(دبي) - تمكن البلد المنظم لبطولة أمم أفريقيا على مدار تاريخها الذي بدأ عام 1957 من الحصول على اللقب 11 مرة، منها 7 مرات تتشابه مع الحالة الجابونية، أي أن هناك 7 منتخبات فازت باللقب القاري للمرة الأولى حينما تصدت لتنظيمه، وهو ما حدث مع إثيوبيا 1962، وغانا 1963، والسودان عام 1970، ونيجيريا في بطولة 1980، والجزائر عام 1990، وجنوب أفريقيا بعد عودتها للكرة الأفريقية عام 1996، وتونس في بطولة 2004، ومن هنا فالتاريخ يفتح أمام المنتخب الجابوني أبواب الأمل للظفر باللقب باعتباره البلد المنظم، على الرغم من أن أحداً لم يرشحه للمنافسة بجدية على البطولة. وتفاعلاً مع الفوز التاريخي على المنتخب المغربي، الذي يتمتع بسمعة كبيرة في المحيطين الأفريقي والعالمي، خرجت صحيفة “لا يونيون”، أي “الاتحاد” الجابونية بعنوان مثير على صدر صفحاتها يقول: “أكلنا الأسود”، في إشارة إلى المنتخب المغربي الملقب بـ “أسود الأطلس”، في حين يحمل المنتخب الجابوني لقب “الفهود”، ولم يكن الاهتمام بالحدث إلى حد وضعه على غلاف الصحيفة الأشهر في البلاد مفاجأة للشعب الذي يبلغ تعداده مليوناً ونصف المليون، فقد دشن الرئيس علي بونجو حملة الاهتمام بالحدث الكروي، قبل انطلاقة البطولة بأيام، حينما قام بزيارة الملاعب، والمنشآت المختلفة للاطمئنان إلى جاهزية بلاده لاستضافة الحدث الكبير. كما أكد بونجو في تصريحاته قبل بداية البطولة أنه يحلم ومعه أبناء الشعب الجابوني بالمنافسة على اللقب القاري، وشدد على أن الحماس الجماهيري، ورغبة اللاعبين في الدفاع عن حظوظ الوطن، بالإضافة إلى جدية الاستعداد للبطولة، ونوه الرئيس الجابوني بتصريحاته لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إلى أن الحلم ليس مستحيلاً. ويرجع التألق الجابوني إلى تأثير المدرب الألماني جيرنو روهر المدير الفني للمنتخب، فهو يجمع بين الانضباط التكتيكي والجدية الألمانية، فضلاً عن معرفته التامة بالثقافة واللغة الفرنسية، فقد سبق له تدريب أكثر من فريق فرنسي خلال مسيرته التدريبية التي بدأت عام 1990، وعلى رأس هذه الأندية بوردو، ونيس، وأجاكسيو، ونانت، وله تجربة مع نادي النجم الساحلي التونسي 2008. وتمكن روهر الذي جلس على مقعد الإدارة الفنية للجابون في فبراير 2010 بدلاً من آلان جيريس من تكوين منتخب قوي، يعتمد في المقام الأول على مجموعة من اللاعبين الذين ينشطون في الأندية الفرنسية، ويبلغ عددهم 8 وهم أوفوندو حارس المرمى الذي يلعب لفريق “لومان”، ومانجا “لوريان”، وبرو “بريست”، وبالو “نيس”، وبوكو “بوردو”، والمتألق أوباميانج لاعب سانت ايتيان، كما يلعب مولونجي لفريق نيس، ودو ماركولينو المحترف في لافال. ويتطلع بهؤلاء النجوم والعناصر المحلية، فضلاً عن الحماس الجماهيري، والدعم الحكومي إلى مواصلة المشوار، على أمل أن يكون المنتخب رقم 12 الذي ينظم البطولة ويفوز بلقبها.