلا أن اندفاعه كان غير محسوب من البداية، وجاء على حساب الانضباط الدفاعي، كما أن المدرب وقع في خطأ العمر عندما دفع باللاعب كاربينكو في مركز غير مركزه المعتاد، ووضعه كظهير أيمن، وهو يلعب جناح أيسر في الأصل، وهذا الخطأ كان بداية السقوط، لأن الفريق في حقيقة الأمر لعب بلا ظهير أيمن، ومن هنا كانت المساحات رائعة أمام هاري كويل وتيم كاهيل ليتوغلان بمنتهى الهدوء والراحة في دفاعات الفريق الأوزبكي التي كانت مكشوفة، ومفتوحة على مصراعيها. سر السقوط أما عن سر السقوط من وجهة نظري فأنا أقول إنه حالة الفوضى واللا وعي التي سيطرت على كل لاعبي أوزبكستان لأنهم مازلوا لم يصدقوا أنهم تأهلوا لأول مرة في التاريخ إلى نصف النهائي تلك البطولة، إنهم دخلوا المباراة وهم ينظرون إلى الخلف، وبلا روح قتالية، والغرور أصاب مدربهم إلى الدرجة التي جعلته لا يطالب اللاعبين بأي أدوار دفاعية، وفي الكثير من الحالات الدفاعية كان المدافع الأسترالي أمامه اثنان من المهاجمين أو ثلاثة، وفي المقابل كان الفريق الأسترالي منضبطاً في الناحية الدفاعية، وسريعاً بأكثر مما توقعنا في الناحية الهجومية، ولكنه لم يكن مبدعاً حتى يفوز في نصف النهائي بـ6 أهداف مقابل لا شيء، لأن لاعبي أوزبكستان هم الذين هزموا أنفسهم، ومعهم المدرب الذي أخطأ التقدير، ولم يتمكن من إيقاف الفوضى خلال اللقاء، وكانت بالفعل لحظات عصيبة على الفريق الأوزبكي. غياب جينريك وأعتقد أن غياب المهاجم أليكساندر جينريك هو أحد أهم أسباب سقط الأوزبكي، لأنه كلاعب خبرة في المقدمة، كان يسهم في إنجاح خطة المدرب، وأعتقد أن غيابه هو السبب الرئيسي في الارتباك التكتيكي والخططي الذي وقع فيه المدرب.