أكد المتحدث الرئاسي المصري السفير سليمان عواد أن نجاح القمة العربية المقبلة يتوقف على ألا يظل مقعد لبنان شاغرا خلال هذه القمة· وقال إن الرئيس المصري حسني مبارك ذكر في أكثر من مناسبة ان القمة العربية ودورية انعقادها تعد انجازا في حد ذاته تم التوصل اليه في قمة بيروت عام 2002 ولابد ان نحرص عليه ولكن الرئيس مبارك ذكر أيضا ان نجاح القمة المقبلة يعتمد على الا يظل مقعد لبنان شاغرا فيها· وقال عواد في تصريحات للصحفيين في القاهرة امس إن الحديث يتردد كثيرا هذه الأيام حول عقد قمة عربية طارئة أو نقل القمة القادمة من دمشق، ولكن علينا ان ننتظر اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الاربعاء القادم، حيث من المفترض ان يقدم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تقريرا لوزراء الخارجية العرب عن نتائج مساعيه لتسوية الأزمة في لبنان، ولكل حادث حديث ولا ينبغي أن ننزلق وراء تقارير إعلامية تمتلئ بإشاعات لا أساس لها من الحقيقة· وكشفـت مصادر مطلعــة بالجـامعة لـ ''الاتحاد'' أن تقريرا مفصلا للأمين العام عمرو موسى سيحيط من خلاله وزراء الخارجية العرب علما بنتائج مشاوراته ولقاءاته مع الأطراف اللبنانية بما في ذلك نتيجة الاجتماع الرباعي، ومدى توافق مضمون المشاورات مع المبادرة العربية· ومن المنتظر أن يزور موسى دمشق مطلع الاسبوع المقبل للتشاور حول الترتيبات المتعلقة بانعقاد القمة العربية والمقترحات الخاصة بمشروع جدول الاعمال فيما ترددت تسريبات داخل الجامعة العربية عن رفض الرياض تسلم دعوة القمة العربية من سوريا· وذكرت مصادر دبلوماسية عربية في الامانة العامة للجامعة ان اتصالات تجرى حاليا مع دمشق لتحديد موعد اتمام الزيارة ورجحت ان يتزامن موعدها مع انتهاء سوريا من توجيه الدعوات لكافة الدول الاعضاء في الجامعة لحضور القمة· وكان عمرو موسى امين عام الجامعة العربية على اهمية دورية انعقاد القمة في موعدها وفقا لما نص عليه ميثاق الجامعة مؤكدا على حرص الجامعة العربية ودولها الاعضاء على الحفاظ على هذه الآلية· وفي السياق نفسه مازالت هناك صعوبات تعترض توجيه الدعوات الى بعض الدول خاصة السعودية ولبنان حسب قول المصادر موضحة ان الرياض ترفض حتى الان تحديد موعد لاستقبال مبعوث سوري خاص لتسليم الدعوة الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز· في ذات الوقت أكدت المصادر أن القاهرة لديها آمال كبيرة في تغيير الموقف السوري من الأزمة اللبنانية لأنها تراهن على عنصر الوقت وترى انه مازال أمام موعد القمة بضعة أسابيع كفيلة باحداث التغيير وأن تعمل دمشق على اقناع حلفائها من المعارضة لتعديل موقفهم والتراجع عن تعنتهم باتجاه الحل خشية أية تطورات سلبية سوف يدفع كل اللبنانيين ثمنها غاليا· ومن جهتها اعلنت مديرة الاعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية امس ان القمة العربية ستعقد ''في موعدها'' في 29 و30 مارس في دمشق· وقالت بشرى كنفاني انه ''يجري التحضير للقمة وفق المقرر وسوف تعقد في موعدها'' في دمشق· وابلغ مصدر سوري مطلع وكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان سوريا وجهت دعوات الى جميع دول الجامعة العربية باستثناء لبنان والسعودية وقال ''لم توجه الدعوة بعد للسعودية ولبنان'' بدون اضافة اي تفاصيل اخرى· ويرى محللون ووسائل اعلام عربية ان السعودية ودولا عربية اخرى قد تقاطع قمة دمشق او تخفض تمثيلها الى مستوى متدن اذا لم تلق مسألة الفراغ الرئاسي في لبنان تسوية قبل القمة· وذكرت مصادر الجامعة العربية في القاهرة ان تقرير موسى سيتناول المعوقات التي اعترضت مهمته وما استمع اليه من الأطراف المعنية، واطلاع الوزاري العربي على رؤيته المستقبلية للأوضاع في لبنان وكافة الاحتمالات المطروحة· وأكدت المصادر أن الوزاري العربي سيقرر الخطوة التالية لموسى حيال التعامل مع هذه الأزمة، فيما استبعدت أن يتخلى الامين العام للجامعة العربية عن تلك المهمة أو أن يعلن تجميد مساعيه بين الأطراف اللبنانية· ورجحت خيار مواصلة المساعي والجهود حتى ما قبل انعقاد القمة العربية المقبلة بأيام قليلة· كما استبعدت أن يقدم الوزاري العربي على اجراء تغييرات أو تعديلات على المبادرة العربية وأشارت الى أن الوزاري العربي سيجدد ثقته بمهمة الأمين العام داعيا الأطراف اللبنانية التجاوب معها والبدء الفوري بانتخاب الرئيس· ونفت المصادر ماتردد حول نقل القمة العربية من دمشق الى مقر الامانة العامة للجامعة بالقاهرة او مقاطعتها· وقالت ان الجامعة تعمل من خلال الزيارات المكوكية التى قام بها الامين العام الى لبنان الى تهيئة الاجواء لنجاح القمة العربية، مؤكدة ان القمة ستعقد فى موعدها المحدد يوم 29 مارس القادم· ويتضمن جدول الاعمال الدورة 129 العادية لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية برئاسة جيبوتى يوم الاربعاء القادم 22 بندا تتناول مختلف قضايا العمل العربى المشترك فى المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية والقانونية والمالية·