شددت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشؤون القصر على أهمية استعانة أولياء الأمور ببرامج التدخل المبكر في بداية ظهور بوادر الإعاقة لدى الطفل والذي يساهم كثيرا في تخفيف حدة الإعاقة ويسرع من برنامج التأهيل والتطوير الذي سيرافق الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة طوال مسيرته الحياتية· وذكرت سعادة مريم سيف القبيسي رئيسة قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسة أنه من الطبيعي أن تكون للمعاق عناية وتربية ورعاية خاصة، بما يصون له كرامته ويوفر له خدمات تخصصية وأفضل السبل العلاجية والتربوية ومساعدته ومساندته من أجل الاستفادة من الجهود الدولية والشخصية، وبما يمكنه من العيش في حياة كريمة ويساعده على استغلال أقصى ما يملكه من طاقات وإمكانيات تحقق له ذات قوية وتشعره بالتقدير والثقة من الذات والآخرين· وأوضحت القبيسي في تصريح لها بمناسبة استمرار فعاليات الحملة الوطنية للتعريف بالإعاقة تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن خدمات رعاية المعاقين تشمل مجموعة من البرامج المتكاملة والمتنوعة بتنوع الإعاقات وشدتها وباختلاف العمر الزمني للمعاق وأهم هذه الخدمات هي خدمات التدخل المبكر· وقالت رئيسة قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة إن مؤسسة زايد العليا تتبع استراتيجيات وبرامج مختلفة للتدخل المبكر، ومن أهم عوامل إنجاح برامج التدخل للأطفال يأتي في فترة ما قبل المدرسة كالتشخيص المبكر، والتعاون بين المؤسسات الخدمية، والمشاركة الفعالة من الوالدين، والدمج بين الخدمات النفسية والتربوية، وتوفير التقنيات والوسائل التي تمكن الوالدين من التعرف على تأخر نمو أطفالهما، وتعريف الوالدين بالخدمات المتوفرة في المجتمع لهؤلاء الأطفال وأسرهم· الكشف المبكر وشددت القبيسي على أن الكشف المبكر يرتبط ارتباطا وثيقا بالوقاية من الإعاقة ويتطلب تنفيذ حملات توعوية واسعة النطاق بغية تشجيع المجتمع على التعرف على الأطفال الذين قد يحتاجون إلى برامج التدخل المبكر، حيث أن عدم الكشف عن الاضطراب الذي يعاني منه الطفل وعدم تزويده بالخدمات المناسبة في الوقت المناسب قد ينجم عنه تدهور مضطرد في حالة الطفل، لذا ينبغي التعرف على الأطفال الذين قد يحتاجون إلى تربية خاصة وخدمات مساندة بأسرع وقت ممكن بغية تحديد مدى حاجتهم إلى التشخيص المكثف والى البرامج العلاجية في وقت مبكر· من جانبها قالت الدكتورة عبلة مرجان رئيسة شعبة التدخل المبكر في مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة التابع للمؤسسة إن الأخصائيين يقومون بالتعامل مع أي مشكلة تعوق الطفل لتحقيق ذاته أو إمكاناته في التكيف مع المجتمع، بحيث يؤدي هذا التدخل إلى اختفاء المشكلة أو التقليل من آثارها السلبية في حياة الطفل الأسرية والمدرسية والتوافقية· وأوضحت أن التدخل المبكر هو عبارة عن تقديم خدمات طبية واجتماعية ونفسية وتربوية للأطفال الذين هم دون السادسة من أعمارهم والذين لديهم إعاقة أو تأخر نمائي أو قابلية لذلك، وهو نظام لدعم الأسر وتزويدها بالإرشاد والتدريب، والتعرف على الأطفال الذين يكونون أكثر تعرضا للتخلف أو الإعاقة قبل الولادة أو بعدها، وأيضا من خلال تشخيص حالاتهم منذ مرحلة الرضاعة مع توفير الرعاية لهم ولأسرهم في سنوات الطفولة الأولى مع تقديم كافة الخدمات للحد من