تونس (ا ف ب) - نظم أنصار حزب النهضة الذي يقود الائتلاف الحكومي في تونس أمس مسيرة دعم لوالي سيدي بوزيد، وذلك غداة تظاهر مئات من المعارضين طالبوا برحيل الوالي، وفرقتهم قوات الأمن بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. وسار أمس نحو 250 شخصا في وسط مدينة سيدي بوزيد (الوسط الغربي) مهد الثورة التونسية هاتفين بشعارات مؤيدة لحزب النهضة والوالي. ولم تشهد المسيرة أي حوادث. وكانت الشرطة أطلقت أمس الأول الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المتظاهرين، تجمعوا أمام مقر الولاية للمطالبة برحيل الوالي ورئيس منطقة الحرس والنائب العام، وإطلاق سراح محتجين من قرية العمران، اعتقلتهم الشرطة يومي 26 و27 سبتمبر خلال احتجاجات على تردي ظروف المعيشة. وحاول بعض المتظاهرين اقتحام مقر الولاية لطرد الوالي فأطلقت الشرطة الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع. وأجلت قوات الأمن الوالي من مكتبه تحسبا لتعرضه لاعتداء. وتصاعدت في الأشهر الأخيرة في ولاية سيدي بوزيد التي يقطنها نحو 400 ألف نسمة، الاحتجاجات على بطء تنفيذ مشاريع تنمية وعدت بها الحكومة، وعلى تأخر في صرف رواتب عمال المقاولات العامة وعلى غلاء المعيشة والبطالة وانقطاع الماء والكهرباء. وتم توقيف العديد من الأشخاص فيها. والاثنين الماضي، أضرب مدرسو التعليم الثانوي في كامل معتمديات ولاية سيدي بوزيد، مطالبين بالإفراج عن متظاهرين اعتقلوا خلال احتجاجات اجتماعية في العمران. والسبت الماضي، شهدت مدينة منزل بوزيان إضرابا عاما تنديدا بـ”التعاطي الأمني” مع الاحتجاجات وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين. وتقع ولاية سيدي بوزيد في منطقة فقيرة جدا ومهمشة منذ عقود طويلة، ويقول محللون إن الوضع الاقتصادي والاجتماعي فيها لم يتحسن منذ الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي بداية 2011. وترتدي المدينة رمزية عالية باعتبارها مهد الثورة التونسية التي اشعل شرارتها انتحار الشاب محمد البوعزيزي في المدينة يوم 17 ديسمبر 2010 احتجاجا على الظلم والإهانة.