اسطنبول (وكالات) - أعلنت أنقرة أمس أن الجيش التركي رد على سقوط قذيفتين مصدرهما سوريا سقطتا في محافظة هاتاي لم تسفرا عن ضحايا أو أضرار. وقالت محافظة هاتاي في بيان أن “قذيفة مدفعية سقطت عند الساعة 7:00 بالتوقيت المحلي في عمق 50 متراً داخل الأراضي التركية في ارض خلاء تبعد 700 متر عن قرية جوفيتشي و300 متر عن مركز للدرك”. وأضاف البيان أن الجيش التركي رد بإطلاق أربع دفعات من قذائف الهاون، موضحاً أن القصف صدر عن بطارية لقوات موالية للنظام السوري واستهدف معارضين سوريين مسلحين ينتشرون قرب الحدود السورية التركية. كما سقطت قذيفة ثانية على عمق 1?2 كلم داخل الأراضي التركية وتحديداً في ارض خلاء في المنطقة نفسها، وفق بيان آخر للمحافظة. وقد ردت تركيا بإطلاق دفعتين من قذائف الهاون، بحسب المصدر نفسه. ومنذ وقوع حادث خطر الأربعاء اسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك في قرية حدودية، ترد تركيا بصورة منهجية على قصف مدفعي وقذائف من الجانب السوري. وهذا هو رابع يوم من الهجمات التركية رداً على سقوط قذائف مورتر وقصف من القوات السورية. وقالت وكالة أنباء “دوجان” التركية، إن مكتب حاكم هاتاي حذر سكان المنطقة من الخروج إلى الشرفات أو قضاء الوقت في الأماكن المفتوحة. وأضاف المكتب أن الهلال الأحمر يقدم الدعم النفسي لسكان المنطقة. وكان حادثان مماثلان وقعا في هاتاي أمس الأول. وقصفت المدفعية التركية أهدافاً للجيش السوري يومي الأربعاء والخميس مما أسفر عن مقتل عدد من الجنود السوريين بعد قصف سوري أسقط قتلى. وقال مسؤول بالحكومة التركية طلب عدم الكشف عن هويته لـ”رويترز”، إن الهجوم السوري على بلدة أكاكالي يوم الأربعاء الماضي كان مختلفا في حجم خطورته عن حوادث سابقة وقعت على مدار الأيام العشرة الماضية. وأضاف المسؤول “كان يوم الأربعاء مختلفاً. فقد سقطت خمس أو ست قذائف في نفس المكان. وهذا هو السبب في ردنا مرتين للتحذير والردع. ولدفع الجيش السوري إلى المغادرة. نعتقد أن الرسالة وصلتهم وانسحبوا من المنطقة”. وذكرت قناة “إن. تي. في” التركية أن سوريا أمرت طائراتها الحربية وطائرات الهليكوبتر بعدم الاقتراب لمسافة عشرة كيلومترات عن الحدود التركية، وأبلغت وحدات مدفعيتها بعدم إطلاق قذائف على مناطق قريبة من الحدود. غير أن السلطات السورية لم تؤكد ذلك. وسعت هيئة الأركان العامة التركية أمس إلى تبديد مخاوف بشأن مشاهد الأشخاص الذين يعبرون الحدود في حرية ذهابا وإيابا فيما يبدو في منطقة أكاكالي. وقالت هيئة الأركان في بيان أرسل إلى وكالة أنباء الأناضول الرسمية “ليس هناك عمليات عبور خارج نطاق السيطرة أو غير شرعية عبر الحدود. المنطقة التي نحن مسؤولون عنها تخضع للسيطرة الكاملة”. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمة شديدة اللهجة ألقاها أمام حشد في اسطنبول “أقول لمن يحاولون اختبار قدرة تركيا على الردع والحسم وقدراتها من هنا إنهم يرتكبون خطأً قاتلاً”. وأضاف قائلاً “نحن لا نريد حربا لكننا لسنا بعيدين عنها أيضاً. هذه الأمة وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم بعد أن خاضت حروباً عبر القارات”. وتحدث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بنبرة أكثر دفاعية أمس قائلاً إن موافقة البرلمان على عمل عسكري محتمل خارج الحدود يهدف إلى الردع. وأضاف قائلاً “لم نأخذ خطوة تجاه الحرب بهذا التفويض بل أظهرنا للحكومة السورية قدرتنا على الردع لنطلق التحذير الضروري للحيلولة دون نشوب حرب”. وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية “تي. آر. تي”: “من الآن فصاعدا سيتم إسكات أي هجوم على تركيا”. وأشار داود أوغلو إلى أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي سيزور تركيا قبل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنقرة في غضون الأيام العشرة المقبلة. وأكد أوغلو أن موافقة البرلمان التركي على منح الحكومة حق شن العمليات العسكرية خارج الحدود التركية عند الضرورة، ليس إعلاناً للحرب. وأضاف أن بلاده يجب أن تكون على أهبة الاستعداد لأي تطور قد يحدث في الصراع الدائر في سوريا المجاورة. وأشار أوغلو إلى أن قرار البرلمان بالموافقة يدل على جدية النوايا التركية، وقبل كل شيء، فيما يخص ضبط النفس. وكان سيلكوك أونال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أكد الجمعة، أن: “أنقرة لا ترغب إطلاقًا في إعلان الحرب ضد سوريا، إلا أنها حريصة على اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتأمين سلامة المواطنين الأتراك”. وأوضح أونال، في تصريح لشبكة “بي بي سي”، أن: “تركيا لم تبدأ بالاعتداء على سوريا، وإنما اضطرت لقصف مواقع تابعة للجيش السوري، ردا على الاعتداء الذي استهدف الأراضي التركية من جانب سوريا الأربعاء، وأسفر عن مقتل 5 مدنيين أتراك”. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم السوري وطالب بوقف مثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي على الفور. وقالت روسيا الحليف القوي لسوريا إنها تلقت تأكيداً من دمشق بأن الهجوم على تركيا كان حادثا مأساوياً عارضاً.