تفاقم الإعاقة· مجالات التدخل المبكر وأضافت الدكتورة عبلة مرجان أن مجالات التدخل المبكر تشمل الأطفال المتأخرين، أي الذين لديهم تأخر في النمو في المجال المعرفي أو المجال الحركي أو المجال اللغوي أو المجال الاجتماعي أو مجال العناية بالذات أو المجال الانفعالي· وأوضحت أنه يشمل أيضا الأطفال الذين يعانون من حالات إعاقة جسمية أو عقلية، أو الأطفال الذين في حالة خطر كالخدج والمصابين بالنزيف الدماغي أو الاختناق· وأكدت رئيسة شعبة التدخل المبكر أهمية ومبررات التدخل المبكر، حيث تشير نتائج الدراسات والأبحاث إلى وجود فترات نمائية حرجة وعلى الأخص في السنوات الأولى من حياة الطفل، حيث يكون الطفل أكثر عرضة وحساسية وتأثرا بالخبرات المحيطة، وبالتالي فإن تقديم خدمات مبكرة يمكن أن يطور الأنماط الأولى من التعليم والسلوكيات التي تعتبر في حد ذاتها قاعدة رئيسية لجميع مهارات النمو اللاحقة· المعاقون سمعياً من جانبها قالت سهى شعبان أخصائية نطق في مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة: إن برامج التدخل المبكر في حياة المعاقين تختلف لذوي الإعاقة السمعية عن باقي الإعاقات الأخرى، حيث إنها إعاقة خفية لا تكشف عن نفسها بالمظهر الخارجي وإنما بالنظرة الفاحصة المتأنية والتي تعتمد على منهج مدروس للاكتشاف المبكر ومن ثم العلاج· وأكدت شعبان أن الاكتشاف المبكر للإعاقة السمعية يقع بالدرجة الأولى على الوالدين، حيث إنها تبدأ تقريبا عند الطفل من خلال إحداث أصوات عالية نسبيا ومفاجئة بجوار الطفل وملاحظة إذا ما كان يستجيب وينتبه لتلك الأصوات أم لا ، وإذا لم يستجب الطفل لهذه الأصوات فعلى الوالدين سرعة عرض الطفل على الطبيب· المعاقون عقلياً تتعدد طرق التدخل المبكر في حياة المعاق ما بين التشخيص المبكر والإرشاد النفسي المبكر ثم التدخل التدريبي والعلاجي له، من خلال إجراء التشخيص التكاملي للإعاقة العقلية والذي يشتمل على التشخيص الطبي والتشخيص الاجتماعي باستخدام مقاييس السلوك التكيفي ومقياس النضج الاجتماعي والتشخيص السيكومتري، حيث يلجأ الأخصائي النفسي الى قياس القدرة العقلية لتحديد الذكاء والقدرات العقلية الأخرى· أما التشخيص التربوي فيستخدم أخصائي التربية الخاصة مقاييس المهارات التحصيلية كالقراءة والكتابة للتعرف على صعوبات التعلم لدى المعاق عقليا، أو التشخيص الفارقي للتفرقة بين المتخلف عقليا وذوي الإعاقات الأخرى مثل التوحدي والفصامي· ويعمل المرشد النفسي على مساعدة الطفل المتخلف عقليا في تنمية قدراته وإشباع حاجاته الصحية وتزكية مفهومه عن نفسه وعن الآخرين من خلال توجيهه ومساعدته على الإفادة من الأنشطة والخبرات التي تتوفر له في البيئة التي يعيش فيها والإسهام في تحسين الظروف البيئية التي يعيش فيها الطفل· الرعاية والتربية والعلاج تشمل الرعاية العديد من جوانب حياته كتنمية مهارات الحياة اليومية لدى المعاق مثل مهارات الأكل والعادات السلوكية· وتنمية المهارات الحسية مثل مهارة الذاكرة البصرية والتمييز السمعي، وتنمية المهارات الحركية ومهارات التوافق والتفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين، مثل اللعب الجماعي وفنيات التشكيل والنمذجة، وتنمية المهارات اللغوية من خلال اكتساب المفردات الأساسية للغة والتحسين في أسلوب الكلام، علاوة على النمو المبكر للغة وتنمية بعض المهارات العقلية والذهنية·