واشنطن، برلين (أ ف ب، يو بي أي) - قدمت الولايات المتحدة 10 آليات مدرعة للأمم المتحدة للمساعدة في جهود المنظمة الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في العثور على الأسلحة السورية المحظورة وتدميرها. وأفاد البيت الأبيض بأن صندوق حظر الانتشار ونزع الأسلحة التابع لوزارة الخارجية الأميركية دفع 1?55 مليون دولار مقابل 10 آليات مدرعة نوع شوفروليه، ونسق مع القوات المسلحة الكندية لتدبير نقلها وتسليمها إلى الأمم المتحدة. وأشار إلى أنه بغية دعم هذا الجهد بشكل أفضل، أعدت الولايات المتحدة لاستخدام قاعدة أندروز المشتركة كنقطة انطلاق من ماريلاند، فيما ساهمت كندا عبر استخدام طائرة تابعة لسلاح الجو الكندي في أونتاريو، لنقل الآليات المدرعة الـ10 إلى الشرق الأوسط. وأكد المصدر نفسه، أن الآليات نقلت على متن رحلتين منفصلتين بدأتا الخميس 17 أكتوبر الحالي، وانتهتا في 20 منه عندما قبلتها الأمم المتحدة. ولفت البيت الأبيض إلى إنه بهذه المدرعات تبلغ قيمة المساعدة الأميركية للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية حوالي 6 مليون دولار من صندوق حظر الانتشار ومنع التسلح، وذلك على شكل مساعدات للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. من جانب آخر، بدأت في ألمانيا دورة مكثفة لتدريب وتأهيل مجموعة من الخبراء من 17 بلداً قبل سفرهم إلى سوريا للمشاركة في عملية نزع الأسلحة الكيماوية السورية. وتشهد منطقة فيلدفليكن ببافاريا دوي انفجارات قوية تمويهية، ومستودعات ينبعث منها دخان أسود، في مشهد غير واقعي ضمن سيناريو لتدريب أعده الجيش الألماني ويستمر أسبوعاً بمنطقة نائية بمقاطعة بافاريا، لمفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الحائزة مؤخراً جائزة نوبل للسلام لعام 2013. ومن شأن هذا التدريب أن يرفع كفاءة واستعداد 24 مشاركاً من 17 بلداً مختلفاً، تحضيراً للأسوأ . ففي فيلدفليكن، البلدة الصغيرة ببافاريا، يتعلم هؤلاء الاختصاصيون في التسلح والمترجمون المرافقون، لهم كيفية إدارة الأوضاع الخطرة من الانفجارات إلى تبادل إطلاق النار مروراً بعمليات احتجاز الرهائن. ومن المقرر يبدأ القسم الأكبر من المشاركين بالدورة في غضون أيام، مهمة خطرة تتمثل بتفكيك ترسانة الكيماوية السورية. وقال فرانتس اونتال المسؤول عن التدريب أن الخضوع لهذه الدورة التدريبية واجب على خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. ولفت إلى أن مهمة المنظمة التي أنشئت عام 1997 في لاهاي، في سوريا حالياً هي ليست المرة الأولى لها، لكن الفرق في حالة سوريا أنها تجري في ظل نزاع متفاقم. وبالتالي، فإن الأسلحة الكيماوية ليست الخطر الوحيد الذي يتعرض له الخبراء، لكنها المرة الأولى التي يتعين عليهم فيها، تأمين سلامتهم في بلد يعيش حرباً. من جهته يقول الكولونيل رينهارد بارز مدير مركز تدريب الأمم المتحدة الخاضع لإدارة الجيش الألماني، أن «الذين يتوجهون إلى مناطق النزاع، عليهم نسيان ما شاهدوه في هوليوود»، مشدداً على ضرورة وعي حقيقة الخطر الذي يواجهه المفتشون في مهمتهم. وهذا الحذر مطلوب أكثر في سوريا «التي هي بلا شك أحد أخطر الأماكن في العالم حالياً»، بحسب الكولونيل رينهارد بارز. منسقة البعثة الدولية المشتركة: تعاون كامل من دمشق دمشق (أ ف ب) - أعلنت سيجريد كاغ، منسقة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة المكلفة الإشراف على تطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بنزع الترسانة الكيماوية السورية، أن دمشق تتعاون «بشكل كامل» مع المفتشين، وذلك في بيان أصدرته أمس. وقالت كاغ التي وصلت إلى دمشق أمس الأول، «حتى الساعة، تعاونت الحكومة السورية بشكل كامل في دعم عمل الفريق المتقدم والبعثة المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة»، والتي تولت حتى الآن التحقيق في 17 موقعاً لإنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية. وتقوم البعثة بمهمتها في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118، والذي ينص على تدمير الترسانة الكيماوية السورية بحلول منتصف 2014. واعتبرت كاغ في بيانها أن «الأطر الزمنية تشكل تحدياً بالنظر إلى أن الهدف هو التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية في النصف الأول من 2014». وعينت كاغ الجمعة الماضي من جانب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، على أن يكون مقر عملها في قبرص، حيث القاعدة الخلفية للبعثة التي يفترض أن تضم نحو 100 خبير من المنظمتين، وهي مكلفة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية تنفيذاً للقرار الصادر نهاية سبتمبر الماضي. وبدأ فريق أول من مفتشي المنظمتين عمله في سوريا منذ الأول من أكتوبر الحالي. وكانت منظمة حظر الأسلحة أعلنت أمس الأول، أن «عمليات التفتيش شملت 17 موقعاً. وقام المفتشون في 14 موقعاً بأنشطة مرتبطة بتدمير معدات أساسية بهدف جعل المنشآت غير قابلة للاستخدام». والمواقع التي شملها التفتيش هي من ضمن لائحة بـ20 موقعاً قدمتها دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة.