عدنان عضيمة- عبدالحي محمد: تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدأت أمس فعاليات مؤتمر الدفاع الخليجي الذي تنظمه مجموعة ''جينز للمعلومات'' أبرز المؤسسات المتخصصة في تنظيم المعارض والمؤتمرات في المجال العسكري· حضر فعاليات المؤتمر سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي وسعادة الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة وعدد من وزراء الدفاع ورؤوساء الأركان في الدول الشقيقة والصديقة ونخبة كبيرة من الخبراء والمتخصصين في قضايا الأمن والدفاع من مختلف دول العالم خاصة الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة يتقدمهم المارشال أنتوني باقنال قائد سلاح الجو البريطاني ومارك كيميت نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي الجديد لمنطقة الشرق الأوسط، وعدد كبير من الملحقين العسكريين والملحقين العسكريين في دولة الامارات وعدد كبير من كبار ضباط القوات المسلحة بالدولة· بدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي أعلن فيها تحيات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للمشاركين في المؤتمر، وأكد معاليه أن قيادة ومبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفهمه وادراكه لشؤون الامن الوطني والاقليمي اتاحت للقوات المسلحة ان تصبح اكثر فعالية من خدمة المصالح الامنية للدولة· وشدد معاليه على أن المؤتمر اجتذب العديد من المتحدثين المرموقين، قائلا: نحن سعداء باستضافة المنتدى الدولي الهام الذي يتيح الفرصة للقادة السياسييين والعسكريين في انحاء العالم لتبادل الاراء والاستراتيجيات حول العديد من القضايا التي تؤثر على الامن والدفاع في الخليج· ودعا معاليه الى عقد المؤتمر الذي وصفه بالمؤتمر الناجح بشكل دوري في ابوظبي، مؤكدا أن دولة الامارات ومنطقة الخليج تعتبر جزءا هاما من العالم، كما أن قضايا الامن في الخليج أصبحت موضوعا ثابتا في الشؤون العالمية وبات الاستقرار في المنطقة شرطا اساسيا لنظام عالمي مستقر· وقال: إن البيئة الامنية في المنطقة تعكس باستمرار التغيرات والتطورات الرئيسية التي تحدث على المسرح الدولي، مؤكدا ان قضايا الامن والاستقرار في المنطقة لا يمكن اغفالها بسهولة فهذه القضايا تؤثر على ظروفنا الحالية وخياراتنا المستقبلية· وأوضح أن الامن يتضمن قائمة طويلة من القضايا التى تحتاج الى التحليل والمعالجة ليس فقط من وجهة مصالحنا الوطنية، بل من منظور اقليمي ودولي ايضا، مشيرا إلى أن من بين هذه القضايا الحدود وتهديد الارهاب وتداعيات واثار الحروب والصراعات الاقليمية وسياسة النفط، مؤكدا في الوقت نفسه أن الامن والاستقرار الاقليمي سوف يعتمد على قدرتنا على تحليل هذه القضايا وتبني سياسات واستراتيجيات ملائمة· وأكد معالي الشيخ نهيان أن دول المنطقة تعمل وبشكل وثيق لايجاد حلول اقليمية لمتطلباتنا الدفاعية ونسعى بنشاط لايجاد قدرات جماعية لتعزيز امننا المشترك، وتابع: ثروتنا الهائلة في دولة الامارات ومنطقة الخليج تكمن في ان قادتنا يتمتعون بالحكمة وبعد النظر وتمكنوا من رؤية ما وراء الافق لرسم مستقبل المنطقة· ونوه معاليه بالقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، مؤكدا أن لقيادة سموه وبعد نظره الفضل من الطفرة والانجازات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها الدولة، وشدد على أن التزام صاحب السمو رئيس الدولة بالتميز مكن الجميع من تعزيز الدور الذي تلعبه ابوظبي ودولة الامارات على المسرح العالمي، قائلا: إننا ندين بالكثير من الامتنان والتقدير لقادة دولتنا لخلق بيئة تنعم بالامن والاستقرار· وأوضح معاليه ان دولة الامارات تؤمن بان تحقيق الامن العالمي امر بالغ الاهمية لبلادنا والمنطقة والعالم اجمع· معربا عن ثقته بأن مؤتمر الدفاع الخليجي يشكل مساهمة هامة للسلام والامن الاقليمي والعالمي· ناقشت جلسات المؤتمر الذي عقد على هامش فعاليات معرض ''آيدكس''2007 قضايا الأمن والدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي وسبل تعزيزها في المنطقة، ونظم وقدرات الدفاع البري والبحري والجوي، إضافة الى التحولات التي تشهدها قضايا الأمن والدفاع على الصعيد العالمي، فضلا عن التطورات الجارية في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين وأثر هذه التطورات على مسائل الأمن والدفاع في منطقة الخليج العربي· وتحدث في الجلسة الافتتاحية اللورد استور اوف هيفر المتحدث الرسمي في حزب المحافظين البريطاني في شؤون الدفاع في مجلس اللوردات مشددا على أهمية منطقة الخليج بالنسبة للعالم باعتبارها الاهم في انتاج وتصدير النفط· وأشار إلى أن المنطقة تواجه تحديات تؤثر على الامن والسلم العالمي، مطالبا بضرورة تعزيز الجهود الدبلوماسية للوصول الى حل سلمي للملف النووي الايراني وخلو المنطقة من اسلحة الدمار الشامل وحل الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين وتحقيق الامن والاستقرار في العراق· وألقي مارك كيميت نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي الجديد لمنطقة الشرق الأوسط كلمة في الجلسة الافتتاحية استعرض فيها المخاطر التي تواجهها الولايات المتحدة الأميركية ومنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، معتبرا منطقة الشرق الأوسط من أشد المناطق قلقا على مستوى العالم، وبينما حذر من خطورة البرنامج النووي الإيراني، استبعد شن الولايات المتحدة الأميركية لحرب عسكرية وشيكة على إيران· وشدد على أن مصادر القلق مازالت متوفرة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، لافتا إلى أن تهديدات أسامة بن لادن وأيمن الظواهري مازالت قائمة، وهناك حركات إسلامية متشددة تتبني نفس الممارسات، ورغم اختلافها معه فكريا لكنها تربي كوادرها على مبادئ التطرف الإسلامي· وأضاف: الجماعات المتشددة تدرب كوادرها عسكريا، وهي تريد أن تعود بعقارب الساعة إلى الوراء آلاف السنين، كما أنها تستخدم شبكة الإنترنت لترويج أفكارها، وتشكل شبكات إجرامية وتتعاون مع تجار المخدرات، وتستغل مؤسسات ومنظمات غير حكومية وسوف تستمر الولايات المتحدة في حربها ضدها· ومضى مارك كيميت نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي الجديد لمنطقة الشرق الأوسط قائلا: عدونا ليس ذكيا، لكن له بصماته الواضحة في المنطقة، وهذه الجماعات ترتكب مجازر وليست لديها رغبة في الحوار، وهي تلزم أعضائها بأفكار متطرفة، ويبقى هدفها على المدى البعيد امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وليست لدينا شكوك بأنهم يعملون على حصد أكبرعدد ممكن من الأرواح، وأعطى تنظيم القاعدة لهذه المجموعات الشرارة الأولى لارتكاب مجازرها· وتناول مارك كيميت أفكار أسامة بن لادن موضحا أنه عاش بطريقة غريبة جدا، وأنشأ تنظيما قويا كما أن حركته والحركات المماثلة في المنطقة تهدد العالم، ولابد أن تستمر الجهود في منطقة الشرق الأوسط للسيطرة على تنظيم القاعدة والجماعات المثيلة والمؤيدة له· وشدد على أن الولايات المتحدة الأميركية ستبقى ملتزمة بأهدافها الاستراتيجية في العراق، وستسعى لتقوية وتطوير القوات العراقية حتى تكون في مقدمة قوات التحالف في العراق، كما تسعى إلى تكثيف جهودها لإثناء إيران عن برنامجها النووي، مع التأكيد على أن الولايات المتحدة الأميركية لا تسعى لتغيير النظام الإيراني على الإطلاق لأن بقاء النظامين العراقي والإيراني مهم جدا لاستقرار المنطقة· وأضاف: كان لدينا تخوف من قتل إيران لبعض الجنود الأميركيين، وسنستخدم كل جهودنا لوقف البرنامج النووي الإيراني ومواجهة سلوكياتها التي باتت مثيرة للقلق في المنطقة، وسنسعي لتقوية علاقتنا مع حلفائنا وأصدقائنا في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وسنبذل كافة جهودنا الممكنة لردع أي عمليات ضدهم، ويجب أن لاننسي أن الحركات المؤازرة لتنظيم القاعدة بدأت تتوسع في تهديداتها وعلينا أن نبقى مهتمين بتلك التهديدات· وشدد على انه لا مجال للفشل في العراق لانه سيكون له تأثيرات كارثية على الولايات المتحدة والمنطقة· وتابع قائلا: لا توجد حلول سحرية في العراق، ومن الأهمية دمج الخطة العسكرية الجديدة للولايات المتحدة بخطة سياسية واقتصادية واتخاذ اجراءات شاملة من الجانب العراقي لوقف العنف وتوزيع الثروات ومواجهة الجماعات الارهابية· وجدد كيميت في ختام حديثه على عدم وجود اي خطط لدى الولايات المتحدة لمواجهة عسكرية مع ايران· وقال: تبقى الدبلوماسية هي الطريق الامثل لحماية القوات الاميركية· واكد ان القوات الاميركية ستبقى في المنطقة لسنوات قادمة وستتحمل مسؤولياتها في هذا الصدد· وألقى بيتر فرجا المساعد الأول لوزير الدفاع الوطني الأميركي كلمة في الجلسة الافتتاحية استعرض فيها نشأة الجيش الأميركي وقوات الحرس الوطني والعلاقة بين الجيش الأميركي ومؤسسات الدفاع المدني، وتطرق لموقف تلك المؤسسات من أحداث 11سبتمبر2001 وإعصار كاترينا والتطورات الأخيرة التي شهدتها استراتيجية الدفاع الأميركية داخليا وخارجيا· وتناول في ختام كلمته رؤية الولايات المتحدة الأميركية ومؤسساتها الدفاعية والأمنية لقضايا الإرهاب العالمي، مؤكدا على أن أميركا تسعى إلى تعزيز تعاونها الدولي مع دول كثيرة بهدف تعزيز الأمن الداخلي، وقال: مهمة أميركا خارجيا هي حماية الدول الصديقة خاصة في ظل الأوقات الحالية الحرجة والتي تكثر فيها التهديدات الإرهابية· وأوضح أن هناك تعاونا كبيرا بين أميركا والدول الصديقة والحليفة وهذا التعاون يؤسس لفرص أكبر من التعاون في مجالات تبادل المعلومات والتدريبات المشتركة، ووضع خطط الطوارئ، وإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث لمعرفة الأخطار الحالية والمحتملة·